ألا زلتِ تتصنعين السعادة .. زيفا ؟؟
إبراهيم الشملان
بسم الله الرحمن الرحيم
قد تطلب المرأة من زوجها الكثير من الأشياء , الكثير من هذه الأشياء لا تلبّى , مطالبها لا تنتهي كما أن تنفيذه لا يكتمل ولا يتحقق .
ماذا عساها أن تفعل ؟
إن الصفات السيئة في الرجال كثيرة , سيئة في نظر الزوجة , بعضهم لا يريد أن يحمل مسؤولية ويلقي بأعباء البيت على زوجته , فإذا توقّفت للحظة عن تلبية ذلك هددها بالطلاق أو بالزواج عليها , هذه هي تصرّفات الرجال ..
في المقابل هناك نساء لا يكتفين , تستمر بالطلب , والطلب يتلوه الطلب , حتى يقتنع الزوج أنها ( السبب الأول في إفلاسه ) ولو رجعنا إلى طلبات الزوجة لوجدنا أن معظمها قضاء شهوة , فهي تريد تلك الساعة أو ذلك الاثاث , أو تلك السيارة لأنها رأت فلانة وفلانة لديها , أو لأنها تريد أن تكون المميزة بين النساء ..
هي لا تحتاج لكل هذه الأغراض والمطالب , لكننا لا نستطيع أن نوقفها , فحاجة الرجل للمرأة (ضرورية ) لهذا فإن حرمان المرأة من هذه الأمور قد تعكّر مزاجها فيتعكّر صفو البيت ..
ومن الخطأ أن تلبّى جميع طلباتها أيضا فهذا يدعوا إلى كفران النعم والإفلاس المبكّر , ولابد أن تكون التلبية كالملح للطعام لا يزيد ولا ينقص بقدر معيّن ..
في هذا الكتيّب أريدأن أوجه رسالة إليكِ ولأجعلكِ تنفضين غبار النوم حتى تدركي أين أنتِ وماذا تريدين حقا ..
- أنتِ امرأة غامضة محبوبة ( في الجبلّة والطبيعة ) لأنك امرأة .
- أنتِ امرأة تمتلكين من الأفكار ما لا يمتلكه الرجل لكنكِ للأسف تعبثين بهذه الأفكار وتبدّديها وتركذزي انتباهك إلى الاشياء التافهة من الحياة.
- عندما تزوّجتِ لازلت تمارسين شخصيتك المعتادة وتنسين أن تمارسي الشخصية الحقيقية التي أخفيتها أو ربما لم تفهمي شخصيّتك بعد ..
ركّزي على كلماتي الآن :
تحتاجين إلى :
أ. أن تعرفي أين أنتِ ومن أنتِ .
ب. أن تستخرجي شخصيّتكِ الحقيقية .
ت. أن تفهمي الحياة الزوجية كامرأة عظيمة .
الكثير من النساء في كل يوم تنام بمفردها لأن زوجها غاضب منها , دائما تلقي اللوم عليه , والكثير من النساء يجتمعن ويثرثرن على أزواجهن , والعجيب أن تقوم كل واحدة بعد أن تغسل زوجها في مجالس النساء لتخبر زوجها بعد عودتها إليه بسلبيات أزواج النساء الأخريات , لا حرج إن كنتِ تتحدثين إلى إنسانة عاقلة فاهمة للحياة الزوجية وتخبريها عن سلبيات في زوجك , لتأتي لك بالحلول وتنبّهك وتعطيك الطرق الرائعه التي تبني البيوت وتؤسسها , لكن من الخطا أن تتحدي عن زوجك لأي امرأة , فأنت حينها تفضحينه وتحطّين من قدره .
ولهذا دعينا نبدأ بأول الأفكار التي لابد أن تركّزي عليها :
من أنتِ ؟ وأين أنتِ ؟ ..
لأكون صريحا معكِ لقد كنتِ عبئا ثقيلا على والديك ولا يعني أنهم كانوا يكرهونك , بل لأنك امرأة كانوا ينتظرون الرجل المناسب ليأخذكِ من بين أيديهم الحنونة , ليطمئنّوا ولتهدأ قلوبهم , يستمرّون في أول أيام الزواج بمراقبتك , يتضرّعون إلى الله أن تتلائمي في حياتك المقبلة وفي بيتك الجديد .
ولأكون واضحا أكثر , كنتِ طفلة مدللة في بيت أهلك , بين أحضان والديك ِ أما الآن فأنت في بيت رجل لم تألفيه من قبل ولم تفهمي طباعه في الشهور الأولى لن تجدي منه عيبا , لأن باب الحياء بينكما لازال موجودا , ولازال هناك بعض الحرج , و بعد هذه الشهور تظهر شخصية كل واحد منكما للآخر , وإما أن تستمر العلاقة بطيب عيش ورخاء وإما أن تتحوّل إلى جحيم وعناء .
