بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين. *
يقول الإمام السجاد سلام الله عليه: «واستصلح بقدرتك ما فسد مني»
ثلاث ملاحظات في الدعاء
استصلح بمعنى أصلح:
الاستصلاح: طلب الصلاح، لأن الاستفعال في اللغة وُضع في الأصل لطلب وقوع الفعل، ولكنه هنا استعمل بمعنى المجرد (غير المزيد) أي: أصلح، وإلا لا معنى لأن يقول العبد لله تعالى: إلهي اطلب صلاح ما فسد مني. إذن يكون لفظ «استصلح» في هذه الجملة بمعنى «أصلح» لأنه أنسب بالمقام، وهذا النوع من الاستعمالات الأدبية ليس عزيزاً في اللغة ولا في لسان الأدعية والروايات.
الإصلاح بحاجة إلى قدرة الله تعالى:
في هذا الدعاء يطلب الإمام سلام الله عليه من الله تعالى أن يتدارك أمر الإصلاح بقدرته. وهذا الطلب يوحي أن هذا المجال (أي إصلاح ما فسد من الإنسان) صعب جداً، بحيث يتطلب تدخل القدرة الإلهية.
الإنسان معرَّض للفساد فقد يقع فيه وقد لا يقع، والكلام هنا عن فعلية الفساد والوقوع فيه، لأن الإمام يقول: «ما فسد مني» لا ما يقتضي أن يفسد، وليس كل فاسد يمكن إصلاحه بسهولة، علماً أن كلمة «ما» الموصولة في قوله سلام الله عليه (ما فسد مني) تفيد العموم والسعة والشمول، فتشمل ما فسد من أمور الدنيا والآخرة، ومن البدن والروح، ومن المسائل المالية والعائلية والنفسية والاجتماعية وغيرها. فلا يقوى الإنسان على إصلاح ما فسد منه من دون الاعتماد على قدرة الله تعالى وتوفيقه، فكلّ منا يمكنه أن يكون من خير الناس، كما يمكن أن يكون من شرّ الناس – والعياذ بالله - ، وهؤلاء الأشرار الموجودون في المجتمع وبقوا كذلك حتى آخر عمرهم كانوا أناساً أمثالنا، ولكنهم لم يستعينوا بقدرة الله تعالى لإصلاح ما فسد منهم، فاستمروا على ما هم عليه.
إن إصلاح الفاسد بحاجة إلى الدعاء، ولذلك يقول الإمام سلام الله عليه «واستصلح بقدرتك ما فسد مني».
لزوم العمل إلى جنب الدعاء:
قد يجري الإنسان ألفاظ الدعاء على لسانه فقط، فيكون دعاؤه سطحياً. وقد ينطلق الدعاء من أعماق الإنسان، وهذا أفضل من الأول لاشك، ولكنه لا يكفي أيضاً، بل لا بد إلى جانب الدعاء والخشوع أن يسعى الإنسان بنفسه لتحصيل ما يطلب من الله مستفيداً مما أعدّ الله سبحانه وتعالى.
:. التأسي برسول الله صلّى الله عليه وآله وخير من أعدّ الله تعالى في هذا الوجود هم محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم(1) فلنقتدِ برسول الله صلى الله عليه وآله .
يقول الله سبحانه: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر﴾(2) والأسوة هو من يُتأسى ويُقتدى به. فإذا كان المقتدى به حسناً كله، فإن الاقتداء به يكون حسناً على كل حال، أما إذا اقتدى الإنسان بغير المعصوم فقد يكون اقتداؤه حسناً وقد لا يكون كذلك في بعض الأحيان، لأن غير المعصوم يصدر منه ما ليس بالحسن وإن كان قمة في الفضائل، مادام غير معصوم. فإذا قُيّد الاقتداء بالحسن فسيكون هذا القيد احترازياً، أما هنا في الآية المباركة فالقيد ليس احترازياً، لأن القدوة معصوم فلا يتصور أن يصدر منه إلا الحسن.
والمخاطب في التأسي والاقتداء في قوله تعالى ﴿لقد كان لكم﴾ هم المسلمون باعتبار أنهم يعتقدون برسالة النبي صلى الله عليه وآله ، وقد يكون المخاطَب البشر كلهم، وقد يراد المعنيان، وهذه نكتة تفسيرية حرية بالتحقيق.
