طه حسين تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: هل استوعب الإخوان الدرس؟ الأربعاء أبريل 04, 2012 11:39 am | |
| هل استوعب الاخوان الدرس؟
مرشد الاخوان
بالامس القريب كان الحزب الوطنى الديمقراطى يستاثر بالحياة السياسية فى مصر، من الالف الى الياء وداب على تهميش التيارات السياسية جميعها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، عاملهم باستعلاء وغطرسة فانزلقت عربته الى الهاوية باسرع مما توقع وتخيل ضيق افقه، هذا الدرس كان جليا واضحا لكل ذى عينين ولا يحتاج لجهد كبير لادراكه ، فهل قرا الاخوان المسلمون درس الماضى القريب؟ وتعلموه ام انهم يسيرون معصوبى العينين على درب الحزب الوطنى الديمقراطى فى احتكار الوطن واقصاء الجميع، الحزب الوطنى الديمقراطى كان يحتكر الوطنية والحكمة والصواب ، فاقتصرت الوطنية ومعرفة المصلحة العليا للبلاد على اعضائه دون غيرهم، واقتصرت الحكمة وفصل الخطاب على قياداته فاقوالهم ماثورة وافعالهم دروس مجانية ، واقتصر الصواب على رئيسه المخلوع فهو لا ينطق الا بالصواب، ولا يرفض الا الخطا واعتبروه نصف اله، وهاهم الاخوان المسلمون على الدرب يسيرون فى تشكيل اللجنة التاسيسية لوضع الدستور فقد احتكروها لانفسهم واقصوا الوطن بكل تياراته وطوائفه، وبنفس منطق الاستعلاء زعموا انهم قادرون على وضع الدستور اللائق لمصر وان العبرة بالمنتج النهائى وان المنسحبين من التاسيسية يفتعلون الازمات ووجهوا سهام نقدهم لوسائل الاعلام وزعموا انها ضخمت الازمة واعطتها اكبر من حجمها.
من شواهد الايام الماضية بات واضحا ان الاخوان لم يستوعبوا الدرس جيدا لم يدركوا ان التهام الوطن بالكامل وجبة غير صحية تؤدى الى تلبك معوى ، لم يدركوا ان التعامل مع الوطن على اعتبار انه غنيمة هى معادلة طرفها الاخر غضب الشعب ، لم يدركوا ان احتكار الحكمة والصواب امر غير مامون العواقب، ازمة تاسيسية الدستور كشفت بوضوح ان الاخوان المسلمين مازالوا حتى هذه اللحظة تسيطر عليهم عقلية الجماعة المحظورة فالغرف المغلقة ما زالت تحركهم وما يحاك داخلها غبر مسموح بتداوله خارج جدرانها ، مازالت الجماعة صندوق مصمت يرتاب من كل شئ ، اعتادوا لسنوات طويلة على العمل السرى فتلك هى المياه التى خبروها واجادوا السباحة فيها ، اما العمل تحت ضوء الشمس وفى وضح النهار والثقة فى الاخرين والتعاون معهم فهى مياه لم يختبروها لذلك نراهم يترنحون يمينا ويسارا بلا هدى ونشعر انهم كالسفينة التى فقدت بوصلتها، ليت الاخوان يستوعبون الدرس قبل فوات الاوان.
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|