موضوع: عشرون دليلاً على نجاح 25 يناير الأربعاء فبراير 09, 2011 9:10 pm
أفاق بعد إغماءة طالت، كان صدره قد تشبع بدخان القنابل المسيلة للدموع، سألنى: «تفتكر نجحنا؟»، قلت له: بالرغم من صعوبة الإجابة عن السؤال لأن الأحداث مازالت قائمة، فإننى أستطيع أن أقول لك إننا «لحد دلوقتى» نجحنا، طالبنى بدليل، قلت له: ٢٠ دليلا وليس واحدا فقط.
1- استنفار كل قوات الداخلية الديجيتال لإغلاق تويتر والفيس بوك، بالرغم من أن الداخلية تعرف قوتهما التحريضية منذ سنوات، فإنها لم تقطع عن الموقعين الخدمة فى مناسبات نضالية سابقة مثل دعم البرادعى للترشيح للرئاسة أو فى هبة ٦ أبريل، ربما كانت الداخلية مقتنعة بأن الأمر لا يستحق.. لكن الأمر اختلف هذه المرة.
2 – التشويش على شبكات المحمول ويا لها من فضيحة، الخوف على النظام كان أقوى من الخوف على مواطن قد يحتاج للاتصال بالإسعاف أو المطافئ، كانت شبكات المحمول لا تسقط إلا فى المنطقة التى سيمر بها موكب السيد الرئيس، هذه المرة كان النظام كله بحاجة للمرور من هذه «الزنقة».
3 – عنف «الداخلية».. ودعنى أسألك: من أكثر اللاعبين تعرضا للعنف فى أرض الملعب؟ إنه – بلا شك – اللاعب «اللى معاه الكرة».
4 – تطور لهجة «الداخلية» على مدى اليوم هو شهادة نجاح، بدأت الداخلية بـ«تناشد» المواطنين، ثم تحولت مع منتصف النهار إلى «تهيب» بالمواطنين، بنهاية اليوم كانت الأمور قد حسمت.. الداخلية «تحذر» المواطنين.
5 – خروج الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية فى السويس، للمشاركة فى ثورة الغضب، الشيخ حافظ، أطال الله عمره، خرج مجاهدا ضد إلغاء معاهدة ١٩٣٦، وزود المجاهدين الفلسطينيين بالسلاح ضد بريطانيا عام ٤٤، واشترك فى مقاومة العدوان الثلاثى ٥٦، وشارك فى المقاومة أيام النكسة، وشارك فى ٧٣ وقاد مقاومة الغزو الإسرائيلى للسويس، رافضا إنذار شارون قائد الجيش الإسرائيلى وقتها بتسليم المدينة، ثم بعد سنوات خرج فى مظاهرات ٢٥ يناير ٢٠١١.. هل تفهم قصدى؟!
6 – توقف حالات الانتحار التى بدأت تنتشر فى أوصال البلد حتى وصلت إلى ٧ حالات فى ثلاثة أيام.. توقفت يوم ٢٥ يناير إذ شعر المقدمون على الانتحار فى هذا اليوم أنه على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
7 – تأجيل الدورى.. ربما لم يصدر القرار رسميا، لكن الأنباء تؤكد أنها مسألة وقت، كرة القدم التى خدرت الملايين خلال السنوات الماضية اكتشفت الحكومة بعد ٢٥ يناير أن المخدر فقد مفعوله من فرط استخدامه.. الناس فاقت.
8 – بيان «الداخلية» الذى يحمّل الإخوان المسلمين مسؤولية هذه الأحداث، «الداخلية» هنا تبحث عن مبرر يسمح لها باستخدام القوة المفرطة والضرب فى المليان دون مساءلة أو إدانة.. فالواقفون فى التحرير تابعون لجماعة محظورة و«اللى تعرف ديته اقتله».
9 – نقلا عن «المصرى اليوم» بالأمس «الاتحاد الأوروبى يطالب مبارك بالاستماع للمطالب الشعبية».