أما قوله تعالى ﴿لمن كان يرجو الله واليوم الآخر﴾ فهو - حسب الاصطلاح النحوي - بدل لقوله تعالى ﴿لكم﴾، فيكون معنى الآية أن رسول الله صلى الله عليه وآله أسوة لمن يرجو الله واليوم الآخر، والمقصود لمن يرجوها حقاً وليس لمن يقول (أرجو) بلسانه فقط.
من كان يريد أن يوجد أو يقوّي في نفسه روح الفضيلة والخلق الحسن فليقتدِ برسول الله صلى الله عليه وآله لأنه كلّه فضائل وكمالات من قرنه إلى مشاش رجليه. فنظره فضيلة وكلامه فضيلة ومشيه فضيلة ونومه فضيلة بل كله فضيلة. كل شيء من رسول الله صلى الله عليه وآله حسن وكل شيء منه فضيلة، وأكتفي هنا بذكر فضيلتين من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله يجدر بأهل العلم أن يتأسوا بهما. فطالب العلم الديني قد يكون في المستقبل مرجعاً أو خطيباً أو مدرساً، فعليه من الآن أن يصمم على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله خصوصاً في هاتين الفضيلتين اللتين سنذكرهما عنه صلى الله عليه وآله :
:. 1. كان رسول الله صلى الله عليه وآله أميناً على أموال الأمة «أصيب رسول الله صلى الله عليه وآله عند الوفاة بحمى شديدة حتى أن من كان يلمس ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله كان يحس بحرارة الحمى لشدّتها، فكان لا يستطيع مزاولة أعماله، وكانت عنده دراهم ودنانير قليلة أوصى بأن يُتصدق بها على الفقراء، ثم غفا إغفاءة، انتبه بعدها وسأل القوم: هل أعطيتم الدراهم؟ قالوا: لا. فظهر الغضب على وجهه وقال: آتوا بها، فتصدق بها ولم يؤخرها وقال: لا أحبّ أن ألقى الله وهذه الصدقة عندي».(3)
فلقد كان صلى الله عليه وآله يعير اهتماماً لهذه الدراهم القليلة لئلا تبقى وتتأخر في الوصول إلى أصحابها، مع أنه صلى الله عليه وآله كان يعطي الأباعر بالألوف، بل أنه صلى الله عليه وآله تصدق في يوم واحد بألوف الأباعر(4). ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله بالشخص الذي لم يرَ المال في حياته، فما أضخم الأموال التي كانت بين يديه، ولكننا نراه مع ذلك يولي للأمانات كلّ هذه الأهمية مهما قلّت قيمتها. فالظاهر أن هذه الدراهم كانت أمانة عند رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يعطيها الفقراء ولم تكن ملكاً له - وإن كان كل ما في الوجود هو ملك لرسول الله صلى الله عليه وآله، وهذا بحث واسع جداً ليس هن
:. 2. الزهد في الدنيا وعدم جمع المال روي عن الإمام أبي عبد الله الصادق عن أبيه عن جده سلام الله عليهم قال::
« لما حضرت رسول الله صلّى الله عليه وآله الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه فقال للعباس: يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته؟ (والعداة: الوعود أو الأموال التي كان النبي صلّى الله عليه وآله قد وعد بها بعض الناس ولم ينجزها حتى وفاته) فردّ عليه وقال: يا رسول الله أنا شيخ كبير كثير العيال قليل المال، من يطيقك و أنت تباري الريح؟ قال: فأطرق صلّى الله عليه وآله هنيهة ثم قال: يا عباس أتأخذ تراث رسول الله وتنجز عداته وتؤدي دينه؟ فقال: بأبي أنت وأمي أنا شيخ كبير كثير العيال قليل المال من يطيقك وأنت تباري الريح؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أما أنا سأعطيها من يأخذ بحقّها. ثم قال: يا علي يا أخا محمد أتنجز عداة محمد وتقضي دينه (وفي بعض الروايات: ديونه. ولاشك أنها لم تکن ديوناً اقترضها لنفسه، بل لقضاء حوائج الآخرين) وتأخذ تراثه؟ (والتراث: الإرث وهو اسم للأموال التي يتركها الشخص عند موته، ولا يكون الإرث إلا بعد الموت، ولذلك فالتعبير هنا مجاز مشارفة وأوْل، باعتبار أنه صلّى الله عليه وآله مشرف على الموت). قال: نعم بأبي أنت و أمي. قال: فنظرتُ إليه حتى نزع خاتمه من إصبعه فقال: تختّم بهذا في حياتي. قال: فنظرت إلى الخاتم حين وضعه علي سلام الله عليه في إصبعه اليمنى فصاح رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا بلال عليّ بالمغفر (وهو ما يلبسه الدارع في الحرب على رأسه من الزرد ونحوه ويوضع تحت القلنسوة عادة) والدرع والراية وسيفي ذي الفقار وعمامتي السحاب (وهي عمامة سوداء كانت للنبي صلّى الله عليه وآله) والبرد (الثوب) والأبرقة (حبال ملوّنة يفتلونها فيكون لها بريق ولمعان يتمنطقون بها في المعركة، أي يشدونها على المنطقة وهي وسط البدن) والقضيب. (يقول الراوي فو الله ما رأيتها قبل ساعتي تيك (أي تلك) يعني الأبرقة، كادت تخطف الأبصار فإذا هي من أبرق الجنة. (والدليل على ذلك قوله) فقال: يا علي إن جبرئيل أتاني بها فقال يا محمد اجعلها في حلقة الدرع واستوفر بها مكان المنطقة. ثم دعا بزوجي نعال عربيين إحداهما مخصوفة والأخرى غير مخصوفة والقميص الذي أسري به (إلى السماء) فيه، والقميص الذي خرج فيه يوم أحد، والقلانس الثلاث: قلنسوة السفر وقلنسوة العيدين وقلنسوة كان يلبسها ويقعد مع أصحابه. ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا بلال علي بالبغلتين: الشهباء والدلدل، والناقتين: العضباء والصهباء والفرسين: (الأول الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله لحوائج الناس يبعث رسول الله صلّى الله عليه وآله الرجل في حاجته فيركبه، و (الفرس الثاني حيزوم وهو الذي يقول أقدم حيزوم، والحمار اليعفور. ثم قال: يا علي اقبضها في حياتي حتى لا ينازعك فيها أحد بعدي» (5).هذا كلّ إرث رسول الله صلّى الله عليه وآله! وهذه الرواية موجودة في البحار نقلها عن الكافي وكتب الشيخ الصدوق والطوسي وآخرين من شاء فليراجعها. وقد أورد العلامة المجلسي رحمه الله عدداً غير قليل.
:. تأملات في الرواية قبل التأمل في الرواية والاعتبار والتأسي واستلهام الدروس ههنا ملاحظة قد تستوقف المطالع للرواية وهي نوع المعاملة التي تمّت بين الرسول صلى الله عليه وآله والإمام سلام الله عليهه؛ هل كانت بيعاً أم صلحاً أم ماذا؟
الظاهر أنها لم تكن معاملة أصلاً، بل أن النبي صلى الله عليه وآله ملَّك أميرَ المؤمنين ما عنده هبة غير معوّضة قبل وفاته لئلا يقال إنها كانت إرثاً فينازعوه عليها، وطلب منه في الوقت نفسه طلباً أخوياً أن ينجز وعوده ويفي ديونه بالغة ما بلغت.
أما درس الرواية فالملاحظ من خلال مفرداتها أن رسول الله صلى الله عليه وآله مات مديوناً، وهذه مسألة أستطيع القول بملء فمي أنها عديمة النظير في التاريخ - باستثناء المعصومين وسيدهم رسول الله صلى الله عليه وآله - وهي أن يكون الشخص حاكماً أعلى تجبى إليه الأموال الكثيرة في كل مناسبة ومن كل جهة ثم يكون مديوناً عند وفاته، فيوصي بإيفائها.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله رئيس دولة وقائد أعظم تغيير وصانع أمة وأشرف الأولين والآخرين، وكانت الأموال تجبى إليه (بل كل ما خلق الله ملك له)، ولكن تكون كل تركته من الدنيا ما ورد في الرواية أعلاه؛ ثم يكون مديوناً مع ذلك فيوصي الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه بأن يأخذ تركته ويوفي ديونه!
إننا نطرح اليوم هذا الموضوع للعالم كله ونحن مرفوعو الرؤوس بأن نبينا صلى الله عليه وآله وهو حاكم كانت تجبى
:. على العلماء أن يتأسوا بالنبي صلى الله عليه وآله لقد تأسی مراجعنا الماضين (رحمهم الله) بالنبي صلى الله عليه وآله في هذا المجال، نذكر فيما يلي نماذج منهم::
لقد كان الشيخ عبد الكريم الحائري (رحمه الله) مؤسس الحوزة العلمية في مدينة قم ومرجعاً عاماً للشيعة في زمانه، وكانت تجبی إليه الأموال بالملايين، ولكنه فارق الدنيا ولم يكن عنده من حطامها شيئاً، حتى لقد ذكروا في تاريخه أنه يوم وفاته أمسى المساء على عائلته وليس عندهم ما يتعشون به ولا كان المرحوم قد ترك مقداراً من المال يمكنهم أن يشتروا به عشاءً لهم!
