[ فوائد قصة....فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ]
(فوائد قصة....فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى – عليهما السلام)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
("احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى"
فَقَالَ لَهُ مُوسَى :"أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ
رُوحِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ
بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الْأَرْضِ – وفي رواية - أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ
خَطِيئَتُكَ مِنْ الْجَنَّةِ؟! – وفي رواية - آنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ
وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنْ الْجَنَّةِ؟! – وفي رواية - أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا
مِنْ الْجَنَّةِ ؟!– وفي رواية - أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ
وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنْ الْجَنَّةِ ؟!"فَقَالَ لَهُ آدَمُ:" أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ
اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ – وفي رواية - وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ .. –
وفي رواية - وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ.. – وفي رواية - أَنْتَ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ
عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ.. – وفي رواية - وَأَعْطَاكَ الْأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ
شَيْءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا – ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟
وفي رواية - قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟"فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى...فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى )
---------------------
رواه البخاري 3157 -4367 -4369 – 6124 -6961 ومسلم 4793
– 4794 – 4795 – 4796
والروايات التي في الأعلى من الصحيحين أو أحدهما..
شرح صحيح مسلم للنووي – رحمه الله - :
(احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى) :
1- قَالَ أَبُو الْحَسَن الْقَاضِي : اِلْتَقَتْ أَرْوَاحهمَا فِي السَّمَاء ،
فَوَقَعَ الْحِجَاج بَيْنهمَا.
2- قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : وَيَحْتَمِل أَنَّهُ عَلَى ظَاهِره. وَأَنَّهُمَا اِجْتَمَعَا
بِأَشْخَاصِهِمَا، وَقَدْ ثَبَتَ فِي حَدِيث الْإِسْرَاء أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اِجْتَمَعَ بِالْأَنْبِيَاءِ ، صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ فِي السَّمَاوَات، وَفِي
بَيْت الْمَقْدِس ، وَصَلَّى بِهِمْ. قَالَ : فَلَا يَبْعُد أَنَّ اللَّه تَعَالَى أَحْيَاهُمْ
كمَا جَاءَ فِي الشُّهَدَاء.
3-قَالَ : وَيَحْتَمِل أَنَّ ذَلِكَ جَرَى فِي حَيَاة مُوسَى ؛ سَأَلَ اللَّه تَعَالَى
أَنْ يُرِيَهُ آدَم فَحَاجَّهُ.
( خَيَّبْتنَا ) :
أَوْقَعْتنَا فِي الْخَيْبَة ، وَهِيَ الْحِرْمَان وَالْخُسْرَان.
(فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى) :
أَيْ غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ ، وَظَهَرَ عَلَيْهِ بِهَا.
(فوائد مِن القِـصّة)
1. فضيلة آدم عليه السلام لأن الله سبحانه وتعالى خلقه بيده.
2. إثبات صفة اليد لله تعالى بما يليق به سبحانه، دون تشبيه
ولا تكييف ولا تأويل (تحريف).
3. أن الله سبحانه وتعالى أسكن آدم جنة الخلد على القول الراجح.
4. فضيلة موسى عليه السلام وأن الله اصْطَفَاه بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ.
5. إثبات صفة الكلام لله تعالى بما يليق به سبحانه دون تشبيه ولا تكييف.
6. أن الله سبحانه وتعالى كتب التوراة بيده.
7. الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد التوبة جائز.
8. الاحتجاج بالقدر على المصائب جائز. وللعلم : الراجح أن موسى احتج
على آدم بخروجه من الجنة، وهذه مصيبة كبرى أنّا خرجنا من الجنة،
ولم يحتج على آدم بمعصيته وأكله من الشجرة.لأن موسى أنبل من أن
يعير أحداً فضلاً عن أبيه النبي بمعصيته...فقد
9. كل مصيبة نزلت بأبناء آدم فهي مقدرة في الأزل ...قال الله تعالى:
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا }
...وفيه الرد على القدرية.
10. جواز المحاورة بين الصالحين فيما أشكل عليهم...وعلى المتحاورين
أن ينصاعوا للحق إذا ظهر لهم..كما انصاع موسى لحجة آدم.
11. يجب الإيمان بالغيب الصادق..فقد مدح الله المؤمنين بإيمانهم بالغيب.
12. يحسن بالمتحاورين أن يعرف كلٌ منهما فضل الذي يحاوره.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
--- --- --- --- --- ---
المصدر : موقع " الدُرر السُنيَة الصديق .
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ
صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )