تعالوا نفهم : مشروع قناة السويس
نشرت بواسطة: M. BnSamy بتاريخ 15 أغسطس, 2014
مشروع قناة السويس هو اللغز الأسطوري المصري، بدأ من نهاية عصر السادات واستمر في عهد مبارك ومرسي وحالياً السيسي. معظم الخطاب الإعلامي كان إما أن المشروع رائع أو أنه هيبيع مصر ووو. لكن ما هو مشروع قناة السويس؟ تحدثت قبل أيام عن القناة الموازية -راجع هذا الرابط- وذكرت أن هذه القناة تعد جزء من المشروع ككل. في هذا المقال سوف أشرح ما هو المشروع بطريقة مبسطة وبعيداً عن التعقيدات والتفاصيل الكبيرة.
توضيحات هامة جداً:
- المقال سيركز على الجانب المصري للمشروع، وأقصد بالمصري أن المفيد لمصر والمصريين، الصراعات السياسية حول المشروع ليس مكانها سلسلة “أ ب معرفة” وربما أتحدث عنها في مقالات أخرى.
- في نهاية المقال سوف أشير إلى بعض ملفات وروابط لمن أراد معرفة المزيد.
- هذا المقال هو ملخص بحجم 1 صفحة لملخصات 80 صفحة للمشروع وهدفي به أن يصبح لديك فكرة عامة عن المشروع.
- المشروع لا يوجد له إطار زمني ينتهى منه لكنه سينفذ على مراحل وهى 2017-2023-2030 وهذه التي يضمها المشروع الحالي لكنه لا يعني أن 2030 سينتهي المشروع تماماً.
الشكل الحالي للمشروع
إيه دا هو مش المشروع لسه هيبدأ؟!!!! لا طبعاً المشروع موجود منذ سنوات طويلة، فبالإضافة إلى أنه تطور مع الزمن لكنه ليس صحراء سنقوم بالبناء عليها، فمثلاً في بورسعيد يوجد ميناء شرق التفريعة، وفي الإسماعيلية المشروع هو وادي التكنولوجيا وهذا الوادي وضعت خطته في 1997 وتم توقيع اتفاقيات وفجأة توقف المشروع، في السويس يوجد منطقة صناعية وميناء العين السخنة . لكن الفكرة أنه في المناطق إما لم يستكمل بشكل صحيح أو توقف فجأة كما حدث في وادي التكنولوجيا.
ويمكننا أن نقسم المشروع إلى 4 أجزاء رئيسية وهم:
- بورسعيد(ميناء ضخم للشحن والتفريغ والخدمات).
- الإسماعيلية (منطقة صناعة التكنولوجيا).
- السويس (منطقة صناعية + ميناء).
- خدمات مختلفة للمشروع.
بورسعيد:
ميناء سنغافورة يحقق عائدات سنوياً تقدر بـ 35 مليار دولار وتحقق دبي 18 مليار دولار من خدمات النقل البحري وإدارة الموانئ. وهدف المشروع في بورسعيد هو أن يحولها إلى هذا النوع من الموانئ الضخمة والحيوية عن طريق توفير كل شيء تحتاجة السفن مثل “الحاويات وصب سائل وصب جاف ونقل السيارات “رورو” وتموين سفن وغيرها” أي الخلاصة أن السفن تأتي إلى بورسعيد وتخزن بضائع وتحمل أخرى، تموين وقود، خدمات بترول، تجد عمليات صيانة وخدمات وإصلاح سفن وكل شيء وبهذا تستطيع أي دولة أو شركة كبرى الاعتماد على ميناء بورسعيد ليكون مخزنها ويشحن منه إلى أي منطقة في الشرق الأوسط أو أوروبا وأسيا.
المشروع يهدف إلى بناء 8 محطات خدمية للسفن بحلول 2017 ثم 4 أخرى بحلول 2022 ثم 10 محطات إضافية بحلول 2030 ليصبح لدى ميناء بورسعيد في عام 2030 عدد 28 محطة خدمية مقابل 6 محطات حالياً. ويصبح إجمالي مساحة ميناء شرق بورسعيد 72 كيلو متر مربع وهى مساحة ضعف مساحة مدينة بورسعيد -المدينة وليست المحافظة-.
المشروع أيضاً تطوير ميناء غرب بورسعيد ليخدم مدخل قناة السويس.
الخلاصة : هدف المشروع في بورسعيد هو تحويلها إلى منطقة شحن وتفريغ وخدمات للسفن.
الاسماعيلية:
تبلغ مساحة مدينة القنطرة شرق نصف مساحة الإسماعيلية وتحديداً 2400 كيلو متر مربع لكن عدد سكانها هو 4.4% من سكان المحافظة أي لا يتجاوز 50 ألف شخص وذلك بسبب عدم وجود أي شيء في المدينة التي تقع شرق القناة -في سيناء-. في عام 1997 وقعت حكومة الدكتور كمال الجنزوري عقود لبناء وادي التكنولوجيا وتم إنفاق الملايين ثم فجأة توقف في عهد الدكتور عاطف عبيد. المشروع في الإسماعيلية هو إحياء مدينة التكنولوجيا وتحويلها إلى أكبر موقع لصناعة البرمجيات والإلكترونيات والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الطبية وتكنولوجيا الفضاء والاتصالات والطاقة وكل شيء يخص التكنولوجي. مساحة المشروع تقدر بـ 70 مليون متر مربع أو تحديدا 16500 فدان وينفذ على 4 مراحل. وبجوار هذه المدينة التكنولوجية العملاقة سوف يوجد منطقة صناعية ومدن سكنية ضخمة لاستقبال العمالة.
