سلسلة مقالات معجزة جيش وشعب رقم 24
■■ عزيزى المسافر عزيزتى المسافره معنا على متن طائرة (( فريق مصر أم الكون )) عادت رحلتنا التاريخيه من رحلتها 23 من أسرائيل وماحدث فيها من زلزال سياسى وعسكرى ونجاح أسرائيل فى صد هجوم القوات السوريه على هضبة الجولان واليوم موعدنا والرحله رقم 24 لكن نود أن نخطركم أننا سنتوجه لأمريكا فورا لنرى مايحدث فيها يوم 8 أكتوبر 1973 مع حساب فارق التوقيت فبرجاء ربط الأحزمه وعدم التدخين وإغلاق الموبيلات لأننا على وشك الأقلاع الفورى
■■ الأثنين 8 أكتوبر 1973 صباحا مع أول وصول أخبار عن هجوم مضاد أسرائيلى على الجبهه السوريه ونجاح القوات الأسرائيليه فى وقف تقدم الجيش السورى (( الجيش اللى السعوديه بتحاول تخلص عليه منهم لله بعد ماخلصوا على الجيش العراقى )) يستلم هنرى كسينجر رساله من رئيسه نيكسون مكتوب فيها وخلى بالك معايا من كل حرف وكل كلمه
(( من الصعب عليا أن أن أصدق أن المصريين والسوريين تحركوا على هذا النحو الضخم بدون علم السوفييت وربما بغير تشجيعهم المباشر وأكثر من ذلك أننى منفعل من أن الهجوم على أسرائيل كان مفاجأه لى فأنا أشعر بالأحباط من قصور معلوماتنا المخابراتيه كما أننى فى ذهول من فشل المخابرات الأسرائيليه وقد كنت أعتقد أنها من أفضل أجهزة المخابرات فى العالم . لكنهم يبدو لى أن فوجئوا بطريقه أفقدتهم توازنهم وأتعجب كيف فعلها المصريون والسوريون )) على فكره قبل ماحد يحاول يشكك الرساله موجوده فى كتاب ( مزكرات الرئيس ريتشارد نيكسون ) ولو عاوز رقم الصفحه حتلاقيه رقم 920 ومش ناقص بقى غير أنى أجيبلك رابط الكتاب من على موقع البرامج الخاص بى لكن مش حجيبه لحد تحت رجليك أبذل مجهود سعادتك وأسعى وموقع برامجى ميتوهشى على النت ياعم المشكك
■■ مجلس الأمن يحاول عقد أجتماع طارئ بناءاً على دعوة نيكسون له زى ماقلتلك لما كنا فى مصر أمبارح ساعة السادات ماكان بيتفرج على الفيلم ولا لحقت تنسى لكن كسينجر بعد وصول أنباء الجبهه السوريه يحاول تعطيل عقد الأجتماع على أمل أن أسرائيل حتحقق تفوق على الجبهه السوريه وبعدها تركز على الجبهه المصريه علشان تطحن المصريين علشان تبقى اسرائيل فى موقف على الأرض جيد وأفضل وأصدر كسينجر تعليماته (( لسكالى )) آه والله أسمه كده رئيس وفد بلاده فى الأمم المتحده بالحيلوله دون صدور قرار من مجلس الأمن بوقف أطلاق النار على الأقل دلوقتى لحد أسرائيل ماترجع القوات المصريه تانى لشط القناه الغربى وتكون كبدت المصريين خسائر فادحه ولقنتهم درسا لاينسوه
■■ فى نفس الوقت كسينجر بيحاول بأسلوب اليهود يكسب وقت مع السادات وبيحاول يحور على المصريين وهو أعترف بنفسه فى كتابه أنه كان بيراوغ الثعلب ويقصد السادات على حسب تعبيره وقرر يرد على رسالة حافظ أسماعيل اللى أتكلمنا فيها وتعالى نشوف نص الرساله :
عزيزى السيد إسماعيلإنى شاكر جدا لكونكم وسط مشغولياتكم الكبيره الراهنه . تجتزئون وقتا لكى تتشاطرون معى تفكيركم بالتطورات فى الشرق الأوسط
وأنه حتى فيما قبل نشوب العمليات الحربيه الحاليه وقد سبق لى أن أخطرت وزير الخارجيه الزيات بأننى على أستعداد لأن أستطلع بصفه جديه ومكثفه مع جميع الأطراف وبخاصه مصر ماقد تكون الولايات المتحده على القيام به لمساعدة الأطراف على تحقيق سلام فى الشرق الأوسط ولايزال هذا العرض قائماً (( خلى دى معاك ))
ومن الظاهر أن مجهودا كهذا يمكن أن يصب النجاح على خير وجه فى أهدأ جو ممكن ولهذا السبب فأن الولايات المتحده حاولت الوصول لوقف أطلاق النار . دون أن تتخذ فى الوقت ذاته موقفا قد يؤدى إلى المواجهه مع الجانب المصرى (( وخلى دى كمان معاك ))
وفيما يتعلق بالنقاط المدرجه بمذكرتكم بتاريخ 7 أكتوبر 1973 هناك نقطتان :
الأولى : أنه ليس من الواضح لدى الجانب الأمريكى ماإذا كانت النقطه الأولى فى موقف الجانب المصرى بوجوب الأنسحاب الأسرائيلى من جميع الأراضى المحتله يجب تنفيذها قبل أمكان عقد مؤتمر أم أن المتوقع هو الموافقه من حيث المبدأ على هذا الشرط (( هنا كسينجر بيصيع باعت يقول مش فاهم علشان حد يرد عليه يفهمه يكون كسب وقت زى ماقلتلك ))
الثانيه : هى أن الجانب الأمريكى تلقى الرساله التاليه من سفيره فى طهران
أن هويدا رئيس الوزراء الأيرانى قد أرسل فى أستدعائى بناء على تعليمات من الشاه فى الساعه 14.15 بالتوقيت المحلى لكى يتلو عليا برقيه من الرئيس السادات إلى الشاه مبلغه إله من السفير الأيرانى بالقاهره الذى قابل الرئيس السادات فى أوائل بعد ظهر يوم 7 أكتوبر بالتوقيت المصرى وباختصار فأن البرقيه تتضمن وصفا يتسم بالتفاؤل للموقف العسكرى المصرى على الضفه الشرقيه لقناة السويس وللبطوله المصريه فى العبور للقناه وأنشاء جسر هناك . ثم تطلب البرقيه من الشاه أبلاغ الرئيس نيكسون بأن مصر حتى الآن كانت من أجل تفادى القتال . على أستعداد لقبول السلام بشروط معينه . ومع ذلك فأنها الآن مضطره للقتال وأحتمال الخسائر وهى لاتزال تريد السلام . سلاما دائما بالشرق الأوسط ويود السادات أن يعرف نيكسون أنه أذا كانت إسرائيل سوف تجلوا عن جميع الأراضى التى أحتلت منذ 5 يونيه 1967 . فأن مصر ستكون على أستعداد للتفاوض بإخلاص لوضع هذه الأراضى تحت رقابة الأمم المتحده أو تحت رقابة الدول الأربعه الكبرى أو تحت رقابه ما دوليه يتفق عليها فأن مصر أما فيما يتعلق بشرم الشيخ فأن مصر على أستعداد لقبول رقابه دوليه لحرية المرحه عبر خليج العقبه بعد الأنسحاب الأسرائيلى ويود السادات قيام الشاه بشرح ماسبق ذكره للرئيس نيكسون من أجل إيقاف الخسائر بأسرع مايمكن
أن الجانب الأمريكى سيكون شاكرا جد لأيضاح الموقف فيما يتعلق بالأنسحاب وللأختلافات بين مواقف الجانب المصرى التى تضمنتها مذكرتكم وبين ماأبلغ لسفيرنا وأن يوضح بصفه خاصه ماأذا كان سفيرنا قد نقل على وجه الدقه موقف الرئيس السادات بصدد الجلاء عن بعض الأراضى ووضعه تحت رقابه دوليه
وأنى لأود أن أكرر القول بأن الولايات المتحده سوف تفعل كل شئ ممكن لمساعدة الأطراف المتنازعه على الوصول لوقف أطلاق النار كما أن الولايات المتحده وأنا شخصياً سوف نساهم بنشاط فى معاونة الأطراف للوصول إلى حل عادل للمشاكل التى حاقت بالشرق الأوسط على هذا المدى الطويل
تحياتى الشخصيه الحاره / هنرى كسينجر
■■ كده واضح أن كسينجر بيحاول يكسب وقت متعشما أن يحدث هجوم مضاد على الجبهه المصريه مثل الجبهه السوريه يحسن من موقف إسرائيل عند التفاوض
■■ كانت الرساله عباره عن مجموعة أسئله وأستفسارات زى ماهو واضح من نص الرساله اللى نقلتها لك حرفيا وأستفسارات تتوه بالأزمه فى دهاليز قصر الشاه إلى حد السؤال عن دقة معلومات وصلتهم من الشاه وطبعا كسينجر لمح من خطاب السادات لهفته للتواصل مع الجانب الأمريكى لذلك لوح كسينجر بنقطة الأنسحاب وكان كسينجر بذلك بيحاول يكسب وقت زى ماقلت لحضرتك خصوصا وأن فيه تقرير من المخابرات الأمريكيه وصل لكسينجر مضمونه أن فيه غاره أسرائليه كبرى شنها الطيران الأسرائيلى على مدينة بورسعيد كأول غاره أسرائيليه خلف خطوط القوات المصريه خصوصا لما تعرف أن بورسعيد أكتر مدينه تعرضت لغارات جويه من الطيران الأسرائيلى ومن بعدها مدينة المنصوره ثم مدينة كفر الزيات من حيث عدد الغارات وطبعا كلنا عارفين ليه مدينة المنصوره علشان قاعدة المنصوره الجويه كأكبر قاعده قريبه من سيناء وكانت معظم طلعات الطيران المصرى منها ومدينة كفر الزيات بجوار طنطا لهدفين الأول قاعدة برما الجويه وكوبريين كفرالزيات الملاحيين للربط بين جمرك الأسكندريه وباقى الجمهوريه وفهم كسينجر أن كده القوات الأسرائيليه بتجهز لهجوم أوسع وأشمل على الجبهه المصريه مثل الجبهه السوريه
■■ مؤشرات محركات طائرتنا تشير لقرب نفاذ وقود هذه الرحله لذا نستسمحكم ربط الأحزمه ومنع التدخين للهبوط
■■ سعدنا بكم على مدار الحلقات الـ 24 السابقه وإلى هنا أنتهت سلسلة مقالات معجزة جيش وشعب
#جنرال_بهاء_الشامىفي يونيو 13, 2017