حصيلة فض اعتصامي «الدم والنار»..7 آلاف ضابط وجندى شاركوا في مداهمة «رابعة والنهضة» بعد الإنذار الأخير.. والإرهابية ترد بتدمير 22 كنيسة و55 محكمة و180 قسمًا و62 شهيدًا للشرطة
فض اعتصام رابعة-صورة أرشيفية
اليوم هو الذكرى الأولى لفض اعتصامى «رابعة والنهضة»، لتثير تساؤلًا حول حصيلة ضحايا عنف جماعة الإخوان «الإرهابية» من الهجوم على منشآت حيوية ومواقع للشرطة، فضلًا عن كواليس خطة وزارة الداخلية في فض الاعتصام، وهل كان قرارًا مدروسا أم عشوائيا.
اللواء مدحت المنشاوى قائد العمليات الخاصة في قطاع الأمن المركزى، وقائد عملية فض اعتصام رابعة العدوية، كشف عن أن قرار فض الاعتصام في ميدانى رابعة العدوية والنهضة بالقوة، جاء بعد أن أكدت معلومات وتحريات الأمن الوطنى، أن القائمين على هذا الاعتصام، يخططون إلى إقحام جهات أجنبية في الشأن المصرى الداخلى، بمساعدة بعض الدول والمنظمات الخارجية.
وأشار المنشاوى إلى قيام المعتصمين بتشكيل حكومة موازية، واستدعاء أعضاء مجلس الشعب المنحل، وعقد جلسات تلاها تدخل بعض الوفود الأجنبية وتأييدهم. مضيفًا: « الاعتصام بدأ يتحول إلى ما يشبه الدولة داخل الدولة.. كما أن الجماعة الإرهابية كانت تخطط لاستنساخ الاعتصام في عدة ميادين ومناطق أخرى بمختلف المحافظات».
وعن خطة فض الاعتصام قال «المنشاوي»: « تم وضعها بتنسيق كامل بين وزارتى الداخلية والدفاع، وجهاز الأمن القومى، واعتمدت في الأساس على محاصرة مقر الاعتصام من جميع الجهات، مع فتح ممرات آمنة لخروج الراغبين في الانصراف مع تم تدريب نحو 7 آلاف ضابط وجندى من العمليات الخاصة وقوات فض الشغب، والمجموعات القتالية، والشرطة العسكرية على الخطة».
وأشار المنشاوى إلى أنه بعد إنهاء الاستعدادات، تم تحديد ساعة الصفر لتكون بعد فجر يوم 14 أغسطس وتحركت القوات وانتشرت في أماكنها، وفتحت الممرات الآمنة، وتمركزت الوحدات القتالية بالقرب من المعتصمين، ثم بدأ النداء بمكبرات الصوت، ومناشدة المعتصمين الخروج بهدوء دون التعرض لهم.
وأوضح قائد قوات الفض أن المرحلة الثانية تمثلت في التعامل مع بقية المعتصمين الذين آثروا البقاء، بقنابل الغاز والمياه. لافتة إلى أن القوات فوجئت خلالها بإطلاق نار كثيف عليها وسقوط عدد كبير من الضباط والجنود بين شهيد ومصاب.
من جانبه كشف اللواء هانى عبداللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، كواليس عملية فض اعتصامي «رابعة والنهضة». لافتًا إلى استشهاد 114 من رجال الشرطة خلال معركتهم ضد إرهاب جماعة الإخوان في الأحداث التي تلت عملة الفض.
وأوضح اللواء عبد اللطيف في تصريحات صحفية إن عملية فض الاعتصامى رابعة والنهضة تمت على 6 مراحل هي الأسلوب السلمي، تكليف وزير الداخلية بفض الاعتصامين، الإنذار الأخير، تحرك القوات لتنفيذ الخطة تحت أعين وزير الداخلية، مداهمة ميدان النهضة، مداهمة ميدان رابعة العدوية.
المرحلة الأولىوأشار «عبد اللطيف» إلى أن الحكومة ووزارة الداخلية أطلقت عدة مناشدات لإقناع المعتصمين بفض اعتصامهم بشكل سلمي، لكن قيادات جماعة الإخوان كان يقابلونها بمزيد من الشحن والادعاءات بقرب الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي من ناحية، والتلويح بأن المعركة مع الجيش والشرطة لنصرة الشرعية من ناحية أخرى، وكذلك نصرة الدين الإسلامي ضد من وصفوهم بـ«الكفرة»، في إشارة لضباط الشرطة والجيش، في محاولة منهم لإطالة أمد الاعتصامين، والضغط على القيادة السياسية، أملا منهم في إمكانية التفاوض حول عودة المعزول مرة أخرى.
