محمد الرفاعى تاريخ التسجيل : 01/02/2010
| موضوع: العالم قرية صغيرة السبت أغسطس 07, 2010 8:03 pm | |
|
لا يعرف بالضبط من و متى و أين أطلقت هذه العبارة لأول مرة، و لكن من الواضح أنها كانت ترافق كل تطور يقرب ما بين أصقاع المعمورة ، و يسهل من التواصل بينها، و يجعل الإنسان يستوعب الأرض التي يحيا عليها بشكل أفضل و أشمل، و لذلك لا عجب إن كان معنى هذه العبارة يحمل الكثير من النسبية التي تختلف حسب واقع الحال التطوري و الحضاري الذي تعيشه البشرية في لحظة ما ، لقد أضحى عالم اليوم عبارة عن قرية ليس إلا، و ذلك لجهة أن القرية هي ذلك التجمع البشري الذي يعرف الناس فيه بعضهم بعضاً بشكل جيد، و يمكن لهم و لغيرهم الإحاطة بأحوالهم بسهولة و يسر بسبب صغر الحجم سواء من ناحية المكان و الجغرافيا أو لناحية السكان و الديموغرافيا.
قديماً كان الناس يحتاجون لأشهر و ربما سنين كي يعرفوا ما يحصل في الأرجاء و البلدان الأخرى مهما كان حجم الحدث و تأثيره على حياة الإنسان، و كانت واسطتهم في تحصيل تلك المعرفة بأحوال الغير هي التنقل باستخدام الحيوانات و العربات البدائية و ربما السفن الشراعية،بالإضافة لاستخدام الحمام الزاجل ، و تخصص بعض الأشخاص في نقل رسائل الملوك و السلاطين وغيرهم، و مع تقدم و تطور البشرية سار التقدم على خطين متوازيين: الأول تطور وسائل النقل و المواصلات، و الثاني تطور وسائل الإتصال، فالخط الأول أعطانا المحركات البخارية التي أدت لصنع القطار، و من ثم المحركات الحديثة التي تطورت عنها السيارات ، و من ثم المحركات النفاثة و ما نجم عنها من طائرات، و بعدهاجاءت الصواريخ التي تحمل الأقمار الصناعية التي جابت بدورها ربوع القمر و بعضا من الكواكب الأخرى في مجموعتنا الشمسية، و هي في طريقها إلى الفضاء الأوسع الأرحب، أما الخط الثاني فقد أعطانا وسائل الإتصال السلكية و بعدها اللاسلكية، و من ثم عبر الأقمار الصناعية، و بعدها عمليات نقل الصوت و الصورة العادية ثم الملونة.
إن المستجدات في هذا المضمار لا تعرف التوقف كونها تشكل جزءا لا يتجزأ من تاريخ و إرث البشرية، إنما تسير متسارعة بحيث أصبح بين أيدينا الآن مجموعة هائلة و متنوعة من الوسائل و التقنيات التي تنفع الإنسان ما دامت تستخدم على الوجه الصحيح، إن هذه الأجهزة التي تعتمد على أحدث ما توصلت إليه علوم الإتصالات و علوم الحاسوب (الكمبيوتر) و شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) قد جعلت خفايا و أسرار المعمورة مكشوفة هنا و هناك بحيث نستطيع الإطلاع على الأخبار و الأحداث و التطورات من المنزل أو المكتب أو ببساطة عبر شاشة الكمبيوتر الصغيرة و ربما شاشة الجوال، و رغم ذلك فإن ما نجده اليوم تقدما هائلا ربما سيصبح غدا شيئا متواضعا - و الله أعلم - .
إن عالم اليوم رغم صغره قد صارت احتمالات الضياع في متاهاته الثقافية أو الإجتماعية أو الإقتصادية أو غيرها أكبر مما سبق، نظرا لسهولة الوصول إلى الأنماط المختلفة من ثقافات و حياة و معيشة البشر ، و لذلك كان الواجب المزيد من تحصين الذات بالشكل السليم الذي تربينا عليه في ظلال ديننا الحنيف بما يكفل - بإذن الله - عدم ضياعنا في قرية صغيرة معلومة و مجهولة بنفس الوقت، يجب بطبيعة الحال أن نحدد مكاننا و موقعنا بين الأمم، إن الأمة الذكية الحية هي التي تأخذ نتاجات الحضارة كي تخدم نفسها و مبادئها و تطورها، أما الركون و اتخاذ لموقف السلبي المنفعل فنتائجه ليست حميدة إطلاقا.
إننا نعيش في عصر لغته الكمبيوتر بسرعته التي تتيح له إنجاز ملايين العمليات في الثانية، و في عالم كهذا سيخسر بالتأكيد من يتدثر برداء المستهلك، أما الرابح فهو من يركب السفينة و يقودها بمهارة رغم الأمواج.
يارب الموضوع يعجبكم Mr.Jako
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|