جسر المحبة إتكسر
على نهر السين في فرنسا جسر اسمه (جسر الفنون Pont des arts ) ... دة الأسم الرسمي ...
إنما اسمه الواقعي هو (جسر العشاق) ...الحبيبة بييجوا مخصوص يعلقوا قفل مكتوب عليه أساميهم و تاريخ إرتباطهم على سور الجسر و يرموا المفتاح في النهر ...
على أمل خلود حبهم و إن ماحدش يفرق بينهم ...
كل دة كلام جميل و كلام معقول ماقدرش اقول حاجة عنه .اللذيذ بأة إن من بداية هذه الظاهرة سنة 2008 الى الآن وصل عدد الأقفال الى 700 الف قفل ...طيب فين المشكلة؟؟
المشكلة إن وزن الأقفال وصل دلوقتي ل 93 طن يعني بما يعادل فيلين واقفين على جسر مخصص للمشي ...
برضه فين المشكلة ؟؟المشكلة ان أجزاء من السور إنهارت فعلا ...دة غير الأجزاء التانية المهددة بالإنهيار مما سبب مشاكل كتير للجسر و خطورة للمارة و السفن اللي بتمر تحته ...فقررت الحكومة إزالة الأقفال و إستبدالها بسور عليه رسومات جرافيتي ... دة كلام جميل اوي ...السور الحديد ما إستحملش الحمل ...اللي هو أصلا عبارة عن مجموعة أقفال ... و أكيد كل واحد حط قفل وزنه لا يتعدى كام جرام عمره ما تخيل إنه هيأثر على انهيار الجسر ...
قالك دة قفل هايف ييجي إيه جنب متانة و حجم و قوة الجسر ..
بس الحقيقة إن مهما كان الجسر قوي و يتحمل ..كتر الهموم حتى لو كانت صغيرة بتتجمع و بتتقل و بتكسر...!!!!!ماتستهيفش المشاكل ..أو التصرفات أو المواقف ... وما تطمعش أوي في مدى قوة الرابطة اللي بينك و بين الأشخاص اللي بتحمّل عليهم ... و تقول هيستحملوا !!مهما كانت قوة العلاقة اللي بينك و بين حد ... كتر المشاكل ... الخناقات ... الزعل ... الوجع .. الإهمال .. أي حاجة و لو بسيطة و هايفة من وجهة نظركم ساعتها لو سيبتها بتجمع ... شيل أول بأول .. عاتب .. سامح ..راعي ...حافظ على الجسر علشان يفضل متين و يستحمل ضغوط الحياة .في حياتنا ناس بنتعامل معاهم على انهم جسور ... حمّالين ... بنرمي عليهم همومنا ..بنشيلهم مسئولياتنا ... بنحمل عليهم مشاكلنا و متوقعين إننا مهما رمينا ..هما شيالين ...هما متحملين ...هما مبسوطين ...بس الصدمة اللي بتقابلنا إن مع الوقت مهما كانت قوة الشخص أو العلاقة ..لازم هييحي لحظة تنهار ..لازم يئن ..لازم يتعب .. و المشكلة لما بنفوق متأخر ..بعد ما حاجات كتير بتتكسر و صعب تتصلح ..أو تكون جرحت و أذت ناس مالهمش ذنب .احنا كمان ساعات بنحمل على نفسنا أحمال فوق طاقتنا ... ونقول هنستحمل .. هنقدر ... بنييجي أوي على نفسنا و بنعمل فيها السبع رجالة ...ضغوط شغل ... ناس ...مواقف ... مسئوليات شايلنها لوحدنا ..ظلم من ناس قريبين ...علاقات غير متوازنة و غير متكافئة قايمة على إستغلال أحد الأطراف للآخر ...بنفضل مستحملين و شايلين و غيرنا مش حاسس بكم الضغط النفسي أو العصبي اللي بيسببه ... و نتفاجىء بإنهيارنا ...مرة واحدة بنقع ..
مابنقدرش نكمل و لا نواصل ...بيتحول كل التضحية و التحمل لغضب من كل حاجة و حد وصلنا لكدة ...غضب حتى من نفسنا إننا تهاوننا معاها و جينا عليها لغاية ما وصلناها لكدة .بلاش نستصغر و نستهيف المشاكل و الأوجاع و المواقف و نقول مش هتيجي على دة ... و نقول عادي هنستحمل ...
أعظم الجبال اصلها شوية زلط ...
أفظع الحرائق اصلها مستصغر الشرر ..بلاش نحمل غيرنا او نفسنا فوق طاقتنا و نقول إحنا زي الفل ... إذا كان الجسر إنهار من أحماله ...
أرواحنا و قلوبنا تستحمل إزاي ...الخلاصة:
- بلاش تزود إقفال غيرك على جسرك ...
- وقت ما تتعب قول كفاية ..
- شيل أحمالك و خفف عن روحك ...
- قول مش هقدر أستحمل أكتر من كدة ...
- قول أنا كدة إستكفيت و وفيت ..قبل ما تنهار ...
- ساعتها مش هتلاقي حتى حد يعملك جرافيتي .
- إنت انسان مش جسر
- إشتكي أرفض شيل أحمالك قبل ما تنهار
- وقت ما تتعب وقف
- ماتستصغرش الوجع
- كل حاجة بتأثر مهما كانت صغيرة
- الهموم بتجمع و بتكسر
- ما تحملش على غيرك همومك
- ماتطمعش في قوته و حبه
- كل واحد فيه اللي مكفيه
#من_القلب_الى_القلب
#كلمات_ليست_كالكلمات
#مسافر_عبر_الحروف
#طه_حسين
Taha Hussein