تألق سحرة أمريكا الجنوبية يتوالى في جنوب قارة المواهب وتراجع مردود المنتخب الإيطالي يخيب أمال عشاقه في الحفاظ علي اللقب الذي أحرزه زملاء فابيو كانافارو للمرة الرابعة في تاريخهم علي حساب فرنسا في المونديال الألماني قبل 4 سنوات.
وصلنا لليوم العاشر لنهائيات درة بطولات كرة القدم العالمية وتواصلت المتعة و الإثارة والمفاجآت أيضاً في البطولة التي واصلت خلالها منتخبات القارة الإفريقية تراجعها و تلقت الهزيمة رقم 7 في 12 لقاء لعبتها 6 منتخبات في الجولتين الأولي و الثانية و لم تتمكن خلالها إلا في تحقيق فوز يتيم و 4 تعادلات.
بداية اليوم قبل الأخير للجولة الثانية كانت علي ملعب فري ستايت بمدينة بلومفونتين بين منتخبا البارجواي و سلوفاكيا في افتتاح الجولة الثانية للمجموعة السادسة، وفيه تمكن المنتخب الأمريكي الجنوبي من تحقيق الفوز والنقاط الثلاث رافعاً رصيده للنقطة الرابعة في صدارة منتخبات هذه المجموعة.
أنريكه فيرا متوسط ميدان فريق ليجا دي كويتو الإكوداوري وصيف النسخة قبل السابقة في كأس العالم للأندية سجل هدف السبق لمصلحة ثالث تصفيات أمريكا الجنوبية في الدقيقة 27 بعد أن حول التمريرة الرائعة من زميله ذو الأصول الأرجنتينية لوكاس باريوس علي يمين حارس ليجا وارسو البولندي والمنتخب السلوفاكي يان موتشا.
أبناء المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو الذين تعادلوا في الجولة الأولي بهدف لمثله مع إيطاليا أضافوا هدف التعزيز قبل النهاية بأربع دقائق عن طريق لاعب وسط كروز أزول المكسيكي كريستيان ريفيروس الذي سدد يسارية رائعة في شباك موتشا.
اللقاء الثاني لهذه المجموعة شهده ملعب مبومبيلا بمدينة نيلسبروت في حضور أكثر من 38 ألف متفرج و أداره كارلوس باتريس من جواتيمالا, وواصل فيه المنتخب الإيطالي عروضه الباهتة وصيامه عن الفوز للمباراة الثالثة علي التوالي في أخر نسختين(أخر فوز كان علي حساب ألمانيا في نصف نهائي نسخة 2006 بهدفين لصفر).
مهاجم فريق جولد كوست يونايتد الأسترالي صاحب الـ 28 عاماً شاني سميلتز تقدم لممثل الأوقيانوس بالهدف الأول بعد مرور 7 دقائق من ضربة البداية بعد أن استغل خطأ قائد "الأزوري"فابيو كانافارو وسدد- من وضعية تسلل- يسارية في شباك حارس كالياري فدريكو ماركيتي .
أبناء الخبير مارشيلو ليبي هاجموا بضراوة بعد الهدف و تمكن مهاجم فريق اليوفي فيتشينزو ياكوينتا من تسجيل هدف التعادل من ركلة جزاء بعد ثلاث دقائق فقط من تسديدة زميله ريكاردو مونتوليفو التي صدها القائم الأيمن للحارس مارك باستون بعناد.
ورغم تبديلات ليبي الهجومية في الشوط الثاني ممثلة في نزول كامورانيزي و أنطونيو دي ناتالي و باتزيني بدلاً من بيبي و جيلاردينيو و ماركيزيو إلا أن صمود أبناء المدرب ريكي هيربرت استمر حتى النهاية وحققوا تعادل تاريخي مع حامل اللقب هو الثاني لهم بعد تعادلهم في الجولة الأولي مع سلوفاكيا.
التعادل رفع رصيد المنتخبين للنقطة الثانية في المركزين الثاني و الثالث خلف باراجواي فيما تقبع سلوفاكيا في المركز الأخير بنقطة يتيمة.
