سلسلة مقالات الإخوان والجيش والثوره رقم 11
نعود لنستأنف الحوار الرائه معكم وأول صدام داخل تنظيم الظباط الأحرار
خالد محيى الدين بيقول عن الواقعه دى حكى لى ثروت كل ما قاله صلاح سالم فأخذته إلى جمال عبدالناصر وحكينا له ما حدث وطلبنا منه إيجاد تسويه مقبوله حفاظاً على التنظيم وأصطحبت جمال عبدالناصر معى إلى بيت صلاح سالم وكان حظر التجول مفروضاً منذ حريق القاهره وكنا نتحرك بالزى الرسمى ليمكننا المرور أثناء حظر التجول وحتى الفجر أستمرت المناقشات التى أنتهت بصلح ظاهرى بين عبدالناصر وصلاح سالم
رغم الصلح ظل جمال عبدالناصر ساخطاً فى أعماقه على صلاح سالم ومنذ ذلك الحين بدأ عبدالناصر يتحدث عن نفسه كثيراً وعن دوره فى تأسيس الحركه ولما كنت فى هذه الفتره دى أقرب أعضاء لجنة القياده ولكلام على لسان خالد إلى عبدالناصر فقد عرض عليا خطه لحل لجنة القياده للتخلص من العناصر غير المرغوب فيها ولما أبديت دهشتى وسألته كيف ؟؟؟
قال ناصر لا ندعوها للأجتماع ونبدأ أنا وأنت فى مواصلة إجتماعاتنا بالضباط دون أن نشعر أعضاء لجنة القياده الآخرين بذلك وبذلك نحل اللجنه حلاً واقعياً ودون أن يشعر أحد
لازال الكلام على لسان خالد محيى الدين فيقول أبديت ترددى إزاء هذه الفكره لكن عبدالناصر ألح عليها غير أننا فوجئنا بعد قليل بعودة البغدادى وجمال سالم من العريش وهما مصممان على تصفية الجو تصفيه نهائيه بإنتخاب رئيس للجنة القياده وإعداد لائحه داخليه تنظم عمل اللجنه وعقدت لجنة القياده أجتماعاً بمنزل كمال الدين حسين بمنشية البكرى لنجرى إنتخابات الرئيس جميعاً منحناً صوتنا لجمال عبدالناصر إلا أنور السادات كان غائباً وفوض عبدالحكيم عامر فى الإدلاء بصوته وطلب منه التصويت لحسن إبراهيم قائلاً إذا كنا نشكو من سيطرة جمال عبدالناصر فلننتخب شخصاً لا يستطيع السيطره علينا ويمكننا أن نتحكم فيه شايف مكر السادات ياسمسم والغريب أن حسن إبراهيم نفسه كان قد منح صوته لجمال عبدالناصر وبدت الأمور وكأنها تسير سيراً حسناً وكأن الخلافات قد صفيت لكن الحقيقه أن عبدالناصر ظل غير مرتاح لجمال سالم وصلاح سالم والبغدادى والسادات
عاوزك أروح بيك لنقطه تانيه على لسان عبدالمنعم عبدالرؤف أنه بعد أستدعاء البكباشى جمال عبدالناصر لمكتب رئيس الوزراء إبراهيم عبدالهادى وتوجيه الأتهام له بالأنتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين وتدريبهم أقترح علينا الصاغ محمود لبيب أستبدال أسم تنظيم الإخوان الضباط بأسم (الضباط الأحرار) لإبعاد أسم جماعة الإخوان المسلمين المكروهه من الملك اللى بيمجدوا فيه دلوقتى على صفحات الخوان وآيات عرابى والأحزاب العميله والإنجليز ويذكر محمد نجيب أن تنظيم الضباط الأحرار بدأ بعد حرب فلسطين وأنه أول من أطلق عبارة الضباط الأحرار على التنظيم الذى أسسه جمال عبدالناصر
يذكر السفير جمال الدين منصور أنه أستأجر شقه فى حى الزيتون بأسم شقيقه سعد لكى تكون مركزاً للأجتماعات وفي يوم كنا مجتمعين فى شقة الزيتون وكان الحاضرون هم سعد عبدالحفيظ وعبدالحميد كفافى وجمال الدين منصور ومصطفى عبدالمجيد نصير ومحمد حلمى إبراهيم وأنضم إلينا خالد محيى الدين ودار الحديث حول أول منشور بعد النكسه الأولى (حادث عطا الله باشا) وما يجب علينا عمله للظهور بمظهر جديد فى الأسلوب وضرورة تغيير أسم الحركه من ضباط الجيش إلى أسم آخر وأخذ كل منا يضع أسماً جديداً فمن قال ضباط الثوره ومن قال ضباط الجيش الأحرار ثم نطقنا معاً، أنا وكفافى الضباط الأحرار وكان تعليق أحد الحاضرين الأحرار الدستوريين تشبها بأسم أحد الأحزاب فى ذلك الوقت وضحكنا جميعاً ثم أنفض الأجتماع بعد أن فوض المجتمعون الأمر لى لكى أذيل المنشور بالأسم الذى أراه مناسباً حيث أن المنشور كان قد تم إعداده ولم يبق سوى الأتفاق على الأسم الجديد للحركه ووضعت فى نهاية المنشور الأسم الجديد الضباط الأحرار هذا الأسم الذى عبر عن وجه الثوره الجديده وتحت هذا الأسم، سارت الثوره فى مدارها إلى أن تحقق نجاحها فى فجر 23 يوليه 1952م وحينما نجحت الثوره أقترب جمال عبدالناصر من خالد محيى الدين وقال له إنه أمر يدعو للإعجاب حقا هذا الاسم الذى أطلقه علينا جمال منصور وذيل به أول منشور فى حركتنا ليصبح الأسم لأقوى جماعه يتحدث عنها العالم كله الآن وخلى بالك معايا كل اللى بيحصل ده ولسه نجيب لم يظهر فى الصوره زى ماوضحت لك فى الحلقات السابقه
كانت صلة جمال عبدالناصر قد بدأت بالأميرلاى محمد نجيب أثناء حرب فلسطين من خلال عبدالحكيم عامر الذى قال لجمال عبدالناصر أنه قد وجد كنزاً فى محمد نجيب لجرأته وشجاعته ووعيه بأن أزمة الهزيمه فى حرب فلسطين توجد فى القاهره وليست فى العريش يعنى فاهم أبعاد المؤامره ياآيات ياعرابى
يذكر محمد نجيب فى مزكراته أنه فى يوم من الأيام جاء عبدالحكيم عامر ومعه جمال عبدالناصر وعرفت يوماً أنه زعيم تنظيمهم (( ركز هنا علشان هنا نجيب بنفسه بيعترف بتأخر أنضمامه للتنظيم ياعم سمير )) وأنه جاء ليرى ويزن تقدير عامر لى ولشخصيتى وكان هذا شيئاً غريباً أن تقوم الرتب الصغيره بفحص وطنية الضباط العظام ومع ذلك لم أعترض ولسه الكلام على لسان نجيب لأننى كنت مقتنعاً بأن خلاص مصر يقع على عاتق الضباط الأحرار الصغار فقد كان ينقص ضباطنا العظام الجرأه كنا نريد حيويه وإصرار وحرارة الصغار وعقول وحكمة وخبرة الكبار وكان عامر وعبدالناصر يوافقانى على هذا الرأى
لم يكن محمد نجيب يحضر أجتماعات التنظيم أثناء تكوينه لأنه كان محل رقابه سلطات الأمن المسؤله بإعتباره نجماً محبوباً من ضباط الجيش ولأنه كان فى رتبه كبير (أميرلاى) بينما كان أكبر الضباط فى ذلك الوقت يحمل رتبه (بكباشى) والأتصال يبدو مريباً ومثيراً كذلك ومن ثم تم الأتفاق بينه وبينهم على أن تكون الصله به فرديه وليست تنظيميه
يذكر محمد نجيب وبعد لقاءات عديده أتفقنا على الخطوط العريضه ودعانى عبدالناصر إلى تنظيم الضباط الأحرار وهو تنظيم سرى كان هو مؤسسه ورئيسه ووافقت على ذلك ومن بين الضباط التسعه الذين كانوا فى مجلس القياده بعد الثوره كنت أقابل 5 منهم قبل الثوره جمال عبدالناصر وعبد الحكيم عامر وحسن إبراهيم وصلاح سالم وزكريا محيى الدين
ظل جمال عبدالناصر متردداً تجاه مسألة إصدار منشورات لكنه وإزاء إلحاح خالد محيى الدين عليه وافق بشرط أن تكون عملية إصدار المنشور مسؤولية مجموعة الفرسان
بدأت مجموعة جمال منصور تثير نقاشات حاميه فى شأن ضرورة عمل شئ عاجل وسريع ويقول خالد محيى الدين وتحت إلحاح مجموعة جمال منصور قررنا إصدار أول منشور لنا وأستطاع جمال منصور أن يدبر لنا علاقه مع موظف بالسكه الحديد أسمه شوقى عزيز أبدى إستعداده لكتابة المنشورات على الإستنسل وقررنا شراء آلة رونيو وكان ثمنها 80 جنيهاً قررنا أن نجمعه فيما بيننا وأقترح جمال منصور أن يشتريها صديقه شوقى عزيز بأسمه ووافقنا
فى فبراير عام 1950م قرر تنظيم الضباط الأحرار إصدار منشوره الأول وتولى خالد محيى الدين مسؤلية إصداره أمام مجموعة القياده كتب جمال منصور المسوده الأولى للمنشور وكان عنوانه نداء وتحذير وكانت قضية الأسلحه الفاسده تشغل كل الأذهان بعد أن تفجرت أخبارها على صفحات الصحف وكان المنشور يحذر ضباط الجيش من أن يساقوا إلى حرب أخرى من دون إستعداد ومن دون سلاح أو بأسلحه فاسده وحذر المنشور الملك من التدخل لمنع أستمرار التحقيق العادل فى قضية الأسلحه الفاسده وإلا فإن عرشه سوف يصبح مهدداً عدَل خالد محيى الدين بعض العبارات ثم عرضه على جمال عبدالناصر الذى وافق عليها بتعديلات بسيطه وكان جمال منصور قد أقترح أن نوقع المنشور بأسم الضباط الأحرار ووافق خالد محيى الدين وكذلك جمال عبدالناصر وقام بطبع المنشور شوقى عزيز على ماكينة الرونيو ثم نقلت الماكينه أكثر من مره وأخيراً أستقر أمر طباعة المنشورات وتوزيعها بأجهزة الحركه الديموقراطيه للتحرر الوطنى حدتو وذلك فى مرحلة تاليه بعد حريق القاهره وكانت معظم المنشورات تكتب بأقلام خالد محيى الدين والقاضى أحمد فؤاد وأحمد حمروش والبعض كتبه جمال عبدالناصر
#جنرال_بهاء_الشامىفي سبتمبر 14, 2017