محمد الرفاعى تاريخ التسجيل : 01/02/2010
| موضوع: حسن الخلق الجمعة مايو 21, 2010 5:38 am | |
| الأخلاق روح الشريعة, وجوهر الدين , وما جاء نبيٌّ إلا ونادى بين الناس بالأخلاق , وضرورة تهذيبهم مما قد يعلق بهم من عادات سيئة وتقاليد تحرق رسالتها , فيرسم لهم الخطط والمناهج , ويبني لهم قواعد يستفاد منها لرفع الإنسان نحو الأفضل والأكمل , تعتمد لكي يصل الإنسان من خلالها إلى أخلاق الصفوة المختارة , التي اصطفاها الله سبحانه وتعالى , واصطنعها على عينه واختارها لسفارته.
"وإنك لعلى خلقٍ عظيم " يخاطب الله عز وجل في هذه الآية نبيّه الكريم ويمدحه في خلقه. ومرةً أُخرى يتحدث النبي (صلى الله عليه وسلم) عن نفسه حيث قال:" إنما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق". ومرة يخاطب النبي الناس حيث يقول:"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً".
ففي جميع الأحوال يرجع الكلام لنا نحن أمة النبي (صلى الله عليه وسلم) لكي نكون من أصحاب الخلق الحسن في مختلف الأحوال ومهما كانت الأسباب , فالأحداث التي مرّ بها النبي (صلى الله عليه وسلم) لو لم يكن من أصحاب الخلق الحسن لم يكن يجتمع حوله أحد لما تعرض له من عذاب وإهانة, لذلك خاطبه الله جلّ وعلا {.... ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم.}
وكفى حسن الخلق أنه يستميل النفوس , ويورث المحبة ويزيد في المودّة ويهدي إلى الفعل الحسن .
لنر موقف النبي من اليهودي الذي كان يرمي النفايات قرب منزله الشريف وكيف قابل النبي(صلى الله عليه وسلم) هذا العمل بحسن خلقه ,والنتيجة التي حصل عليها النبي حيث أسلم ذلك اليهودي .ومواقف الأئمة من بعده الى أن نقف عند الإمام الحسين(رضى الله عنه) ونحن على أعتاب عاشوراء المدرسة الحقيقية لا بل الجامعة بل أكثر من ذلك لما يحتويه هذا الإمام من أخلاق رفيعة وكيف كان يتعاطى مع الناس وخاصةً الفقراء، وقوله المشهور عند إعطائه للفقير الذي طرق بابه: خذه فإني إليك معتذر وإني عليك لذو شفقة ...تبين مدى حس هذا الإمام للعطاء , وعندما واجه في كربلاء هؤلاء القوم وأخذ يخاطبهم مرات عديدة إلى أن خاطبهم في المرة الأخيرة وهو يبكي فقالوا له لمَ هذا البكاء أخائف أنت من الموت؟ قال: لا إنما أبكي لأنّكم ستدخلون النّار بسببي .
هذا القول جعل مجموعة من أصحاب الضمائر أن يعودون إلى رشدهم ويقاتلون ويقتلون بين يدي الحسين(رضى الله عنه).
لذلك علينا أن نمشي بهذا الطريق الذي رسمه لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته (رضى الله عنهم).
MR.JAKO
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|