وبعيداً عن مجموعة التعادلات هذه كان ملعب سوكر سيتي بجوهانسبرج شاهداً علي أولي مواجهات الجولة الثانية للمجموعة السابعة بين البرازيل و كوت ديفوار، اللقاء الذي أداره الدولي الفرنسي ستيفان لانوي واصل خلاله منتخب "السليساو" طريقة نحو لقبه السادس بنجاح و حقق فوزه الثاني في هذه النسخة و رقم 66 طوال تاريخه الحافل.
مهاجم أشبيليه الإسباني لويس فابيانو فرض نفسه كنجم أول للقاء حيث تمكن هداف كأس العالم للقارات في جنوب إفريقيا العام الماضي من زيارة شباك الحارس أبوبكر باري في مناسبتين الأولي في الدقيقة 25 من بداية اللقاء عندما تلقي تمريرة كاكا و توغل وسدد بمهارة وقوة في الزاوية الضيقة لحارس لوكيرن البلجيكي المغلوب علي أمره.
بعد خمس دقائق من انطلاق الشوط الثاني تمكن فابيانو من تسجيل الهدف الثاني بعد عمل فردي رائع استخدم فيه كل أجزاء جسده – بما فيها يده- قبل أن يسدد بقوة في شباك فريق المدرب السويدي إيركسون، بعدها بـ 12 دقيقة حول نجم فريق جلطة سراي التركي إيلانو تمريرة كاكا النموذجية من الناحية اليسرى لهدف ثالث، و لم يترك قائد الأفيال ديديه دروجبا المباراة تمر دون أن يضع بصمته و تمكن من تسجيل هدف الشرف لبلاده قبل 11 دقيقة من نهاية اللقاء برأسية رائعة من الكرة التي مررها له زميله يايا توريه.
الفوز رفع غلة "الأزرق و الأصفر" الممتع لست نقاط في الصدارة وضمن مروره لثمن النهائي، فيما جمد رصيد الإيفوراريين عند نقطة وحيدة في انتظار لقاء كوريا الشمالية علي ملعب مبومبيلا (25 يونيه) الذي يتعين عليهم الفوز فيه بنتيجة أكبر من فوز البرتغال المتوقع علي نفس الفريق اليوم بشرط أن تلعب البرازيل لقاءها مع زملاء كريستيانو رونالدو وفقاً لقواعد اللعب النظيف ولا تكرر فعلتها مع المغرب في مونديال فرنسا 1998 عندما خسرت من النرويج لتبعد أسود أطلس من الدور الأول.
وفيما يلي نستعرض أهم أرقام اليوم العاشر الذي شهد تسجيل 8 أهداف رفعت حصيلة البطولة لـ 57 هدف في 29 مباراة انتهت 19 منها بفوز احد الإطراف و 10 بنتيجة التعادل، وشهد هذا اليوم أيضا كارت أحمر وحيد نتيجة بطاقتين صفراوين للنجم البرازيلي ريكاردو كاكا و 10 كروت صفراء:
1- 7 انتصارات و تعادلين هي حصيلة منتخبات أمريكا الجنوبية الأربع في 9 مباريات خاضتها في هذه النسخة، رقم يؤكد أن القارة التي أحرزت تسع ألقاب للمونديال في 18 نسخة هي الأقرب للتتويج بلقب عاشر تفض به اشتباكها علي صعيد التتويجات مع منتخبات القارة العجوز .
2- 3 هو عدد أهدف نجوم الدوري التركي في البطولة حتى الآن، نجم جلطة سراي و المنتخب البرازيلي إيلانو سجل منها هدفين في مرمي كوريا الشمالية و كوت ديفوار بينما كان الهدف الثالث من نصيب السلوفاكي روبرت فيتيك لاعب أنقره جوجو في مرمي نيوزيلندا.
