بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل أبو يعقوب جزاك الله الفردوس الاعلى
وصلتني هذه الرسالة على الهاتف واردت التأكد منها
(هل تعلم ان التحيات اسم طائر في الجنة على شجرة يقال لها الطيبات بجانبنهر يقال له الصلوات فاذا قال العبد التحياتن لله والصلوات والطيبات نزلالطائر عن تلك الشجرة فغطس في ذلك النهر ونفض ريشه على جانب نهر بكل قطرةسقطت منه خلق منه ملكا يستغفر لقائلها الى يوم القيامة )
وجزيت خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
تلوح عليه أمارات الوضع والكذب ، ولا صِحّة لِما ذُكِر .
وقد ذَكَر العلماء تفسير التحيات والطيبات والصلوات ، ولم يذكروا من ذلك شيئا .
قال ابن عبد البر : ومعنى التحية الملك . وقيل : التحية : العَظَمة لله . والصلوات : هي الخمس ، والطيبات : الأعمال الزكية .
وقال النووي : وأما التحيات ، فَجَمْع تحية ، وهي الملك . وقيل : البقاء .وقيل : العظمة . وقيل : الحياة ، وإنما قيل التحيات بالجمع لأن ملوك العربكان كل واحد منهم تحييه أصحابه بتحية مخصوصة ، فقيل : جميع تحياتهم للهتعالى ، وهو المستحق لذلك حقيقة ، والمباركات والزاكيات في حديث عمر رضيالله عنه بمعنى واحد ، والبركة كثرة الخير ، وقيل : النماء ، وكذا الزكاةأصلها النماء ، والصلوات هي الصلوات المعروفة . وقيل : الدَّعوات والتضرع. وقيل : الرحمة أي : الله المتفضل بها ، والطيبات ، أي : الكلمات الطيبات.
وقال ابن رجب : والتحيات : جمع تحية ، وفسرت التحية بالملك ، وفسرتبالبقاء والدوام وفسرت بالسلامة ؛ والمعنى : أن السلامة من الآفات ثابتلله ، واجب له لذاته .
وفسرت بالعظمة ، وقيل : إنها تجمع ذلك كله ، وما كان بمعناه ، وهو أحسن .
قال ابن قتيبة : إنما قيل " التحيات " بالجمع ؛ لأنه كان لكل واحد منملوكهم تحية يحيا بها ، فقيل لهم : " قولوا : التحيات لله " أي : أن ذلكيستحقه الله وحده .
وقوله : " والصلوات " فُسِّرَت بالعبادات جميعها ، وقد روي عن طائفة منالمتقدمين : أن جميع الطاعات صلاة ، وفسرت الصلوات هاهنا بالدعاء ، وفسرتبالرحمة ، وفسرت بالصلوات الشرعية ، فيكون ختام الصلاة بهده الكلمةكاستفتاحها بقول : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِيلِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، وقوله : " والطيبات " ، فُسِّرَتبالكلمات الطيبات ، كما في قوله تعالى : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُالطَّيِّبُ ) ، فالمعنى : إن ما كان من كلام فإنه لله ، يُثْنَى به عليهويُمَجَّد به .
وفُسِّرَت " الطيبات " بالأعمال الصالحة كلها ؛ فإنها توصف بالطيب ، فتكون كلها لله بمعنى : أنه يُعْبَد بها ، ويُتَقَرّب بها إليه .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بـالـريـاض