كان ذبح هؤلاء واجبا مقدسا !
الجمعة, 18 يوليو 2014 15:23
بقلم: مها عمر
[*]
مها عمر
اقرأ أيضا:
[*]يسقط كل فعل سوى المقاومة !
[*]أمهات ميدان مايو
[*]في عنتريات الجنرال المعاصرة !
[*]القاهرة تحتاج إلى التوبة !
[*]سيناريوهات لما سيحدث !
[*]
"أيها الأخوة المواطنون ، جائنا البيان التالي .. أقدم العدو في في تمام الساعة التاسعة و 20 دقيقة من صباح اليوم علي جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية و سقط الأطفال بين سن السادسة و الثانية عشر تحت جحيم من النيران "
كان ذلك البيان الصادر يوم الثامن ابريل من العام 1970 حين أقدم سلاح الطيران الاسرائيلي على ضرب مدرسة بحر البقر المصرية قتلت فيه ثلاثين طفلا بين سن السادسة و الثانية عشر صعدوا جميعا إلى سماء أرحب من أرض ضاقت ببرائتهم .
كانت وقتها مصر بشعبها و رجالها و جيشها تعتبر أن إسرائيل هي عدوها الاستراتيجي الأوحد و الأهم الذي احتل جزء من أرضها و هو شبه جزيرة سيناء ، و قام وقتئذ الجيش المصري في حرب الاستنزاف على إثر ذلك بشن هجمات موجعة داخل العمق الاسرائيلي منها عملية ميناء إيلات و راس العش و غيرها من المعرك التي أوجعت قفا المحتل و أخلت توازنه.
كان رد إسرائيل وقتها هو طبق الأصل ردها في كل مرة تستهدف مدنيين حيث صرح موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي وقتها ك أننا ضربنا هدفا عسكريا و ليس مدنيا و أن المدرسة كانت تحوي سلاحا و ان الاطفال استخدموا كدروع بشرية للتمويه ! و لم تكتف بهذا القدر من العمى بل صرح حينئذ يوسف تكواه مندوب اسرائيل في الامم المتحدة بأن " “تلاميذ المدرسة الابتدائية كانوا يرتدون الزي الكاكي اللون، وكانوا يتلقون التدريب العسكري”!. وصرح راديو إسرائيل عن الضحايا “أنهم كانوا أعضاء في منظمة تخريبية عسكرية”.]
في تلك الاثناء كان موقف الولايات المتحدة هو ذاته موقف كهنة الاعلام و الانقلاب في أيامنا هذه ، موقف مخز تقبله من أمريكا ست الدنيا و كان ردا باردا سخيفا يتلخص في جملة واحدة " الأمر كله يتعلق بانتهاك وقف اطلاق النار" فكيف تتجرأ مصر التي احتلت اسرائيل اراضيها ان تقوم " بمغامرة " كهذه غير واضعة في الحسبان أهمية سلامية مواطنيها !
هذا هو تاريخ إسرائيل في بلدكم مصر الذي تبررون و تبررون له بمنتهى الخسة و السذاجة ، فمن هنا إذن يكون عميلا ؟ الذي يدافع عن قتلة ابناء بلده و يبرر لهم ذات اعمالهم في إخوة التراب ؟ أم الذي يرفع سلاحا يدافع به عن نفسه في سبيل حريته و شرفه ؟
و لأن الجرائم ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم فقد قام اهالي الضحايا بعد 43 عاما و تحديدا في اكتوبر عام 2013مطالبة إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابي المجزرة مادياً ومعنوياً بما لا يقل عن التعويضات التي حصلت عليها إسرائيل عما يسمى بالهولوكست من ألمانيا.
و للمعلومات العامة للسادة الشامتين و المبررين فإن تلك العملية القذرة لم تكن الاولى في مصر التي يسقط فيها مدنيون ، فقد سقط في العملي التي سمهاها الجيش الاسرائيلي "بريها " 70 قتيل مصري قصفت فيها اسرائيل حلوان و دهشور و محطة محولات نجع حمادي و مصنع ابو زعبل و عللت وقتها اسرائيل انها اصابت الاهداف الخطأ!