10 – أن تسمع فى قائمة المظاهرات أسماء مدن ومناطق كنت تعتقد أن وطنية سكانها ماتت إكلينيكيا، هل سمعت من قبل عن مظاهرة فى أسيوط أو بنى سويف أو الشيخ زويد أو كالة البلح.. بلاش.. سمعت قبل كده عن مظاهرة فى شارع محمد على؟
11 – عدم ظهور رد رسمى على غضبة الشعب، الرد الرسمى يعتبر اعترافا به ويورط النظام فى الانحناء أمامه، النظام عندنا يعترف بالإرهاب ويرد رسميا عليه.. لكن أوجاع الشعب يرونها «حاجة جرافيك».
12 – مانشيت جريدة الأهرام فى اليوم التالى.. «احتجاجات واضطرابات واسعة.. فى لبنان»!.. «راجع النقطة السابقة».
13 – يوم الغضب إجازة رسمية مدفوعة الأجر.. كان الحصول على راحة من الشقا دون أن يخل هذا بميزانية البيت نجاحا مبكرا لـ٢٥ يناير، على الأقل ساهمت الغضبة فى أن يحصل الناس الشقيانة على مهلة لالتقاط الأنفاس.
14 – التشويش الإعلامى.. أن يظهر المذيع الرسمى فى التليفزيون الرسمى بينما الأمور مشتعلة فى كل مصر ليتحدث عن قناة الجزيرة وعن سوء نواياها وعن كونها «كمبروسر» يضخم الأمور، كاد يظهر للمذيع أربعة قرون من فرط ما يفعله، ويقال إنه لولا نقص فى الكالسيوم أصابه فى طفولته لكانت القرون بادية للجميع الآن.
15 – أن يكون التعليق شبه الرسمى الوحيد به لهجة الخالة الأرملة المقعدة، فعلى طريقة «ماكنش العشم» قال رئيس الوزراء: «يؤسفنى أن تحدث هذه المظاهرات فى يوم احتفالنا فى عيد الشرطة».. حسنا.. فلتكن الطلعة المقبلة فى عيد الأم.
16 – البحث عن ثغرات أدبية للتقليل من شأن الغضبة بعد الفشل فى العثور على ثغرات أخرى.. لا تنصت للأستاذ أسامة سرايا إذ قال إن غضبة المصريين جاءت خالية من الإبداع لأنها رددت الهتاف نفسه الذى أشعل تونس «الشعب.. يريد.. إسقاط النظام» .
17 – رجوع البرادعى.. قال البرادعى إنه رفض أن يتواجد فى البداية حتى لا يسرق الأضواء من الشباب، هذا ما قالته أيضا نادية لطفى عندما رفضت أن تشارك فى فيلم «أولاد العم»، أيقن البرادعى أن التغيير أصبح وشيكا فعاد «ولن أقول ليركب الموجة»، ولكن لأنه يعرف أن التاريخ سينتقده إذا لم يكن فى الشارع فى هذه الأوقات.
18- مؤتمر صحفى لحزب الوفد فى منتصف الليل يعلن فيه التضامن مع الجماهير ويدعم مطالبها، اعتبر السيد البدوى أن نجاح ٢٥ يناير أمطار هادرة، الحزب بحاجة لها ليغسل ما علق بسمعته السياسية من أتربة مؤخرا، نجاح المتظاهرين جعل المؤتمر الصحفى «حاجة متستناش للصبح».
19 – الإنتربول يبحث عن «بن على». سألنى صديقى: وهل ثمة دليل على أن غضب المصريين هو الذى جعل الإنتربول يطالب بالقبض على الرئيس التونسى السابق؟ فقلت له: «وهو يعنى كان فيه دليل إن شيكابالا رفع الجزمة لجمهور الأهلى؟».
ابتسم صديقى فآلمه الجرح الكائن فى جبهته.. فقلت له:
الدليل العشرون على النجاح أنك الآن يا صديقى تمتلك بجرحك هذا حكاية مشرفة تستطيع أن ترد بها على ابنتك عندما تقرأ كتب التاريخ بعد سنوات وتسألك: «وانتوا كنتوا ساكتين ليه على اللى بيحصل ده؟
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك