عبير تاريخ التسجيل : 26/06/2010
| موضوع: حاجتنا الى الاخطاء الأربعاء نوفمبر 03, 2010 9:15 am | |
| حاجتنا الى الاخطاء
في هذه الحياة لا يوجد شر محض, فكل شر قد ينتج عنه فوائدو مكاسب لا تحصل لنا إلا بعد ورود هذا الشر.
و هذا الكلام يتضح جليا في الأخطاء و الوقوع فيها و ذلك أن الأخطاء قد نحصلعلى مكاسب كبيرة منها إذا تم التعامل معها بشكل صحيح ,فكثيرة هيه
المكاسب التيحققت لبعضنا بعد أن تعرف على خطئه و سبب خطئه و جعل من هذا الخطأ نقطة صواب فيحياته .
و الكلام السابق قد نختصره بعبارة " النظرة الإيجابية إلى الأخطاء أهميتها و طرق الاستفادةمنها " .
وقدنختصر أهمية النظرة الإيجابية للأخطاء في نقاط منها : 1– لو لم تكن الأخطاء ذات فائدةلما أوجدها الله سبحانه في حياتنا . بل لم يسلم منها إنسان غير محمد صلى الله عليهوسلم. و هذه الكثرة من الأخطاء تدعونا
لزاما أن نستفيد منها, و أن نمنحها كتربويينحيزا أكبر من الدراسة و النقد و كيفية تحويلها إلى مكاسب للجميع. 2– هناك الكثير من الفوائد و المكاسب السلوكية أو التربوية لم نحصل عليها إلابعد الوقوع في الأخطاء. و من المخطئين من تغيرت حياته للأفضل بعد أن وقع
في الخطأ ثمصحح فعله من الآخرين فقاده هذا التصحيح إلى تقويم مساره و حياته كلها وصار هذاالخطأ مصدر الإلهام في حياته . و عندما نقرر هذه المسألة فإن نظرتنا للأخطاء تتغير من الاشمئزاز و البعدعن تصحيحها إلى المسارعة في تصحيحها و تحويلها إلى نقطة تغيير في حياة
المخطئ للأفضل. أماعن كيفية الاستفادة من النظرة الإيجابية للأخطاء و تسخيرها لصالحنا ففي عدة نقاطنجملها: 1– أنه إذا زرعنا عند من وقع منه خطأ معين أن الخطأ يقع من الجميع و أنه لايسلم منه أحد من البشر, فإن ذلك يدعوه للاعتراف بخطئه و عدم المكابرة أو الجدال بالباطل .
و الاعتراف بالخطأ من قبل المخطئ قد يشكل عائق أمام من يمارس الدور التربويمن حيث تصوب أفعال المخطئ و توجيهها للأفضل.
و السبب في ذلك – في نظري – أنه نتيجة النظرة السلبية إلى الأخطاء , و أنهادائما عيب أو أنها ذنب لا يغتفر , و أن من وقع منه ذلك فهو منبوذ و لا يمكن
الاستفادةمنه , وعليه ترتب إنكار كثير من الناس مجرد وقوع الخطأ منه أو أنه يجد صعوبة فيالاعتراف بالخطأ , ثم يحاول بشتى الوسائل البحث عن الأعذار
حتى ينفي عن نفسه تهمةالخطأ .
لكن إذا قررنا في اعتقاد الناس أن الخطأ ليس جريمة و أن اللبيب من يستفيدمن أخطائه وأن خير الخطائين التوابون , و نحاول أن نزرع النظرة الإيجابية عند
المخطئ. وبهذا كله نستطيع أن نغير المفهوم المغلوط عن الأخطاء ونستبدله بذلك المفهومالذي يجعلنا نضيف الأخطاء إلى قائمة التجارب و الخبرات.
2 – يترتب على ما مضى أنه عند وقوع المتربي في الخطأ فإنه سيبادر إلى من يصحح له خطئه, و هذه المبادرة لا يمكن إن تأتي إلا من خلال النظرة الإيجابية
لمفهوم الأخطاء ,و أن خطئه ممكن يتجاوز عنه ويمكن الاستفادة من الدروس المستنبطة منه , و هذه المبادرة تحمل في طياتها الكثير من الفوائد للمخطئمنها
قوة الشخصية لأنه غلب نفسه بالاعتراف بالخطأ , ومنها تحمل المسؤولية من خلالما يترتب عليه الاعتراف بالخطأ وغيرها كثير . ووصولنا مع طلابنا أو من نربيه إلى هذه المرحلة من النظرة الشموليةالتفاؤلية للأخطاء له مكسب عظيم يؤدي إلى تقليل الأخطاء أو على أقل القليلالاستفادة
منها حال وقوعه فيها , و بذلك نصبح قد فعلنا شق في حياتنا الشخصية كانمعطل بشكل كبيرعند الناس إلا وهو الأخطاء . 3– و مما يترتب على هذه النظرة الإيجابية للأخطاء التركيز على الاستفادة من الأخطاءو كيفية ذلك و أن نبحث مع المخطئ عن كيفية تصحيح الخطأ , ونتجنب
التركيز على تقريرالمخطئ بخطئه و البحث عن المخطئين و التشهير بهم و أخذ الاعترافات عليهم , مما قديؤدي إلى المكابرة وعدم وجود فائدة سوى التشهير
أو التعيير غالبا.
و بالمثال يتضح مغزى ما أريد :
لنفرض أن طالبا فعل سلوك خاطئ معين , فإن صاحب النظرة السلبية للأخطاء قديقوم بتوبيخ الطالب , أو أنه سيقرر في نفس الطالب أنه دائم الخطأ أو أنه
عديم الفائدةأو أن سلوكه هذا لا يغتفر أو أن خطئه هذا ذنب أو يأخذ عليه التعهدات و يبحث في شتىالوسائل حتى يثبت أن الطالب متعمدا للخطأ , بل قد يصل
به الأمر إلى إقناع نفسالطالب أنه إنسان مخطئ لا يمكن إصلاحه .
أما صاحب النظرة الإيجابية سينصب كامل تركيزه على الاستفادة من هذا الخطأوسوف تجده يخبر الطالب بأن فعله خاطئ و بإمكانه أن يفعل الصواب وهو كذا و كذا وأنهيرجوا أن لا يكون خطئه متعمدا , ثم يبحث مع الطالب عن آلية تصحيح خطئه , و هذا البحثيشعر الطالب أنه صالح و أنه يمكنه تصحيح خطئه
بنفسه , و أنه سيعود إلى الأفضل منحالته السابقة . ثم بعد ذلك يبحث مع الطالب عن أهم الدروس المستفادة من هذهالتجربة . وخلاصة ما سبق أنه لسنا في حاجة لمعرفةالأخطاء بقدر حاجتنا إلى الاستفادة منها , و إلا ما الفائدة من معرفتنا للأخطاءدون تصحيحها أو تحويلها إلى مكاسب .
منقووووول
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|