طفلي يشبط في كل شيء.. ما الحل؟ تذهب صديقتي مع طفلها ذو الثلاث سنوات إلى السوبرماركت، فتبدأ رحلة الصراخ والشبطان في كل شيء يراه، الحلوى والألعاب والمنتجات المختلفة وكل شيء تقريبًا يريد إحضاره في سلة التسوق، نفس الأمر يتكرر في حالة الذهاب لمتاجر الملابس والألعاب، وحتى لدى الأقارب وفي المطاعم، حتى أصبحت تبتعد عن فكرة الخروج أو التنزه، تجنبًا لحالة الشبطان والصراخ التي يحدثها طفلها في كل مرة، فينتهي بها الأمر وقد عادوا للمنزل منهكين وغاضبين!مبدأيا يجب أن تعرفي عزيزتي الأم أن الصراخ في وجه الطفل، وضربه أو تعنيفه للتوقف عن الشبطان في الأشياء ليس الحل الأمثل لإنهاء ذلك، أسلوب التعامل يختلف من طفل إلى آخر حسب شخصيته وحسب الدافع وراء قيامه بهذا السلوك، وحديثنا هنا عن الأطفال فيما فوق 3 سنوات.ف
بدايةً، عليكِ معرفة سبب قيام طفلك بهذا السلوك. هل يريد لفت انتباهك مثلا إذا انشغلتِ عنه؟
هل يريد إثبات ذاته فقط لتمثلي لطلباته؟
هل تدللينه بشكل زائد وتحضرين كل ما يطلبه، فأصبح يعتاد على هذا الأمر؟
هل يكرر طفلك هذا السلوك مع كل شيء وكل موقف أم في مواقف معينة؟والآن، كيف تتصرفين مع طفلك الذي يريد شراء كل شيء بإلحاح وبكاء وصراخ؟ في البداية، حاولي لفت انتباهه إلى شيء آخر، ولا تصرخي في وجهه أو تضربيه أبدًا، لأن ذلك سيزيد الأمر سوءً لدى الطفل.
ضعي قواعد بالنسبة لطلبات الطفل، كتحديد ساعات في اليوم للعب على الكمبيوتر أو أيام لشراء الحلوى، والطفل حتى وإن تمرد على القواعد، فهو يحتاج إليها لأنها تشعره بالأمان، ولكنه يتحداها ليختبر قوتها.
الاتفاق مع الطفل على عقاب إذا بكى أو ألح للحصول على الشئ في غير موعده أو طلبه من الآخرين، والاتفاق على هذه القواعد مع الآخرين الذين يشاركون في رعاية الطفل حتى لا يهدموا ما يبنيه الأبوان.
يمكنكِ الاتفاق مع الطفل على مبلغ مالي محدد لينفقه في النزهة أو في الأسبوع، اتفقي معه أن هذا المبلغ ملكه عليه تقسيمه وشراء ما يرغب فيه ولن يأخذ مبلغ أخر إذا أنفقه دفعة واحدة قبل موعد مصروفه المقبل، خطوة بخطوة سيتعلم طفلك كيف ينفق مصروفه الصغير، حتي وإن أنفقه كله في البداية على الألعاب أو الحلوي، مع الثبات على موقفك بعدم إعطائه غيره سيتعلم أن يتحكم في طلباته ويصبح مسؤلاً عن قراراته الصغير وسيعرف أن الإلحاح والشبطن في شئ لن يجدي نفعًا.
في وسط ثورة الطفل، تجنبي التعبير عن تفهمك لمشاعره أو محاولة توجيهه لأنه قد يفهم ذلك أنكِ تنكرين مشاعره وبالتالي يحاول توصيلها بشكل أكثر قوة أو أنه سيجد أن سلوكه يجذب له الانتباه الذي يرده وبالتالي يستمر في سلوكه غير المقبول.. انتظري حتى يهدأ ثم تحدثي إليه.
تجنبي التحكم الزائد في طفلك وعدم إعطائه قدرة على الاختيار أو التعبير عن نفسه. أيضًا تجنبي إجابة طلبه حتى يطلب بالشكل المناسب وبالنبرة المهذبة.
كوني قدوة لطفلك في كيفية عرض طلباتك. وأثني على سلوك طفلك عندما يطلب ما يريد بطريقة مهذبة.
في توجيهك لطفلك ركزي على سلوك الطفل غير المقبول ولا تهاجمي شخصيته، مثلا لا تقولي "أنت قليل الأدب" ولكن قولي "أتوقع منك أن تتكلم بالشكل الفلاني".
تجنبي الإذعان لإلحاحه لتتخلصي من زنه، لأن هذا سيدعم سلوكه غير المرغوب حيث يجب أنه يأتي بنتيجة.
في بعض المواقف يمكن ترك الطفل وتجاهله، وهذا ليس استسلامًا لكن الصراع لا يحدث من قِبَل طرف واحد، كما أن الطفل سيجد أن سلوكه الملح لا يحقق له ما يريد ولا يعطيه الانتباه الذي يبحث عنه، وأيضًا ترك الطفل يعطيه الفرصة ليفكر مرة أخرى في الأسلوب الذي عليه أن يتكلم به.
عندما يحاول الوالدان تغيير أسلوبهما في التعامل مع الطفل، فإن الطفل قد يزيد في سلوكه السيئ قبل أن يتحسن، على الوالدين الثبات، فالطفل يختبر مدى قوة القواعد الجديدة.