طه حسين تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: أخيراً عرفت الطرف الثالث الإثنين فبراير 06, 2012 10:31 am | |
| . اخيرا عرفت الطرف الثالث
من زمان والطرف الثالث واليد الخفية واللهو الخفى يتدخل ليسومنا سوء العذاب، يذبح ابناءنا ويستحيى نساءنا ويدمر منشئاتنا ويصيبنا منه عذاب اليم. الطرف الثالث هذا معنا من زمان.
تعالوا نعود الى لجنة «اعادة كتابة تاريخ مصر» التى تقرر انشاؤها منذ اكثر من 35 سنة لمعرفة بعض كوارث تلك الفترة بما فيها هزيمة 5 يونيو 1967 والتى ضاعت على اثرها سيناء واستشهد فيها 22 الف جندى وضابط مصرى فى مقابل 150 اسرائيليا. بلغة الكرة، على سبيل التقريب، هذه الهزيمة مثل 50 هدفا فى مقابل هدف واحد فى مباراة واحدة.
وذلك مفهوم لان الطرف الثالث نجح فى هزيمتنا حتى قبل ان نحارب. ومن الناحية العملية نحن لم نحارب اصلا. المهم ان المؤرخ الطيار فكرى الجندى، احد الاحياء القلائل من اعضاء اللجنة، والذى كان قد اعد الفصل التاسع من تقرير اللجنة بشان حقائق نكسة 5 يونيو 1967 ويحمل اسم «خطة الضربة الجوية الاسرائيلية واسباب نجاحها واثارها» قال ما يلى: «لم نكن نتوقع ان يجيئنا الطيران الاسرائيلى منخفضا بهذا الشكل، وغاب عن مخابراتنا ما تم ادخاله من تعديلات على سعات «تنكات» وقود طائرات العدو، ما يطيل امد الطلعات، وكذا تزويدها بقنابل لضرب الممرات، وجاء الهجوم الجوى من ناحية البحر فضاعت فرصة رصده بالنظر فور عبوره حدود سيناء، ولم ترصده راداراتنا، كما ان اشارة رادار «عجلون» بالاردن، التابع للقيادة العربية الموحدة، برصد اقلاع طائرات اسرائيلية وصلت، لامر غير مفهوم، الى مكتب وزير الحربية وحده مع ان المتفق عليه ان تصل بالتوازى الى قيادة الدفاع الجوى فى جبل الجيوشى بالمقطم، كما تم تغيير الشفرة التى يقوم من خلالها مكتب الوزير بابلاغ الدفاع الجوى ولم يخطرهم احد بذلك».
ارجو قراءة الفقرة الاخيرة عدة مرات لنعرف من هو الطرف الثالث.
وبالمرة فلنرجع الى التقرير النهائى لاسباب غرق العبارة السلام 98 فى فبراير 2006 (راح ضحيتها 1000 مواطن) وهو التقرير الذى اعدته لجنة النقل بالبرلمان المصرى، ستجدون فى هذا التقرير الطرف الثالث يطل علينا. يقول التقرير: «مالك العبارة كان عضوا بمجلس ادارة هيئة الموانى، واحد كبار المسئولين بهيئة النقل البحرى التى تمنح عبارات نقل الركاب شهادات تعطيها الحق فى الصلاحية والابحار، وان مركز الانقاذ المصرى تجاهل اكثر من 15 رسالة استغاثة ارسلتها السلطات الجزائرية للابلاغ عن غرق العبارة.
فضلا عن العيوب الكثيرة فى السفينة التى شابت صلاحيتها للابحار. ويقول التقرير كذلك: «تشير الدلائل الى ان ثمة تواطؤا خبيثا تنبعث منه رائحة الفساد الذى يزكم الانوف قد جرى بين المسئولين عن الشركة وبعض المسئولين عن الهيئة المصرية للسلامة البحرية فى هذا الشان.
وتزوير شهادات بصلاحية الرماثات الصقتها الشركة عليها. والشركة المختصة بالصيانة واعطاء شهادات الصلاحية للرماثات تابعة لشركة السلام ذاتها. والشركة ضربت عرض الحائط بالاتفاقيات الدولية بشان عدد الركاب المقرر للسفن طبقا لقواعد الامن والسلامة البحرية دون الاعتداد بشهادة دولة العلم (بنما)».
الطرف الثالث كان حاضرا كذلك فى حوادث القطارات التى احترقت بمن فيها، وفيمن يموتون على طرقنا السريعة، وفى جهازنا البيروقراطى الذى لا يبالى بحجم الضرر الذى يقع على الوطن بالتساهل فى الاجراءات من ناحية والمبالغة فى التعقيد من ناحية اخرى.
الطرف الثالث هو نحن حين نهمل، هو نحن حين نستخف بواجباتنا، هو نحن حين نَفسد ونُفسد، هو نحن حين نغلب المصلحة على المبدا، هو نحن حين نضع انفسنا فوق بلدنا. قبل ان ندرك ذلك، فسيظل يحكمنا الطرف الثالث.
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|