طه حسين تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: عن الدستور والإخوان الثلاثاء أبريل 03, 2012 5:10 pm | |
| ((عن الدستور والاخوان))
=-=-=-=-=-=-=-=
(1)
الدستور هو مجموعة من القواعد الراسخة نسبيا والمتفق عليها بين الجماعة الوطنية لحكم الدول والمنظمات، ويجب ان يعبر الدستور عن الجميع ويحمى مصالحهم ويساوى بينهم فى الحقوق والواجبات، ولذا يشعر كل مواطن ايا كان نوعه او سنه او دينه او عرقه او جهته او طبقته وكانه قد كتب خصيصا له، ويطمئن الى انه يرعى مصالحه ويصون حريته. وهو الوثيقة التى تستند اليها كل القوانين او لا تتعارض معها، والتى تحكم العلاقة بين سلطات الدولة ومؤسساتها، وتحدد شكل نظام الحكم، وتضمن التنافس السلمى بين القوى السياسية، وتبين هوية الدولة الوطنية ووظيفتها ودورها.
(2)
تعريف التوافق حول «صناعة الدساتير» كما تدل على ذلك القواميس والموسوعات السياسية ويتفق علماؤها، هو ان تتعاون كل القوى المتنافسة على تحديد الاهداف والغايات والاجراءات لا ان تقف قوة واحدة عن بعد وتختار وفق مصلحتها ومزاجها من بين الاخرين من تتفق معه وترى فيه حليفا هينا لينا او طلاء زائفا يساعدها على اخفاء نواياها وتمرير ما تريد وتسويقه على انه ما يحقق الصالح العام.
(3)
هناك فرق بين «الاغلبية» و«التغلب»... هكذا يعلمنا علم السياسة وعلم الاجتماع. الاغلبية فى التشريعات والقرارات ومراقبة اداء الحكومة او تشكيلها لكن فى الدساتير الامر مختلف تماما.
(4)
نقرا فى علم النفس دوما ان الضحية تتماهى بمرور الوقت مع الجلاد ثم تبدا فى تقليده من دون ان تدرى، واليوم نجد هذه النظرية ماثلة امامنا بلا زيادة ولا نقصان، ومن اسف ان هذا يتم فى ساحة السياسة وبشكل مزعج ومخيف.
(5)
من يخسر محبة الناس وثقتهم اسرع بكثير مما يتمنى خصومه فهو احمق وغبى ولا يؤتمن حتى على نفسه.
(6)
على مدار ربع قرن كلما قابلت اخوانيا فى اى مكان قال لى بكل ثقة: لسنا طلاب سلطة. اخر من قالها امامى الدكتور محمد البلتاجى فى احد اجتماعات الجمعية الوطنية للتغيير، وقبله قالها لى الدكتور سعد الكتاتنى فى مقر الكتلة البرلمانية للاخوان بالمنيل قبيل اندلاع الثورة... وكنت فى كل هذه المرات ابتسم واتنهد واقول: سنرى. وها انا ارى ويرى كل الناس.
(7)
كل من يعتقد ان مواجهة الاخوان لن تكون الا بتحريض العسكر او تشجيعهم على الاستمرار فى الحكم يخون الثورة، فمواجهة هؤلاء هى فى ساحة المجتمع، بتنظيم القوى المدنية وبناء شبكاتها الاجتماعية وترسيخ القواعد التى تحكم المنافسة السياسية، واستقلال المؤسسات التى تعمل عليها، والكفاح من اجل دستور يصون حقوق الجميع ويعبر عن روح مصر وحضارتها واشواق شعبها الى العدل والحرية والكفاية. ويخون ضميره ومبادئه من يتمنى ان يعود الاخوان الى زمن الحصار والاقصاء والمعتقلات، لكن عليهم هم انفسهم ان يساعدوا الجميع على محبتهم واحترامهم، وليجلسوا مع انفسهم قليلا ليعرفوا ان قوتهم فى اندماجهم مع الناس وتفاهمهم مع القوى السياسية الاخرى، وان الوطن فى حاجة ماسة الى الجميع.
(8)
هناك فرق بين «الدين» و«التدين»، فالاول مرتبط بالنص الالهى وله جلاله وقدسيته، والثانى يمكن ان يحافظ على جوهر الدين كما اراده الله سبحانه وتعالى ونزله على عباده. ويمكن ان ينحرف به الى ايديولوجيا سياسية او فلكلور او تجارة او اسطورة او ثقافة سائدة او عصاب نفسى او مجموعة من القشور والمظاهر.
(9)
يسالون بعد الاف السنين عن هوية مصر؟ واقول لهم: مصر هى ام الدنيا وباب التاريخ واصل الحضارة واقدم دولة واعرقها فى عمر البشرية المديد. مصر توصلت الى «التوحيد» وسجلت عقائدها على جدران المعابد، ووضعت بصمتها على الاديان السماوية الثلاثة حين جاءتها فصنعت تدينا ذا مذاق خاص جدا. مصر ليست فرعونية ولا مسيحية ولا اسلامية ولا عربية ولا افريقية فحسب، مصر كل هذا فى خليط عجيب، لانها امة قائمة بذاتها، مصر هى مصر، وهذا يكفى ويفيض.
(10)
انتقلنا من الحزب الوطنى الديمقراطى الى الحزب الوطنى الدقنوقراطى.. ولم يعد امامنا سوى «شاطر ومشطور وبينهما حازم».
(11)
لن نسال عن «كذبة ابريل» بعد اليوم فقد عرفناها الى الابد..!
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|