أظنّك الآن لديك أطفال أو أنك في الشهور الأولى من زواجك , أظن أنك تقرأين هذه الكلمات وقد ذهب قلبك بأفكاره إلى الأيام الأولى لحياتك الزوجية , تتذكرين كيف كان زوجك , وكيف صار الآن , أين الحب وأين الحياء وأين الاحتضان..
ألم تسألي نفسكِ لماذ تغيّرت الأمور ؟
إن السبب الأول هو أنّك لم تفهمي نفسكِ إلى الآن , تدّعين أنك عارفة بنفسك وتفعلين كما يفعل الرجل , يلقي بلومه على النساء , وها أنتِ تلقين باللوم على زوجك وتنسين نفسكِ تماما , خلعتِ ثوب الحياء من زوجك مع أن الحسناء دائمة الحياء لا تنزع عنها هذا الثوب , الرجل يحب أن يرى حياء زوجته دائما ولو بعد سنوات طويلة من الزواج , فأين ذهبتِ بهذا الحياء ؟
كنتِ تستحيين كثيرا منه لكنك الآن تعاملينه معاملة عادية كأي فرد من أفراد أسرتك .
ومن هذه الأخطاء التي وقعتِ فيها أنكِ في بداية زواجك كنتِ تقولين له ( حاضر ) ( من عيوني ) .. كلمات كثيرة فيها من الشهد والطيب ما يعجز اللسان عن وصفه , أما الآن فأنت تعاندينه وتتعمدي هذا , فماذا حصل ؟ وأين ذهب الاحترام ؟
دعيني أقول لك ِ شيئا مهما ..
أنت ِ لا شيء بالنسبة لزوجك , لأنه يستطيع أن يتزوّج مرة أخرى , وهذا حلال لكن ستكونين شيئا مهما بالنسبة له وإن تزوّج ألف امرأة غيرك إذا قرأتِ هذه الكلمات وعملتِ بها ..
عندما ماتت خديجة رضي الله عنها لازال النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها وتذرف دموعه لفقدها , تزوّج بعدها نساءه صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يغنينه عن ذكرها وفقدها ..
ولنفترض أنكِ قد قضيت ِ وانتهى عمرك فخرجت روحك , هل سيتذكرك زوجك هكذا , ويفتقدك كما يفتقد النبي صلى الله عليه وسلم خديجة ؟
أنا لا أكتب هذه الكلمات لأجل أن أذكرك بالموت فهو حق ولا أحد ينساه , لكني أريد أن أخبرك بشيء مهم , قبل أن تكثري من الطلبات و نشر عيوب الزوج انظري إلى نفسك , واسأليها : ماذا فعلت خديجة رضي الله عنها حتى وصلت إلى هذه المكانة في قلب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؟
سأذكر لكِ بعضا من أفعالها وما عليكِ إلا أن تسألي نفسكِ هل فعلتُ مثلها ؟
- كانت رضي الله عنها تثق بزوجها وتصدّقه .
- كانت تمتدحه وتفخر بأمانته وصدقه وقوّته وصبره .
- كانت إذا رأته حزينا لا تزال تهدئ من روعه حتى يبتسم .
- كانت تعينه بمالها ووقتها وتدافع عنه .
- كانت تشجّعه في كل يوم وتخبره أن له مستقبلا رائعا .
- لم تكن تطلب إلا رضاه .
- عاشت معه بحب , ولم ترفع صوتها أبدا أمامه .
- وقفت بوجه من يسيئ له .
- لم تشك بأمره ولا بأخلاقه طرفة عين .
- هي من كانت تساهم في زرع الثقة في نفسه وتأخذ بيديه نحو العلو والمجد .
والكثير من الأفعال التي تظهر لنا عظمتها , لا تقولي أنها خديجه وأنه النبي صلى الله عليه وسلم , إذا لم تقتدي بهم فبمن ستقتدين أخبريني ؟
إن أمجاد وعظمة الرجال خلّفته لهم نساء عظيمات , رائعات , لا يكترثن بالدنيا وزهوتها , لأنهن على يقين بأن زهرتها ذابلة وزهوتها زائلة , وأنها نتن على نتن , ولولا ذكر الله فيها ما طابت ..
فأي عظمة ورثها زوجكِ منكِ ؟
أنت من تصنعين هذا إذا استخدمت قلبك وعقلك ..