3- لويس فابيانو أصبح ثاني لاعب في البطولة يحرز هدفين في لقاء واحد بعد مهاجم أورجواي دييجو فورلان، الطريف أن كلا النجمين ينشط في الليجا الإسبانية فابيانو في أشبيليه و فورلان في أتلتيكو مدريد.
4- 125 صار عدد أهدف إيطاليا طوال تاريخها في النهائيات في 79 مباراة خاضتها خلال 17 مشاركة، أصحاب أشهر الطرق الدفاعية في العالم اهتزت شباكهم بالهدف رقم 70 بواسطة شاني سميلتز في لقاء نيوزيلندا.
5- الهدف رقم 50 في النسخة الحالية أحرزه لاعب منتخب البارجواي أنريكه فيرا في مرمي سلوفاكيا، الهدف هو الأول في البطولة الحالية لنجم يلعب في الدوري الإكوادوري، لاعب الوسط ذو 31 عاماً فاز أيضاً بلقب رجل المباراة.
6- الرقم صفر يمثل خانة الانتصارات في سجل منتخبا سلوفاكيا و نيوزيلندا في كأس العالم، حيث حقق ممثل منطقة أوقيانوسيا تعادلين وتلقي 3 خسائر في خمس مواجهات خاضها في نسختي 1982 بأسبانيا وهذه النسخة، فيما خسر منتخب سلوفاكيا للمرة الأولي في ثاني لقاء له مع الكبار بعد أن تعادل في المواجهة الأولي مع نيوزيلندا.
7- 7 – 8 – 9 الأرقام المتسلسلة هذه تمثل عدد انتصارات و تعادلات وخسائر البارجواي في المواجهات الـ 24 التي خاضتها في مشاركاتها الثماني في البطولة.
8- الرقم ( 30) هو عدد الأهداف التي سجلها منتخب بارجواي طوال 24 مباراة خاضها في النهائيات، المنتخب اللاتيني يملك رصيد سلبي من الأهداف ( – 7 ) لأن شباكه قبلت شباكه 37 هدفاً.
9- الرقم 77 يمثل الفارق بين عدد مباريات منتخبا إيطاليا وسلوفاكيا في النهائيات، حيث لعبت إيطاليا 79 مباراة مقابل مباراتين فقط لسلوفاكيا، هذا الرقم أيضاَ يمثل عدد الأهداف التي قبلتها شباك البرازيل طوال تاريخها و أخرها كان هدف دروجبا الرأسي في مرمي الحارس جوليو سيزار.
10- الرقم 3 يعطي مهاجم الأرجنتين هيجواين صدارة الهدافين حتى الآن في ظل ملاحقة من رباعي سجل كلاهما هدفين وهم الغاني أسمواه جيان و الأورجواني دييجو فورلان و البرازيليين إيلانو ولويس فابيانو .
11- البطاقة الحمراء التي أشهرها الحكم الفرنسي ستيفان لانوي لكاكا نجم منتخب البرازيل وريال مدريد هي التاسعة في البطولة إلي الآن، والأولي في ثلاث مباريات أقيمت لمنتخبات المجموعة السابعة، المعروف أن المجموعة الرابعة تحتل المركز الأول في رصيد البطاقات الحمراء برصيد 4 كروت.
12- الهدف الثاني الذي سجله لاعب منتخب البارجواي كريستيان ريفيروس الذي يلعب لفريق كروز أزول المكسيكي ليس الأول لنجوم أندية عريقة أمريكا الشمالية ولكنه الثالث، حيث أحرز التشيلي جون بوسيجور لاعب فريق أمريكا كالي الهدف الوحيد لبلاده في مرمي هوندوراس و أضاف زميله في نفس الفريق المخضرم بلانكو مهاجم منتخب "الأزتيك" ثاني الأهداف بتسجيله لهدف بلاده الثاني في مرمي فرنسا من ركلة جزاء.
13- بجمعها العلامة الكاملة حتى الآن انضمت البرازيل لركب غريمتها الأرجنتين و المنتخب الهولندي، حيث حقق هذا الثلاثي انتصارين وست نقاط وضمنوا التأهل لثمن النهائي.