لماذا طلب داعي اليهود نظرة من رسول الله في رحلة المعراج
كاتب الموضوع
رسالة
رسمتك حلم
عضو مشارك
عدد المساهمات : 18
نقاط : 17
تاريخ التسجيل : 09/03/2015
موضوع: لماذا طلب داعي اليهود نظرة من رسول الله في رحلة المعراج الأربعاء فبراير 24, 2016 4:40 pm
ما معنى قول سيدنا جبريل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى داعي اليهود: لو نظرت إليه لتهودت أمتك، وعندما رأى داعي النصارى: لو نظرت إليه لتنصرت أمتك؟ ولماذا طلب إبليس نظرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك داعي اليهود وداعي النصارى؟
{1} هذه الأمور تبين علو دين الإسلام على جميع الأديان التي جاء بها الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام. فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم علم اليقين أن الله لم يُنزل من السماء إلا دين الإسلام: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} آل عمران19 ويُخبره الله أن أبو الأنبياء إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام وأولاده إسحاق ويعقوب وهم أنبياء، وكان ذلك قبل ظهور اليهودية والنصرانية، كانوا يوصون أولادهم: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} البقرة132
فالدين هو الإسلام. من أين جاءت هذه المسميات؟ هم اختلقوها، ونسبوها إلى الله زوراً وبهتاناً، يقول الله تعالى عن الأولين: {إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ} الأعراف156 فهم الذين سموا أنفسهم، و(هدنا إليك) يعني تبنا إليك، فعندما رجعوا إلى الله وتابوا قالوا: هدنا إليك، وسموا أنفسهم اليهود، ويقول الله تعالى في الآخرين: {قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى} المائدة14
لكننا جدد الله لحَبيبه وبحَبيبه صلى الله عليه وسلم معالم الدين الحنيف، على ما جاء به آدم ومن بعده، وإبراهيم عليه السلام ومن تلاه، فأظهر صحيح الدين، وأظهر صحيح المناسك، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما حج بالناس رد الناس إلى المناسك بالعهد الذي كان عليه إبراهيم عندما لقَّنه الله حج بيت الله الحرام، وقال بعد ذلك: "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ"{2}
فلو نظر إلى داعي اليهود ستكون نظرة إعجاب، أي أعجب بما عنده، وأعجب بدينه، وستتحول الأمة إلى اليهودية، ومعنى ذلك أن هذا الدين خير مما جاء به، وهذا لا يكون، ولو نظر إلى داعي النصرانية نظرة رضا وإعجاب كان معنى ذلك أن أتباعه عليهم أن يذهبوا إلى هذا الدين لأنه خير مما جاء به، لكنه صلى الله عليه وسلم لم ينظر إليهم لأنه جاء بالحق المبين، وهم كما وصفهم رب العالمين غيَّروا وحرَّفوا وبدَّلوا.
طلب منه داعي اليهود نظرة ليدعوا الله لليهود ليرجعوا إلى الحق ويعترفوا برسالته، ويُصدِّقوا بنبوته، كما وصاهم موسى عليه السلام، وطلب منه داعي النصرانية نظرة، أي أن ينظر إليهم ويجعلهم على باله، ويدعوا الله لهم ليتركوا التثليث، والطقوس التي لم يأت بها عيسى عليه السلام وليست في دينه، ويرجعوا إلى الوحدانية والرسالة الإسلامية عملاً بوصيه عيسى التي قال فيها لهم: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} الصف6 فإن موسى وعيسى أمروا أتباعهم أن يتركوا ما معهم إذا ظهر، ويتبعوه، ويمشوا خلفه.