الخلاصة: هدف المشروع في الاسماعيلية هو إنشاء وادي سيلكون مصري يضم كل الصناعات التكنولوجية.
السويس:
ربما تكون السويس هى أكثر مدينة فعلياً في الوقت الحالي أجزاء من مشروع تطوير القناة، ويتميز مشروع تطوير قناة السويس أنه فيها يضم كل أنواع الاستثمارات كالتالي:
- منطقة سياحية وقرى تبدأ من السويس حتى ميناء العين السخنة، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 17 كم مربع
- منطقة للصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب والسيارات وهى بمساحة 10 كم مربع.
- منطقة للصناعات البتروكيماويات وهى بمساحة 17 كم مربع.
- منطقة للصناعات المتنوعة وهى بمساحة 10 كم مربع.
- مناطق سكنية وخدمية متنوعة بمساحة تزيد عن 40 كم مربع.
- مطار دولي.
- ميناء العين السخنة سوف يتم توسعيه وتعميقة بشكل أكبر وبطريقة تشبه ميناء بورسعيد.
يبلغ إجمالي المنطقة الاقتصادية “شمال غرب خليج السويس” مساحة 9000 هكتار أي 90 كم مربع وهى مساحة ضخمة وخاصة إذا علمت أن مساحة مدينة السويس 25 كيلو فقط أي أن المنطقة الصناعية والسياحية ستكون 4 اضعاف المدينة المشروع يضم أيضاً تطوير ميناء الأدبية والصناعات التي ستكون في السويس هى “مواد بناء، بتروكيماويات، سيارات، منسوجات، أجهزة منزلية، مستحضرات طبية، صناعات غذائية”
الخلاصة: يستهدف المشروع تحويل السويس إلى “هونج كونج” مصر أي تصبح مدينة صناعية تضم شتى أنواع الصناعات والخدمات وموانئ خاصة وكل شيء.
خدمات:
كم مرة سمعت عن مدن صناعية أو سكنية رائعة قامت بها الدولة لكنها فشلت في النهاية؟! أظن أن معظمنا لم يسمع سوى عن هذا النوع
. لكن يبدو أن الحكومة لا تريد تكرار هذا مع مشروع قناة السويس حيث قررت بالتوازي مع تطوير المناطق الثلاث في أعلى أن تقوم بعدد ضخم من الخدمات مثل:
- محطات كهرباء جديدة وخاصة بالمشاريع وتهدف إلى تزويدها بالطاقة “لا يمكن لأحد أن يعمل بدون كهرباء”.
- منظومة الشباك الواحد مباني خدمية تذهب إليها وتنتهي أوراق الكهرباء والمياه والغاز والتراخيص والضرائب والتصاريح وكل الأوراق من نفس المكان مما يسهل على المستثمر
- تطوير ميناء العريش وتحويله لميناء دولي عملاق يساند ميناء بورسعيد القريب منه ويوفر خدمات له.
- زيادة المواصلات بين ضفتي القناة وذلك بتوفير 17 محور معديات تضم 36 معدية + نفق بورسعيد + نفق الاسماعيلية بالإضافة إلى كباري السلاك والفردان ونفق الشهيد أحمد حمدي.
- إنشاء سنترال وشبكة صرف صحي ومياة ومحطات تقوية لشبكات المحمول ينتهي منهم قبل بداية المشروع.
- ساحات عملاقة للشاحنات يزيد حجم بعضها عن 200 فدان للساحة الواحدة.
- شبكة طرق عملاقة ومتعددة “أي نوع طرق ذو 4 حارات وحارة جانبية خدمية” تصل بين وادي التكنولوجيا وميناء بورسعيد لتسهيل شحن ما يتم تصنيعه، وأيضاً بين القاهرة والمدينة الصناعية في السويس.
- قناة السويس الموازية لتقليل زمن العبور وزيادة السيولة في النقل وخاصة بعد تنفيذ هذه المشاريع
- مناطق سكنية تضم كل الخدمات والمدارس والجامعات على حدود المناطق الصناعية لتسهيل تسكين العمال وأسرهم بدلاً من السفر المستمر.
- مناطق حماية حول المشاريع وخاصة السويس وتضم منطقة حماية من السيول وأخرى للتخلص من النفايات السامة التي تنتجها المصانع الكيميائية والطبية في المدينة.
- التوسع في اتفاقيات التجارة الحرة مثل الموقعه مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا وتركيا وغيرهم “اتفاقيات أغادير وجافتا وكويز وكوميسا” مما يسهل الاستثمارات والتصدير وبالطبع توقيع اتفاقيات مع كبرى شركات الشحن العالمية.