وكان الشيخ الأنصاري (رحمه الله) أكبر مرجع للشيعة في العالم في عصره، وكانت تجبی إليه الأموال الكثيرة أيضاً، فقد ذكروا أن الدنانير الذهبية كانت تجبی إليه بالأكياس الكبيرة (التي يُعبأ فيها السكر والرز عادة)؛ ولكنه عندما مات لم يجدوا حتى ديناراً واحداً عنده، بل كان كل تركته وجدوه في بيته من حصران وأوانٍ وملابس وفرش وكتب بلغت قيمتها سبعة تومانات ووزعوها على الورثة وهم زوجته وبناته (ولم يكن عنده ولد ذكر حتی ينال الحبوة).
ولكي نقرّب القيمة إلى أذهاننا، نشير إلى أن الشيخ نفسه ذكر في رسالته العملية (صراط النجاة) أن ثمن الاستئجار للصلاة والصوم لمدة سنة تومانان، وهذا معناه أن مجموع تركة الشيخ كانت تعادل ثمن استئجار قضاء عبادة سنة واحدة.
هذا مع العلم أن الشيخ الأنصاري كان مرجعاً للشيعة لمدة خمس عشرة سنة تقريباً، فلقد أعلن صاحب الجواهر للعلماء في النجف الأشرف أن الشيخ الأنصاري هو مرجع التقليد من بعده، وكانت وفاة صاحب الجواهر سنة 1266 هـ، ووفاة الشيخ الأنصاري سنة 1281، فتكون مدة مرجعية الشيخ الأنصاري 15 سنة.
وهكذا كان السيد أبو الحسن الأصفهاني (رحمه الله) أحد مراجعنا العظام، فقد ورد في تاريخه أن ديونه عند موته بلغت ضعف تركته، حتى أن السيد البروجردي (رحمه الله) بعث بعد أربعين يوماً من وفاته (أي وفاة السيد الأصفهاني) خلف مجموعة من التجار الخيرين ليساعدوا في إيفاء ديونه.
ولم تكن ديون المراجع شخصية، أي أنهم لم يقترضوا هذه الأموال لكي يصرفوها على أنفسهم وعوائلهم بل كانت من أجل صرف الرواتب الشهرية للطلبة وقضاء حوائج المحتاجين وما أشبه.
فعلى طلبة العلوم الدينية الذين ينوون السير على خطی رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكونوا كمن سبقهم من السلف في التأسي بسيرة الرسول صلى الله عليه وآله في كل المجالات ومنها هذا المجال.
وهذا ليس بالأمر الهيّن، بل يحتاج إلى تصميم وإرادة وتوكل على الله، وترويض للنفس، ولا تنكشف صعوبة هذا الأمر إلا عندما تتدفق على الشخص أموال الله وعباده، وهناك يُعرف إن كان خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله حقاً! لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «اللهم ارحم خلفائي» فقيل: يا رسول الله من هم خلفاؤك؟ فقال صلى الله عليه وآله : «الذين يأتون من بعدي ويروون حديثي وسنتي»(6).
فيا علماء الدين لقد سمّاكم رسول الله صلى الله عليه وآله خلفاءه، فلا يعملن أحدكم ما لا يكون معه مصداقاً لخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله .
فهذه كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهذا كان كل ما عنده.
لقد كان السيد أبو الحسن الأصفهاني والشيخ الأنصاري والحائري رحمهم الله، في يوم ما طلاباً أمثالكم، ولكنهم كانوا متأسين برسول الله صلّى الله عليه وآله يوم أصبحوا مراجع للأمة وكانوا قد روّضوا أنفسهم على ذلك من قبل.
وعلينا وعليكم اليوم أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وآله، وبخاصة في هاتين النقطتين، وهما:
1. أن نكون أمينين على أموال الله وعباده.
2. أن لا نجمع المال لأنفسنا إذا كنا في موقع المسؤولية.
نسأل الله سبحانه أن يوفّقنا لذلك، ونتوجه إلى الله بدعاء الإمام السجاد سلام الله عليه (واستصلح بقدرتك ما فسد مني) ونسأله التوفيق.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
&&&&&&&&&&&&&
تقبلـــــــــ تحياتى ــــــــــوا
محمد الرفــــــاعى
*****************
**********
*****
***
*