المرحلة الثانيةتلقى اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، تكليفا بالتعامل مع الاعتصامين لفضهما، وعلى الفور عقد وزير الداخلية عدة اجتماعات مع مساعديه لوضع خطة الفض، وحرص وزير الداخلية خلال وضعها على تطبيق منهج أمني احترافي يمكن رجال الشرطة من فض الاعتصام بأقل الخسائر البشرية الممكنة، خاصة بعد أن أكدت التحريات وجود أسلحة وذخيرة داخل مقري الاعتصامين، واعتزام قيادات الإخوان الاحتماء بالنساء والأطفال والدفع بهم في الصفوف الأولى لمواجهة قوات الشرطة حتى يتمكنوا من الهروب.
المرحلة الثالثةعقد وزير الداخلية عدة اجتماعات مع منظمات حقوق الإنسان لاستعراض الأوضاع الأمنية المتردية بمحيط الاعتصامين، فأكدت جميعها ضرورة فض الاعتصامين، حفاظا على أرواح المواطنين، مضيفا «في مساء يوم 13 أغسطس الماضي طلب وزير الداخلية من مساعديه الحضور إلى ديوان عام الوزارة لمراجعة الخطة النهائية لعملية الفض؛ بعد إلقاء بيانا مصورا عبر التليفزيون المصري ناشدنا فيه المعتصمين للمرة الأخيرة فض اعتصامهم بشكل سلمي، وأعلنا عن توفير ممرات آمنة لخروج المعتصمين، مع التعهد بعدم التعرض لأى منهم، مع تخصيص طريق النصر بالنسبة لمعتصمى رابعة العدوية، وشارع الجيزة بالنسبة لمعتصمى النهضة».
المرحلة الرابعةحرص وزير الداخلية على المبيت بمكتبه في ليلة فض الاعتصامين لمتابعة عملية فض لحظة بلحظة، بينما انطلق مساعدوه إلى مواقعهم لمراجعة الخطة بشكل نهائي مع ضباطهم، وفى الساعة الخامسة فجرا تحركت القوات من معسكراتها باتجاه ميداني رابعة العدوية والنهضة؛ ووصلت القوات في نحو الساعة السادسة والنصف صباحا، ثم فرضت كردونا أمنيا حول محيط الاعتصامين وقامت الجرافات التي رافقتها بإزالة الحواجز التي وضعها المعتصمون بمحيط الاعتصامين، ودعوة المعتصمين عبر مكبرات الصوت للخروج عبر الممرات الآمنة، وهو ما استجاب له البعض، ونقلته القنوات الفضائية على الهواء مباشرة
المرحلة الخامسةبدأت قوات الأمن في نحو الساعة الثامنة صباحا بمداهمة ميدان النهضة من خلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين، في الوقت الذي تقدمت فيه مجموعات أخرى لإزالة الخيام واللافتات المؤيدة للرئيس المعزول؛ وتم العثور على كمية من الأسلحة والذخائر داخل نعوش بمحيط الاعتصام، ولم تستغرق عملية فض الاعتصام في البداية سوى ساعتين تقريبا، قبل أن تفاجأ القوات بوابل من الأعيرة النارية من داخل حديقة الأورمان، وكذلك مبنى كلية هندسة القاهرة.
المرحلة السادسة:لم تمر سوى ساعة واحدة من بداية دعوة المعتصمين للخروج عبر الممرات الآمنة حتى بدأ عناصر جماعة الإخوان في ممارساتهم الإرهابية من خلال اعتلاء الحواجز الرملية، التي تم وضعها على مداخل اعتصام رابعة العدوية، وإطلاق النيران بكثافة على قوات الأمن، التي كانت متمركزة في بداية شارع النصر مع تقاطعه مع شارع عباس العقاد، وكذلك بشارع أنور المفتي خلف مسجد رابعة العدوية، حتى سقط أول شهيد من رجال العمليات الخاصة، وتلاه بدقائق 3 آخرون من زملائه، وبدأت معركة شرسة بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين على أطراف الميدان استغرقت أكثر من سبع ساعات، في الوقت الذي قام فيه عناصر جماعة الإخوان بالهجوم والاعتداء على المنشآت والمواقع الشرطية والكنائس في نحو 14 محافظة، ما أدى إلى إصدار قرار بإيقاف حركة القطارات في جميع المحافظات وإعلان حظر التجول.
وبلغت حصيلة شهداء الشرطة في اليوم الأول من أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة 62 شهيدا شملوا 24 ضابطا، و38 فرد ومجند شرطة بثماني محافظات، ضحوا بحياتهم لحماية إرادة الشعب المصرى الذي خرج بالملايين في ثورة 30 يونيو.
وهاجم أعضاء الإخوان أكثر من 180 منشأة شرطية و22 كنيسة و55 محكمة ومنشأة عامة تسببت في قتل 114 شهيدا وأشاعوا الفوضى في البلاد.