أخي الفاضل . .
أختي العزيزة . .
السلام عليكم ـ جميعاً ـ ورحمة الله وبركاته
أحبتي.. لا أخالكم إلا وتعرفونه.. إنه ذلك العضو الفاضل صاحب الخُلقوالاستقامة.. صاحب المشاركات المتعددة والمتنوعة.. صاحب الرسائل الخيرة..صاحب الماسنجر الذي لا ينفك عن بذل الخير والمشورة.. صاحب المشاركاتالمتميزة في البالتوك!
ولكنه ويا للأسف.. غفل ونسي؛ بل تغافل وتناسى حق هو من أعظم الحقوق بل أعظمها بعد حقه سبحانه وتعالى..
نعم؛ إنه يحاورك ويشاركك الطرح بأسلوب وأخلاق عالية وسامية.. ومع ذلك فتلكالأخلاق وهذا السمو يضيق عن أمٍ وأبٍ لطالما سهرا وتعبا وبذلا ما فيوسعهما من أجله.. حتى دخوله لهذه الشبكة والده ليس غيره هو الذي يدفعويسدد دونما مبالاة من هذا الأخ الفاضل الذي يفترض أن يكون سباقاً فيمعرفة حقوق الوالدين..
أيها الأخ . .
إنهما..لا ينتظران منك أن تحملهما فوق عاتقك لتحج بهما.. ولا أن تطوف بهماالفيافي والقفار.. ولا أن تصنع مالا تقدر عليه..
إنهما ـأيها الأخ الحبيب ـ ينتظران منك التقدير الاحترام.. ينتظران منك ولو بعضما تتفضل به من لطيف العبارة ومعسولها عبر المنتديات والماسنجروالبالتوك..
إنهما ـ أخي وحبيبي ـ ينتظران منك ما أمرك الله به سبحانه وتعالى من الإحسان لهما والمصاحبة بالمعروف وبذل الخير لهما..
أتريد يا رعاك الله أن أذكر لك بعضاً من المواقف؟!
لك هذا يا رعاك الله . .
فلانمن الشباب.. رائع جداً بكتاباته ودماثة خلقه وطيب حديثه.. ولكن هذا كله فيالشبكة وفي خارج المنزل فقط.. فتراه عندما يطلب منه صاحب له عبر الماسنجرأو في المجموعة أو في المدرسة والجامعة أو في الحلقة.. حينما يطلب منه أيشيء تراه يبذل ويسارع لتنفيذ ما يستطيع.. أما أمه التي تطلب منه أن يوصلهاإلى منزل جدته أو إحدى قريباته أو تطلب منه أن يحضر لها طلباً لا يأخذ منالوقت ولا عُـشر ما يأخذه الماسنجر تجده يرفض أو يستثقل هذا الطلب أو يطلبمنها أن تطلبه من أخيه أو من والده..
فيا سبحان الله!!
وتلك الفتاة.. التي تقضي من الوقت خلف الشاشة الشيء الكثير.. وتكتب وتشاركبأسلوب قلّ أن تجد مثله وتراها ترد وتعلق بأدب وأخلاق غاية في السمو.. تجدهذه الفتاة نفسها يرتفع صوتها على صوت أمها وهي ترفض إعداد طعام أو ترتيببيت..الخ
ولعل القاسم المشترك بين الفتاة ومن سبقها هو طيب الحديث مع كل أحد سوىالأم والأب والأخ والأخت.. وهو كذلك ـ أي القاسم المشترك ـ تقديم الخدماتوبذل الخير لكل أحد ما عدا الأم والأب..
فيا خسارة من ضيع هذه الأم.. فيا خسارة من ضيع هذه الأم.. فيا خسارة منضيع هذه الأم.. ويا خسارة من ضيع هذا الأب.. ويا خسارة من ضيع حقهماوبرهما.. وبئس والله الشاب والفتاة يبذلان من الخير الشيء الكثير ثم همايضيعان هذا الحق العظيم والواجب المتعين!
وفي رمضان يتعين التذكير بهذا الواجب.. خاصة حينما أسمع وتسمعون قصصاً ومواقف كثيرة تدور بين البر والعقوق..
منها أن فلانا من الشباب يذهب لصلاة التراويح في مسجد بعيد مع أحبة له فيالله أو يذهب لعمرة ويترك تلك الأم تذرف الدموع لا تجد من يوصلها لمسجدحيها لتصلي الصلاة التي انتظرتها منذ أن ودعت رمضان المنصرم..
ومنها ذلك الأب الذي يتمنى ابنه وفلذة كبده أن يأخذ بيده لمسجد أو لعمرة فلا يجد من أحد!
وإن أعجب.. فعجب ـ والله ـ أمر ذلك الشاب الذي يرفض أن يوصل أمه للمستشفىلأجل موعد لها في إحدى العيادات.. وفي الوقت نفسه يتلقى اتصالاً من صاحبهالذي يطلب أن يوصله وأمه للمستشفى ذاته من أجل الكشف على أمه.. ثم هو يرحبأشد الترحيب بصاحبه ويعلن موافقته بصدر منشرح في حين أنه يرفض الطلب منأمه..!
فهل يعدل هذه الخسارة خسارة؟!
وهل يعدل هذا الجحود جحود؟!!
" وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً.."
" يسئلونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين.."
" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً.."
" قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً.."
" ربنا اغفر لي ولوالدي.."
" وقضىربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهماأو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً معروفاً * واخفضلهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً"
" وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً"
" وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً"
" رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي.."
" ووصينا الإنسان بوالديه حسناً"
" ووصيناالإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر ليولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلاتطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً.."
" ووصيناالإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصالهثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكرنعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتيإني تبت إليك وإني من المسلمين"
هذا للتذكير ليس إلا.. وفقتم وهديتم ومن كل بلاء عوفيتم..
اسأل الله أن يرزقنا البرّ بوالدينا والإحسان إليهما.. ورسم السعادة علىمحياهما وبذل الغالي والنفيس في ذلك.. واسأله سبحانه أن يرزقنا العملبأمرهما والوقوف عند نهيهما في طاعة الله تعالى.. و أن يقر العيون بصلاحوالدينا وأنفسنا وأزواجنا وذريتنا وأقاربنا والمسلمين..
كما اسأله سبحانه أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته وأن يصلح أحوال المسلمين فيكل مكان وأن يولي عليهم خيارهم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلمعلى نبينا محمد.