إخواني على نفسك مش عليا
كنت أتمنى أن أستوعبك كإخوانى عليا.. أترك لك زمام القيادة مطمئن النفس والبال داعما إياك بكل ما أوتيت من ثقة وحماس، وكلى رغبة حقيقية صادقة فى أن تحصل على فرصتك كاملة لتقديم تجربتك فى النور ورفع مستوى علاقتك بالأمة من الخدمات البسيطة متوسطة القيمة، والتى أشكرك عليها بالنيابة عن كل من استفاد منها (وأنا كلى ثقة أنك لا تنتظر شكرا على عمل هو جزء من عقيدتك).. أقول كنت أود أن أرفع مستوى تجربتك من حيز أنابيب البوتاجاز ومعلبات الطماطم إلى مشروع وطنى أكبر، مفترضا فى حضرتك القدرة على تطوير نفسك والتحرر من ثوابت بشرية لا تليق بمعتقدك الإيمانى الأوسع، لكنك لا تساعدنى على ذلك أبدا، بل إنك تتفنن طول الوقت فى أن تفسد رغبتى فى الصبر عليك وتفترض فى من ينتقدك غيرة تجعلك تملأ الآفاق كلها بكلمتين لا تحفظ غيرهما «موتوا بغيظكم».
إنت إخواني على نفسك مش عليا
تتفنن فى أسلوب للحوار يهيج الأتربة فى وجه من يناقشك، بحيث يفقد القدرة على التركيز، تلف وتدور حول الإجابة الصريحة ربما لشعور خفى ترسب فى جينات الأجيال المتعاقبة للجماعة بأنها مراقبة (وفيه حد بيسجل لهم) جعلك هذا تتفنن فى تفادى الصراحة المباشرة، تتقن أداء «خدوهم بالصوت» وهو أداء يفلح بشدة مع البسطاء الذين لم يختبروا أصواتهم ولا يعرفون إن كانت لهم أصوات أم لا. تتقن الصعود على مسار كلمات الآخرين بطريقة يغلب عليها الصلف وهى سمة جديدة عليك، فقد أصبح الصلف نتاجا شرعيا لإيمانك بأنك حُزت الاثنين معا الدنيا والدين، هل أمنت مكر الله يا صديقى حتى تخرج كلماتك علينا واضعة ساقا فوق ساق؟، قامت ثورة لتقيك شر فضيحة الإمساك بالعصا من المنتصف وعار الصفقات الخلفية وذعر القهر والغدر والتعذيب، إلا أنك أخذت من الثورة ما يناسبك وحولتها إلى مشروع.. لعنتك هى إيمانك بمشروع لم تختره ولم تشارك فى صياغته ومجبر على الالتزام به، وإعمالك للعقل ومخالفتك له تستوجب تحويلك إلى التحقيق ثم الفصل.
إنت إخواني على نفسك مش عليا
كنت أتمنى أشياء كثيرة فى صالح كلانا، لكنك لا تساعد نفسك ولا تقبل المساعدة من أحد، الآن تظهر بيانات فيها غضب ثورى، لا أحكم على النيات ولا أستطيع، لكننى لا أصدق هذا الغضب، فالكلام عن الخوف من الطعن على شرعية البرلمان يكشف الصفقات التى تمت قبل الانتخابات بخصوص القوائم التى نعرف جميعا أنها لم تخدم أحدا قدر ما خدمتكم، والكلام عن شعورهم بوجود إجهاض للثورة وتيئيس للناس من القدرة على تحقيق أهدافهم، قيل كثيرا خلال العام الماضى ووقفتم أنتم ضده بقوة ورفضتم المشاركة فى استكمال الثورة وإنقاذها من الإجهاض، حين كانت الفرص متاحة وواجبة ولها معنى وتأثير. تتكلمون الآن باستحياء شديد عن طريقتكم الحكيمة المتئدة التى تتوخى مصلحة الشعب وتسعى لتحقيقها واتباعكم طريقا أمثل لتكوين مؤسسات دستورية، طيب يا سيدى آديكم فى برلمان بلا صلاحيات تقفون فيه وتنفر عروقكم، بينما الوزراء يتابعونكم من التليفزيون بضحكات ساخرة ويرفضون المثول أمامكم، أكلتم أدمغتنا حين كانت الثورة هى الحق بتصريحاتكم عن الشرعية والاستقرار وحشدتم سرا ضدها، والآن حينما أصبح الأمر متعلقا ببرستيجكم وطموحاتكم وشكلكم أمام الناس أصبح الحشد للثورة وإعادة إنتاجها أمرا مطروحا ويتم التلويح به بقوة.
إنت إخواني على نفسك مش عليا
النظر إلى الوطن من خلف أسوار مقر الجماعة كارثة، وبيان الجماعة جعلنى أقرر أن لا أدعم العسكر إن حدثت بينكما مواجهة وهذا ليس حبا فيكم ولا كرها فى العسكر، ولكن لأن الواحد مابيحبش يدخل بين اتنين متجوزين، لإنه دايما بيطلع هو الغلطان فى الآخر.