|| .. وأسدل الليل أستاره .. ||
’’’
بعد أن ودع النهار الجميع ،
وأوشكت الشمس على المغيب ،
وعادت الطيور أدراجها ،
وأوى كل حي إلى مخدعه ،
وهدأت الحركة قليلا ،
ولاح ضياء القمر الوضاء ،
وأسرجت المصابيح الخافتة
تسلل الليل بهدوء ، وتمكن من ملء فراغ النهار ،
حتى أحكم ظلامه ، ولم يبق للنهار آثاره
سبحان مكور الليل والنهار ....!ـ
نزلت ستائر الليل على الجميع
الملك والخفير
الغني والفقير
السليم والعليل
الرفيع والحقير
العدو والحبيب
المنافق والصديق
الإنسان والحيوان
النبات والجماد
الحضر والريف
الجميع وقف خلف ستائر الليل سواء ،
والجميع مكشوف أمام رب الليل والنهار
الذكي من فطن ، والغبي من نسي
|| عدالة رب السماء ||
البعض ينعم بالليل
والبعض يشقى في الليل
البعض يرقى في الليل
والبعض يهبط في الليل
البعض يهوى والبعض يهوي
البعض يسرق والبعض يُسرق
البعض يتألم والبعض يتنعم
البعض يرعى والبعض يُرعى
البعض يخدم والبعض يُخدم
البعض يتأهب للإصلاح والبعض يتأهب للإفساد
البعض ينعم بالنوم والبعض يشقى بالنوم
البعض مرتاح الضمير والبعض ليس عنده الضمير
البعض يحاسب نفسه والبعض يُحاسب من غيره
البعض يسعد أهله والبعض يشقي أهله
البعض يكون كالنسيم والبعض يكون كالسموم
البعض في نعيم والبعض في جحيم
كل ذلك وستائر الليل مسدلة
لاتفرق بين أحد
|| وكل ليلة يتكرر المشهد ||
وأي بعض نكون من تلك الأبعاض ؟
وأي صنف نكون من تلك الأصناف ؟
فهل نحن من البعض الأول ، أم من البعض الثاني ؟
أم نحن من فئة أخرى ليس لها وصف هنا ؟
مساكين نحن في هذه الأبعاض !ـ
فيا ترى من نكون من تلك الفئات ؟
هنيئا لمن كان في البعض الأول ، والشقاء لمن كان في البعض الثاني .....ـ
ولكن يبقى الأمل لمن كان في البعض الثاني ، ليكون في البعض الأول ...ـ
,,
أنا عرفت نفسي .....ـ !!
فهل أنت عرفت نفسك ؟