تدبر - [15] سورة آل عمران (8)
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران:59]..
القرآن يُعلِّمنا من خلال هذه الآية قليلة الكلمات عميقة المعنى منهجًا بديعًا يظن البعض أنه غير مطروح عند الجدال والمناظرة.. إنه المنطق العقلاني البسيط والواضح المحكم في الوقت نفسه..
خطابٌ منطقيٌ بديهي.. يطرق أبواب العقل بشكلٍ هادئ وحازم.. سائلًا إِيَّاه من خلال ضرب المثل العقلي الذي يلمس مشتركات معلومة لدى الجميع..
آدم عليه السلام الذي تعترفون مثلنا أنه قد جاء بغير أبٍ ولا أم.. فقط بكلمة {كُنْ}..
فكان..
ما الفارق بينه وبين المسيح عليه السلام الذي جاء إلى الدنيا بغير أب؟!
لماذا أُلِّه الأخير ولم يُؤلَّه الأول؟!
لا يشترط طبعًا أن ينحصِر الجدال في نفس الحجة العقلية لا غير ولكن الإشارة واضحة..
إنه خطاب المنطق، وتحديث الناس بما يعرفون ويفهمون، وضرب المثل لطَرق أبواب العقل بكل سبيل لا يحمل تنازلًا أو مداهنة..