رسالة الى المستشار احمد رفعتبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
انَّ اللَّهَ يَامُرُكُمْ انْ تُؤَدُّوا الْامَانَاتِ الَى اهْلِهَا
وَاذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ انْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ انَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ انَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)
سورة النساء
سيدي المستشار احمد رفعت
تحية طيبة وبعد....
اعلم مدى نزاهتكم ونزاهة القضاء المصري وانتم لا تصدرون احكاما الا من خلال ادلة وشهود ومستندات لكن اذكركم بانكم كنتم تعيشون على هذه الارض الطيبة والتي كان يحكمها المتهم الاول المخلوع مبارك وانتم تعيشون مشاكل وهموم الناس من خلال القضايا المنظورة امامكم او في المحاكم وتعرفون مدى معاناة هذا الشعب الكريم الذي كان يحيا رغم كل الظروف قانع بما قسم له في حالة من الرضا والسخط معا والكبت والنفور ولكن هو مكبل اليد ولا حول له ولا قوة.
فدعنا نذكركم ببعض النقاط السريعة في حكم هذا المتهم وليكن حكمكم نابع من كل تلك الاحداث فهو لم يقتل المتظاهرين فقط، وانما قتل الشعب كله خلال ثلاثين عاما هي عمر حكمه ومسئوليته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وهو لم يحفظ لا عهد ولا ميثاق ولا قسم بل عاش في الارض عبثا وفسادا.
سيدي المستشار تذكر ثلاثين عاما حكم الرجل مصر منفردا ديكتاتورا معه كل الصلاحيات فهو وصل به الحد ان يتشبه بفرعون بل هو فرعون نفسه حتى احتل اسوا رئيس في العالم عن جدارة.
فقد احاط نفسه بحاشية السوء سيطرت على كل مقدرات وخيرات مصر ورعاهم وتغلغل نفوذهم وتصرفوا مع مصر كانها اقطاعية ونحن العبيد.
ولم يكتف بهذا بل مارس كل انواع القمع والتعذيب والاعتقال والقتل لكل معارضيه والغى دور الجمعيات والنقابات ولم يعد الا صوته هو الكل من حوله يسبح بحمده ويسعوا الى رضاه متناسيين ان الله هو القاهر الجبار.
حتى سعى الى توريث ابنه من بعده فهو استاذ التزوير في الانتخابات وانتشرت في عهده الرشوة والمحسوبية وكل ماهو سئ وتحول نواب الشعب على يديه الى مجموعة من اللصوص ينهبون ويغتالون هم الاخرون في الشعب بدون وازع او ضمير.
تذكر ان في عهده لا احترام لاحكام قضائية كثيرة وكان المجلس سيد قراره حاكمنا عسكريا واهاننا اشد الاهانة وغاب العدل والقانون فكان هو القانون واداته.
غاب في عهده دور كل المؤسسات من الازهر والكنيسة والاعلام مرئي ومسموع ومقروء الكل يبغي رضاء السلطان الجائر الظالم ويتكلم بصوته ويقرا بافكاره هو فقط
خدعنا بمشاريع ومصانع وتشغيل المصريين وهم يموتون في البحث بحثا عن فرصة عمل.
حرقنا في مسرح بني سويف وفي العبارة السلام 98 وسالم اكسبريس وقطار العياط وحادث شرم الشيخ وهو غير مبالي وعندما حدث حادث الاقصر هب مسرعا من اجل ارواح الضحايا الاجانب.
نحن لم نساوي عنده الكثير لذلك اكلنا الغذاء المسرطن بالمبيدات المسرطنة وانتشر السرطان والالتهاب الكبدى والبلهارسيا والسكر وشلل الاطفال واهمل المستشيفات الحكومية ومات المصريين من تدهور احوال الصحة وهو عندما يشكو من البرد يذهب الى باريس او لندن، اي عدالة هذه سيدي القاضي اهذا هو العدل الذي تربو اليه،
انه رجلا وحتى هذة الكلمة لا تنطبق على امثاله من حثالة الناس الذين اهانوا اهلهم وكانوا حاقدين جاحدين لشعبهم فقد كثرت في حكمه حوادث الطرق 6 الاف قتيل سنويا وبخلاف الاف المصابيين وانتشرت الهجرة الغير شرعية هربا من جحيمه ومات الشباب غرقا وقبض على من ربح الحياة اسير سجون بلدان غريبة.
هجرت الكفاءت من امثال زويل والباز ويعقوب والبرادعي وغيرهم كثيرين وانتشرت حوادث القتل والسرقة وتدنى المجتمع اخلاقيا وعلت اسهم البطالة وكثرت حالات الطلاق والعنوسة، اليس كل هذا سببا في اعدامه الاف المرات انه كان يقتلنا كل يوم لا بل لحظة في وجوده من الاهمال الجسيم الذي ارتكبه في حق شعبه.
