تدبر - [5] سورة البقرة (5)ومن بين الآيات التي يُكلِّمنا الله فيها عن أحكام الطلاق وآدابه.. تبرز آية قد تبدو لأول وهلة عجيبة في هذا الموضع الفقهي..
الذي يتعامل معه الناس بنوع من الجفاء -إلا من رحم الله- تجد بين آيات أحكام الطلاق قوله تعالى:
{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238].
ثم الكلام عن الصلاة أثناء الحرب واشتداد الخوف والكلام عن ذكر الله حين عودة الأمن.. بعدها يعود الحديث عن الأحكام وتفاصيل المعاملات الشرعية من جديد..
والحقيقة أن العجب يزول حين تدرك أن الصلاة ليست انفصالًا حسيًا عن واقع المرء..
بل يفترض أن تمتد آثارها لتسيطر برحيقها على سلوك المرء ومعاملاته الحياتية، فتضبط ذلك السلوك وتكون دافعا للمرء أن يتقي الله في تلك المعاملات..
وكذلك ينبغي أن يعي وهو في خضم تلك المعاملات الحاسمة واللحظات الفاصلة -ومن أخطرها الطلاق، وبلا شك الحرب- أن الصلاة عليه كتاب موقوت ينبغي أن يحافظ عليه مهما كانت الضغوط.. وأنها الصلة التي تربطه بالله وتُعينه على الثبات في مواجهة تلك الضغوط والتعامل فيها بما يرضيه..