الصوم شرعا هو الإمساك عن المفطرات يوما كاملا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، و زاد الشافعية و المالكية فى هذا التعريف "النية" لأنها ركن من أركان الصوم.
أما العارفون فيقولون ان مقصود الصوم فهو الخواء و كسر الهوى لتقوى النفس على التقوى.
و قد صنف الإمام أبو حامد الغزالى فى كتابه إحياء علوم الدين الصوم إلى ثلاثة درجات هى
لقد قسَّم علماء الأخلاق الصوم إلى ثلاثة أقسام:
الأوّل: الصوم العام.
الثاني: الصوم الخاص.
الثالث: الصوم خاص الخاص
الصوم العام:
وهو الكفُّ عن المفطِّرات المذكورة في الكتب الفقهية والرسائل العملية، والتي سنذكرها فيما بعد.
وهذا القسم من الصوم يشترك بالإتيان به كل المكلّفين، حيث يؤدّون الفرض الواجب عليهم ويبتغون به نيل المثوبة والرضا من الله تعالى وامتثال أمره. وهذا القسم من الصوم أدنى الأقسام في المنزلة. إذ قد يصوم الإنسان ويكف نفسه عن المفطّرات إلاّ أنّه يطلق لنفسه ارتكاب المحارم والمآثم التي لم تحكم ظواهر الشريعة بأنّها من المفطّرات، كمن يصوم عن المفطّرات الظاهرة، ولكنّه لايبالي بالنظرة المحرّمة والغيبة الخبيثة وغير ذلك.
الصوم الخاص:
وهو أرقى وأرفع درجة من الصوم العام فهو إضافة إلى ترك المفطّرات المذكورة في الصوم العام، أن تصوم معه جوارحه عن المآثم والمكروهات والمشتبهات وعن جميع مالا يحمد ولا يحسن بالعبد المطيع من الأقوال والأفعال والحركات، ومن هنا ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) قوله: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك...»(1).
وصوم الجوارح يعني أن تمنع وتصان كل جارحة من المحرّمات والمكروهات والمشتبهات التي تأتي من قبلها، فيكف اللسان عن الكلام غير المرضي والسمع عن الغيبة، والبصر عن النظر إلى المرأة الأجنبية بريبة وغيرها من الاُمور.
صوم خاص الخاص:
وهو صوم القلب والعقل والنفس والمشاعر، في السرّ والعلن عن الهمم الدنيّة والافكار الدنيويّة وكفّه عمّا سوى الله بالكليّة، ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله واليوم الآخر،وبالفكر بالدنيا إلاّ دنيا تراد للدين، فإنّ ذلك زاد الآخرة.
فيشمل هذا الصوم كفُّ القلب وتحصينه عن كل ما يشغله سوى الله تعالى حلالاً كان الشاغل أم حراماً.
ومن هنا ورد التفاوت في تأثير درجات الصوم هذه فقد روي عن الإمام علي(عليه السلام) قوله: «إنّ صوم القلب خير من صيام اللسان، وصيام اللسان خير من صيام البطن»