طه حسين تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: رسالة من ثورجى إلى أحد أرباب الفلول الأربعاء أبريل 04, 2012 11:49 am | |
| رسالة من ثورجى الى احد ارباب الفلول
صورة ارشيفية
فى احدى قاعات الدرس التى يفترض فيها العراقة، اطل علينا احد ارباب الفلول ليفرض ذاته مدرسا لاحدى مواد الدراسات العليا باكاديمية الفنون، بالطبع لا نتعرض هنا لشخصه او طبيعته الفلية ولكن محل النقاش الحقيقى وساحة الخلافات هى الافكار وليس الاشخاص.
فى مثل هذه القاعات المخصصة للعلم الموضوعى تبث افكارا مسمومة تامل الافاعى التى تحملها ان ينخدع بها بعض فاقدى بوصلة وعيهم، ففى معرض انتقاده لصعود حركات الاسلام السياسى الى المنابر السيادية فى الدولة متجهين نحو سدة الحكم، قال: "كيف لمجتمع مـر فى اخر سنواته بـ 52 سنة تنوير ان يختار تلك القوى الظلامية؟"
بالطبع انا لا اختلف مع هذه المقولة فى وصفها لحركات الاسلام السياسى بـ:"الظلامية"، فبالفعل تحمل هذه الحركات افكارا فى سوادها الاعظم ظلامية، ولكن ما اختلف معه – بل ويحتم على الواجب الوطنى ان اتصدى له – هو ما يهدف هذا السؤال الفلى الى تمريره فى ثنايا الانتقاد المشترك لفكر حركات الاسلام السياسى. فهل يصح وصف الثلاثين سنة الاخيرة – وهى سنوات استبداد المخلوع – بانها سنوات تنويرية؟!
قد لا يختلف كثيرون على ان الستينيات شهدت نهضة ثقافية حقيقية، ولكن ما الذى شهدته الثلاثين سنة الاخيرة؟ الم تكن تجلى فج لتقويض دعائم البنية الثقافية المصرية، الم يبدا هذا التقويض منذ سبعينيات القرن العشرين حين فتح النظام الباب على مصراعيه لتلك القوى الظلامية فى توجيهه لضربة عمدية للمثقفين المصريين، وحين ارتمى فى احضان الراسمالية الغربية؟ وان كنت لا ارفض الراسمالية جملة ولا اقبل الاشتراكية جملة.
ان بعض من كانوا يديرون مقدرات المؤسسات الثقافية المصرية فى عهد المخلوع يعتقدون او يريدون منا ان نعتقد انهم كانوا يفعلون امرا جلل. وهم قليليون مقارنة بعدد ما كانوا يتقلدونه من مناصب مزعومة. فالواحد منهم كان يستامنه النظام على ادارة اكثر من خمس مؤسسات. وبالطبع كانت ادارة امنية فى المقام الاول والاخير، تتنصل من اى استراتيجية حقيقية لنهضة ثقافية مفتقدة.
ومن ثم، اسفر المشروع الثقافى لمثل هؤلاء عن مجموعة من الشظايا الثقافية المتناثرة التى تساير احدث الموضات العالمية، متشدقة باقوال رنانة لتسويق منتجاتهم المزيفة. كانت الفاعليات الثقافية فاعليات نخبوية منفصلة فصلا حادا ليس عن ثقافة المواطن وحسب، بل عن المواطن ذاته. كان لا يدرك غالبية مرتادى هذه الفاعليات هذا الانفصال الماساوى فى خضم ما ينهال عليهم من مقولات عليا تبرر ما يحدث وتؤصل له، حيث كانت تصدر ممَن كانوا يديرون تلك الفاعليات مستهدفين تقويض الدعائم الرئيسية لثقافة الشارع المصرى.
فاين كان التنوير؟! هل يريد منا مدعو التنوير الترحم على ايام مبارك على المستوى الثقافى بالتوازى مع ما يحدث على المستوى الاقتصادى والامنى؟ ام يريدون منا تقبل البراءة المرتقبة لمبارك بوصفه رائد النهضة الحديثة؟ فلينعم مبارك بحريته اذن، وليسجن بدلا منه رفاعة الطهطاوى بتهم قتل الاف المتظاهرين والفساد الثقافى والسياسى والمالى والاقتصادى والاجتماعى. وبالطبع سيشارك رفاعة بك زنزانته بعض الايرانيين وناشطى حركة حماس وشبكات البلاك وول. وسيحطم تمثال رفاعة من امام المركز القومى للترجمة ليعود اسم مبارك على محطة مترو الشهداء.
ما كان لمثل هذه الاصوات ان تعلو ثانية لولا بركات سيدهم المجلس العسكرى. ولكن قريبا جدا سيعاودهم الخرس الذى اصابهم صباح ثورة يناير.
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|