وطلب منه إبليس له نظرة ليدعوا الله له ليمحو عنه ذلَّه وعاره وشقاءه ويتوب عليه، فإنه منذ رجمه الله ولعنه وطرده يرجوا رحمة الله ويطمع في التوبة إلى الله، وقد قابل سيدنا موسى وقال: يا موسى اطلب لي من الله أن يتوب علىَّ، فقال عليه السلام: سأطلب ذلك من ربي، وعند المناجاة حدَّث بذلك مولاه، فقال الله تعالى له: مره أن يذهب إلى قبر آدم ويسجد له فأتوب عليه، وعندما رجع له أخبره أن يذهب إلى قبر آدم ويسجد له حتى يتوب الله عليه، فقال: هيهات هيهات إذا لم أسجد له وهو حي أأسجد له وهو ميت؟
فأراد بعد ذلك أن يكرر هذه الكرة ويطلب التوبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن رسول الله لنعلم علم اليقين أنه مؤيد من الله ولا يفعل شياً إلا بإذن الله، فلم يلتفت إلى إبليس ولا إلى داعي اليهود، ولا النصارى، ولا إلى هذا ولا إلى ذاك، ومشى في طريقه دائماً الذي أناره له مولاه عز وجل
{1} رواه البيهقي في دلائل النبوة عن أبى سعيد الخدري، وفيه: "فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ عَلَيْهِ ( أي على البراق) إِذْ دَعَانِي دَاعٍ عَنْ يَمِينِي : يَا مُحَمَّدُ أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ يَا مُحَمَّدُ أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ، فَلَمْ أُجِبْهُ، وَلَمْ أَقِمْ عَلَيْهِ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ عَلَيْهِ إِذْ دَعَانِي دَاعٍ عَنْ يَسَارِي: يَا مُحَمَّدُ أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ يَا مُحَمَّدُ أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ فَلَمْ أُجِبْهُ، وَلَمْ أَقِمْ عَلَيْهِ وَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ عَلَيْهِ إِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ حَاسِرَةٍ عَنْ ذِرَاعَيْهَا وَعَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ خَلَقَهَا اللَّهُ، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ، فَلَمْ أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا وَلَمْ أَقِمْ عَلَيْهَا حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَأَوْثَقْتُ دَابَّتِي بِالْحَلْقَةِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تُوثِقُهَا بِهِ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِإِنَاءَيْنِ: أَحَدِهِمَا خَمْرٌ، وَالْآخَرِ لَبَنٌ، فَشَرِبْتُ اللَّبَنَ وَتَرَكَتُ الْخَمْرَ فَقَالَ جِبْرِيلُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ، فَقُلْتُ: "اللَّهُ أَكْبَرُ, اللَّهُ أَكْبَرُ"، فَقَالَ جِبْرِيلُ: مَا رَأَيْتُ فِيَ وَجْهِكَ هَذَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ إِذْ دَعَانِي دَاعٍ عَنْ يَمِينِي يَا مُحَمَّدُ أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ، فَلَمْ أُجِبْهُ ، وَلَمْ أَقُمْ عَلَيْهِ قَالَ: ذَاكَ دَاعِي الْيَهُودِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَجَبْتَهُ أَوْ وَقَفْتَ عَلَيْهِ لَتَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ قَالَ: وَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ إِذْ دَعَانِي دَاعٍ عَنْ يَسَارِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ، فَلَمْ أَلْتَفِتُ إِلَيْهِ، وَلَمْ أَقُمْ عَلَيْهِ قَالَ: ذَاكَ دَاعِي النَّصَارَى، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَجَبْتَهُ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ إِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ حَاسِرَةٍ عَنْ ذِرَاعَيْهَا عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ خَلَقَهَا اللَّهُ، تَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ، فَلَمْ أُجِبْهَا، وَلَمْ أَقُمْ عَلَيْهَا قَالَ: تِلْكَ الدُّنْيَا أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَجَبْتَهَا لَاختَارَتْ أُمَّتُكَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ""، و الحديث طويل وله روايات أخرى عديدة فيها ما ذكر أعلاه عن الشيخ العجوز و غيرها ، نكتفي بهذه السطور من هذه الرواية و لراغب المزيد مراجعة كتب السنة والحديث {2} سنن البيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه