لماذا إستخدمت «بيت المقدس» لفظ «الانحياز» بدلا من «الانسحاب» أمام الجيش؟
قال إيه !!! "مما اضطر المجاهدين للانحياز حفاظا على أرواح المسلمين"
استعان تنظيم بيت المقدس الإرهابي، كعادته، بمصطلحات وتراكيب القرآن الكريم في بيانه الأخير، امتدادا في منهجه التدليسي بلصق ممارساته الإرهابية بالشريعة الإسلامية، وتلبيس الحق بالباطل.
ومن هذه المصطلحات "الانحياز" في القتال، أي الانسحاب، حيث قال "مما اضطر المجاهدين للانحياز حفاظا على أرواح المسلمين"، بهدف تبرير انسحابه أمام قوة ضربات الجيش المصري له، وإنزال هزيمة ساحقة به.
ولا تعترف العلوم العسكرية الإسلامية بالانسحاب أثناء القتال إلا في موضعين، الموضع الأول أن يكون انسحابا ارتداديا، أي "الفرّ"، بهدف معاودة الهجوم، أي "الكر"، وهو ما أطلق عليه "التحرف في قتال" أي إظهار المهارة، والموضع الثاني، أن يكون بهدف الاستنجاد بجماعة من المسلمين ممن يسكنون قرب ساحة المعركة، وهو ما يطلق عليه "التحيز إلى فئة" أي اللجوء إليهم والاستغاثة بهم.
وتأتي هذه القاعدة من الأية الكريمة رقم "16" من سورة "الأنفال"، يقول تعالى "وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"، ففضلوا استعمال هذا اللفظ للخروج من تحت طائلة الآية، أوهذا ظنهم.
لكن التنظيم أخطأ في اشتقاق "الانحياز" في بيانه من "التحيز" في الآية، لأن الانحياز يكون "قلبيا" بالنية، والتحيز "عمليا" بالانتقال المكاني، وهو راجع إلى ضعف أعضاء التنظيم اللغوي، واعتمادهم على التشدق باللغة "شكليا" لمحاولة التشبه بالمسلمين الأوائل أهل الفصاحة، كعادتهم في كل تدليس يقومون به، وهم من قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم "سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة".