خبراء: لا قيمة لعملة داعش الجديدة
وليد أبو الخير من القاهرة
وزّع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) مؤخراً منشورات في شوارع العراق وسوريا معلناً عن إطلاق ونشر عملته الخاصة من الفئة الذهبية والفضية والنحاسية في المناطق التي تقع تحت سيطرته.
وأكد خبراء تحدثوا للشرفة أن العملة التي زعمت داعش التداول بها لا قيمة فعلية لها في سوق المال العالمي، لافتين إلى أن إعلان داعش ليس إلا محاولة منها لإيهام مناصريها بأنها لم تهتز رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها في سوريا والعراق.
وقال أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة القاهرة الدكتور ناصر الأسيوطي إن قرار التنظيم بإصدار عملة معدنية ليس سوى خطة مدروسة لتفريغ مناطق سيطرته من الدولار الأميركي.
وتأمل داعش من خلال شراء الدولار مقابل المعادن المسروقة بأن تختفي الدولارات من السوق تدريجياً لتصبح حصراً في خزائنها بغية تمويل عملياتها الخارجية، حسبما ذكر الأسيوطي للشرفة.
واعتبر أن التنظيم سيوفر الكثير من الأموال شهرياً عبر التداول بعملته الخاصة إذ أنه سيستعمل هذه العملة لتوزيعها على مقاتليه، مما سيزيح عن كاهله عبء تأمين رواتبهم الشهرية.
وأشار الأسيوطي إلى أن داعش لا تملك صلاحية إصدار عملة ذات قيمة حقيقية وتعميمها، وبالتالي فإن القيمة الوحيدة لهذه العملة هي قيمة المعدن التي صنع منها.
وذكر أن أدنى شروط صلاحية هذه العملة هي اعتراف بلد أو أكثر بها "وهذا أمر مستبعد بل مستحيل في حالة هذا التنظيم الإرهابي".
ومن الشروط الأخرى أن تكون العملة صادرة عن دولة معترف بها، وهو أمر لا ينطبق على خلافة داعش المزعومة، وفق ما أكد الاسيوطي.
حاجة ’ماسة‘ إلى حيلة إعلامية
من جهته، قال قصي العبيدي الأستاذ المحاضر في جامعة الموصل والموجود حالياً في كركوك إنه بعد توزيع داعش منشوراتها في الموصل منذ شهرين، حاول زعماء التنظيم إقناع السكان بالتعامل بالعملة الجديدة فور البدء بتداولها.
وأضاف العبيدي في حديث للشرفة "إلا أن ردود الفعل أتت بعكس ما يشتهيه التنظيم حيث لم يقتنع أحد بكلامهم".
وأشار إلى أنه، تمهيداً للبدء بالتداول بالعملة الجديدة، دأب عناصر التنظيم على شراء كميات كبيرة من الذهب والفضة والنحاس مقابل دنانير عراقية، مؤكداً أن الجميع يعلم بأن هذا المال يأتي من خزائن المصارف التي نهبها داعش لدى دخوله الموصل.
وختم لافتاً إلى أن هناك سببين لإقبال التنظيم على شراء هذه المعادن، موضحاً أن داعش تنوي تفريغ السوق من العملات المتداولة ونشر عملتها المحلية المسروقة.
واعتبر سامي غيط الباحث في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية في حديث للشرفة أن تنظيم داعش وبعد الهزائم العسكرية التي مني بها بات بحاجة ماسة إلى مادة إعلامية، فأطلق العنان لآلته الإعلامية لترويج عملته الجديدة.
وقال غيط إن "الرسالة مفادها أنه لا يزال موجوداً بل ويدعم دولته المزعومة"، مضيفاً أن داعش تحاول من خلال التركيز على إصدار العملات المعدنية على إظهار أنها تستطيع إقامة خلافة شرعية.
وأكد أن ادعاء داعش بأن نقودها المعدنية مشابهة للنقود الإسلامية التي تم التعامل بها أيام الخلافة الإسلامية السابقة "ليس إلا محاولة لكسب التعاطف من قبل مؤيديها لا أكثر".
وأضاف "إلا أن كل هذه المحاولات لا شك بأنها سترى الفشل الذريع، كون حقيقة داعش كشفت أمام الجميع دون استثناء".
[ID:meii/features/2015/09/16/feature-01]
كلام الصورة: نشرت ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ صوراً لعملتها الجديدة على مواقع متطرفة. ويقول خبراء إن القطع النقدية مصنوعة من معدن تم شراؤه بعملة مسروقة من المصارف وأن لا قيمة لها في السوق العالمية.