العشوئيات التي ملات كل اركان الجمهورية المصرية الامية التي نحتل بها مرتبة عالمية، التعليم الذي اهمله وخلق جيلا برغم تعليمه فهو امي، الدروس الخصوصية ورب البيت يئن من احواله –انتشار ظاهرة اطفال الشوارع وتدني الاخلاق والتحرش الجنسي والبذاءات كل ذلك بسبب اهماله.
حتى المخدرات حصلنا في عهده الميمون على مركز متقدم فننفق 6 مليارات دولار سنويا على تجارة المخدرات، الم تكفي كل هذه المصائب للحكم عليه بالاعدام شنقا الاف المرات ولكن انظر معى سيدي القاضي الى الاتي:
رجل حكم مصر ثلاثين عاما منفردا هو واسرته الشوارع تحمل اسمه والمدن الجديدة والقديمة المكاتب والمدارس انه تغلغل في كل شىء في حياتنا بدون منفعه اليس هذا ضرر نفسي يعاقب عليه.
احاط نفسه بمجموعة من اللصوص يسرقوننا ويبخثون اثمان ارواحنا ولا احد يستطيع حتى ان ينظر الى عيونهم ونحن فتح لنا المعتقلات والتعذيب وارهبنا بزبانيته من الشرطة وجلادين امن الدولة فهل كان ينام قرير العين مستريح البال.
فقد تراجع دور مصر العربي والافريقي واهمل دول الجوار وحوض النيل وجعل دويلة مثل قطر يذكر لها دور فحسبي الله ونعم الوكيل فيه وفى سياساته.
لقد حظينا في عهدة بالمرتبة رقم 15 على دول العالم في انتشار الفساد فسلم البلد لرجال اعماله وخصخص الشركات وقبض العمولات وامتلات خزائنه بالدولارات غير عابىء بعامل بسيط ولا ام ثكلى ولا طفل يبكى الجوع فاحتكر رجاله كل شىء الحديد والاسمنت وتحكموا فى امور العباد وبددوا ملكية الشعب ونهبوا البنوك بدون وجه حق او ضمانات وهربوا الى بلاد العم سام ينعمون باموالنا.
صدر الغاز الى اسرائيل وتركنا نقتل بعضنا بعض من اجل انبوبة بوتجاز ولتر بنزين، دعم الطاقة للكبار وترك الشعب يئن في الظلام، هم كانوا ياكلون الكيك والكرواسو ونحن نتقاتل من اجل رغيف العيش.
جرف الارض الزراعية وقلصها وهدم الدورة الزراعية، رفع سعر الايجار والمبيدات والكيماويات وخفض سعر المحاصيل هجر الفلاح ارضه عوزا وجورا وظلما وانا واحد من هؤلاء.
اهملت السكك الحديدية ونحن اول من استخدمها في العالم واهملت المواصلات ووسائل النقل والطرق وكثرت الحوادث وانتشر الفساد في الارض.
سيدي القاضي لو جلسنا طوال شهور نفند مساوىء نظام حكم مصر ثلاثين عاما لن ننتهي من ذكرها فليس له حسنة حتى لو كانت له حسنات فسيئاته ترجح فالله يحاسب الناس بالعدل وتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة فمن رجحت حسناته فهو في عيشة هنية ومن رجحت سيئاته فسيصلى نارا حامية.
فلا تنظر الى الاوراق امامكم بل انظر الى تاريخه مجملا هو ومن حوله من زبانية الفساد الشياطين وليكن حكمك منصفا عادلا فلن نرضى الا بالعدل.
فامامكم رئيس خان شعبه ورعيته وانتم تعرفون جزاء الخيانة فلا ياخذكم به رافة ولا رحمة ولا تدمع عيناكم لانه ممدا على سريره فهو لو كان يحترم زيه العسكري لوقف شامخا يعتذر للشعب عما بدر منه ويقول انا مستعد للمقصلة للتكفير عن كل سيئاتي واخطائي معكم، انما ظل في شيطانه يراوده خلق الفوضى ويصنعها حتى وهو ممد على سريره ومن حوله الابالسه يستخدمون شياطينهم من الانس خارخ المحبس يقذفون بالبلاد الى السوء والتدهور والفوضى فهو لن يحاسب على قتل المتظاهرين قبل تنحيه فقط وبعد تنحيه ايضا من احداث متتالية من محمد محمود وماسبيرو والداخلية ومجلس الوزراء الى مذبحة بورسعيد.
سيدي القاضي اتوسل اليكم بصوت كل ام فقدت ابنها وكل اب فقد ونسه وصديقه وخليفته، وكل صديق فقد صديقه بصوت كل الثكالى والارامل بصوت كل الدموع التي ذرفت على شهدائنا من 81 حتى الان ان تحكم بالعدل وان يكون حكمك شافيا للصدور ومهدىء للقلوب، ونحن نعلم علم اليقين ان الله لن يضيع حقنا وسنقتص منه يوم القيامة وان الله عادل ومنصف ولايرد ابدا دعوة المظلوم، ولكن نريد حكما دنيويا يشفى صدورنا ويهدا من روعتنا، فهلا انصفتنا سيدي القاضي؟!