"كان ذبح هؤلاء واجبا مقدسا لأن المصريين حيوانات ان موشي ديان اجرى مسابقات لقتل الأسرى المصريين ..كانت جوائزها سخية ومشجعة وسمح لنا ببعض التذكارات التي حصلنا عليها من القتلى "
كانت تلك جزءا من اعترافات " ارييه بيرو" قائد الكتيبة 890 مظلات في صحيفة جيرواليم بوست و معاريف و اقتبست المقطع السابق من مقل مترجم للدكتور محمد عبد اللطيف منشور في جريدة معاريف بتاريخ اغسطس عام 1995 ، قام قائد الكتيبة ايضا بقتل 49 عاملا مدنيا من عمال المحاجر قرب ممر متلا و يذكر في تفاصيل اعترافاته :
" تمكن احد العمال من الهرب ولكنه كان مصاب بالرصاص في صدره وقدمه وعاد يزحف بعد ساعات طالبا ان يشرب .. وعلق على ذلك قائلا :انا لست مسئولا عن غباء العدو .. وألحقته بسرعة بزملائه."
"مجرم آخر "شارون زيف" يروى تفاصيل مذبحة أخرى لذات الكتيبة في راس سدر (300عامل بشركة بترول):بعد أن استقرت الكتيبة على جانبي الطريق ظهرت فجأة شاحنة مصرية معبأة بالأفراد ..وأصيبوا جميعا بالذهول عندما اصطدموا بنا، وكانت الشاحنة مفتوحة من الخلف فقذفتها بقذيفة من مدفعي المضاد للدبابات فتطاير المصريون الذين كانوا بداخلها. عدت للخلف فأمر القائد بيرو بالانقضاض عليهم ..كان المشهد بشعا فقد امسك كل جندي اسرائيلي أقرب سلاح اليه واخذوا يطلقون النار ولم يتحرك مصري واحد ..فقد ماتوا جميعا وطار رأس السائق."عاموس نئمان" مقدم احتياط بجيش العدو :أعترف انني لم افكر في أثناء تلك اللحظات ان اتوقف للقبض على اسرى فكنت استبدل خزانات الرشاش كالمجنون وبدون ان اشعر .. طاردنا المصريين وقتلناهم بلا أي قواعد ومن استطاع منهم الهرب فقد افلت بمعجزة.اننا نكرهم جميعا، لقد كنت سعيدا بمذبحة شرم الشيخ التي قتلنا فيها 169 جنديا مصريا وهم يهربون ..لقد زرت منطقة شرم الشيخ عام 1976 وتمكنت من التعرف على الهياكل العظمية لبعض الأسرى الذين قتلتهم بين بعض الصخور على امتداد الطريق الرئيسي ..اننس عيد لرؤية هذه الهياكل العظمية في مكانا لأنها ستظل كالستار الأحمر يذكر المصريين دائما بعدم مضايقتنا في المستقبل ."
لقد قرأت تفاصيلا مذهلة أكثر وحشية و دموية مما اقتبسته اعلاه ، و لاسرائيل في لبنان و فلسطين جرائم أشد من ان تستوعبها الدهشة و ينقلها المنطق ، يتحدثون عنها بكل ثبات ، فهي شرعية المسدس و قانون الرصاص و سادية القاتل الذي لا يشبعه منظر الدم بل يستفزه للمزيد .
لو كان الموت رجلا ينطق لاتعظ الظالم و خفق قلبه على جناح حمامة ، لخافت البندقية من امر صاحبها و لباهى الله الملائكة بذاكرة الانسان لكن الموت فضل الصمت لانه يعرف أن الانسان الذي تعلم الاسماء كلها كان ليحاجج الملائكة مبررا ظلمه ، لو كان أمن مصر القومي يهم صاحب المقام و العرش لما تواطأ على الحرب في صمت تعرت امامه الحكمة وتجردت منه الانسانية .
فمن عدو قتل أبنائنا إلى حليف نشرب معه خمر التحالف ، و تخرج وسائل اعلامنا تاصبح من منطق مذابحه و هي سنة ابتلى الله بها كل من جلس على كرسي الرئاسة في مصر فأصبح من النجاسة بمكان يعايرنا بها العالم و نقف امامها بلا رأس !
ماذا سنقول لأبنائنا يوم غد حين يحين دورنا على الاجندة الاسرائيلية ؟ كيف؟ ستسخدمنا اسرائيل يوما ما كما استخدمت غيرنا و استخدمتنا من قبل ؟
سنقول لهم خرجت النسوة يرقصن في الشوارع فرحا بقدوم العريس ، و ليلة الدخلة صاح العريس الذي لم يحضر ابدا انه في " مسافة السكة " !
" ضحكة حزينة متقطعة "