عاشت الإسكندرية ليلة مرعبة، مساء أمس
الأول، بعد الانفجار الإجرامى الذى استهدف كنيسة القديسين مارمرقس والأنبا
بطرس، عقب صلاة العام الجديد عند منتصف الليل بمنطقة سيدى بشر، فى الوقت
الذى ارتفع فيه عدد الضحايا المصريين إلى ٢١ شهيداً ونحو ٧٩ مصاباً.وبينما
رجحت وزارة الداخلية فى بيان مبدئى أن تكون سيارة مفخخة وراء الحادث، كانت
متوقفة أمام الكنيسة، عادت الوزارة لتفيد بأن الهجوم يرجح أن وراءه شخصاً
انتحارياً كان يحمل عبوة ناسفة انفجرت، ولقى مصرعه ضمن الآخرين فى الحادث.
وأشارت فى بيانها الثانى إلى إنه «تأكد عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير
بإحدى السيارات أو بالطريق العام، بما يرجح أن العبوة التى انفجرت كانت
محمولة من شخص انتحارى».وفى حين فرضت أجهزة الأمن إجراءات مشددة
على جميع الكنائس بمحافظات الجمهورية، وتكثيف الخدمات الأمنية، للتصدى لأى
هجوم، قرر البابا شنودة إلغاء احتفالات عيد الميلاد، فيما أعلنت الكنائس
عن إقامة «قداسات الغضب» للصلاة من أجل الضحايا، واعتبرت الكنيسة
الأرثوذكسية فى بيان لها الحادث «تصعيداً خطيراً» للأحداث الطائفية
الموجهة ضد الأقباط، مشيراً إلى أن الكنيسة نفسها التى تعرضت للانفجار سبق
أن تعرضت لحادث اعتداء قبل ٤ سنوات، أسفر عن قتيل وعدة إصابات، وقرر مجلس
الشعب وقتها تشكيل لجنة تقصى الحقائق فى هذا الحادث، ولكن هذه اللجنة لم
تزر الكنيسة حتى الآن. وبينما أدت صدمة الحادث إلى غضب بين قيادات
الكنيسة وروادها، وأدت إلى مشاحنات بينهم وبين أجهزة الأمن، حيث رفضت
قيادات الكنيسة تسليم جثث الضحايا لسيارات الإسعاف إلا بعد مفاوضات استمرت
٦ ساعات، تخللتها مظاهرات ومشاحنات استمرت حتى العاشرة من صباح أمس، نظم
فى المقابل المئات من المصريين «مسيحيين ومسلمين» مسيرة بمنطقة سيدى بشر
أعربوا فيها عن استنكارهم للانفجار، وطالبوا بتعزيز الوحدة الوطنية،
رافعين علم مصر.وشيعت، مساء أمس، جنازة ضحايا الإرهاب، وسط إجراءات
أمنية مشددة بعد أن صرحت النيابة العامة بدفن الجثث عقب تشريحها. وتحركت
١٧ سيارة إسعاف من أمام مشرحة الإسعاف بكوم الدكة بوسط المدينة تحمل
جثامين الضحايا، متوجهة إلى مقابر الأقباط بمنطقة برج العرب غربى
الإسكندرية