أعلن مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد، أن سوريا ليست طرفاً فى القرار الذى اتخذته الجامعة أمس بشأن فرض حظر جوى على ليبيا.
وبرر المندوب السورى ذلك برفض سوريا كل أشكال التدخل الخارجى بالشأن الليبى، حرصاً منها على وحدة الأراضى الليبية وسيادة واستقلال ليبيا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن أحمد قوله فى كلمة أمام الجامعة تأكيده أن يأخذ أى قرار يصدر عن مجلس جامعة الدول العربية فى الاعتبار بشكل منهجى عملى واضح وغير قابل للتأويل، الرفض العربى القاطع لأى تدخل عسكرى خارجى فى ليبيا تحت ذريعة حماية الشعب الليبى، لأن ذلك يشكل خرقاً لسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها، كما يتعارض مع ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئ القانون الدولى.
وأضاف أن المجلس مُطالب، وقبل اتخاذ قرار بفرض حظر جوى على ليبيا، بوضع إجابات واضحة تؤكد الحرص على احترام سيادة واستقلال ليبيا ووحدة أراضيها وضرورة الحفاظ على حياة المدنيين، ووقف العنف الذى يتعرض له أبناء الشعب الليبى، وعلى اللجوء إلى الحكمة والحوار لتلبية طموحات هذا الشعب.
ونبه السفير أحمد إلى أن أى قرار لمجلس الجامعة العربية بفرض الحظر الجوى على ليبيا، قد يتحول إلى مجرد سند قانونى وغطاء شرعى فى المستقبل القريب من أجل استهداف ليبيا عسكرياً بقرار من الناتو أو من مجلس الأمن الدولى، ومن أجل شرعية التدخل العسكرى فيها.
وأشار السفير أحمد إلى أن ما يجرى فى ليبيا شأن وطنى ليبى وقومى عربى، الأمر الذى يتطلب منا وضع تصور للتحرك ورسم طريق واضح للدور العربى فى كيفية مساعدة الشعب الليبى، ومد يد العون له من أجل تحقيق خياراته ووقف نزيف الدماء ووضع حد لمعاناة الأشقاء هناك، بما يمنع التدخل العسكرى الأجنبى، ويدرأ مخاطر تقسيم هذا البلد العربى التى بدأت تلوح فى الأفق ومخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية.
يذكر أن كل من وزير الخارجية الجزائرى ورئيس الوفد الموريتانى قد سجلا موقف بلديهما المتعارض أيضا مع مضمون القرار الصادر عن مجلس الجامعة، وذلك بسبب عدم تعاطى القرار مع الملاحظات ومصادر القلق التى عبر عنها الوفدان الجزائرى والموريتانى فى الجلسة الأولى.
وكان القرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية أمس بالأغلبية، طلب من مجلس الأمن تحمل مسئولياته إزاء تدهور الأوضاع فى ليبيا واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض منطقة حظر جوى على حركة الطيران العسكرى الليبى فورياً.
كما طلب التعاون والتواصل مع المجلس الوطنى الانتقالى الليبى وتوفير الدعم العاجل والمستمر للشعب الليبى.