المطلب الثاني
غزوزة القضية
قد
تكون الصورة الحقيقية للحرب على غزة غير كاملة.. ولكن حينما يكشف الستار
عن بعض الأسرار من خلفيات لها عندئذ سوف تظهر الأجزاء الناقصة منها ومن ثم
تبدو الصورة أكثر وضوحاً وأكثر منطقية .
ولما كانت السياسة مليئة
بالدهاليز والدروب والأسرار فإن مهمتنا الآن هي كشف هذه الأسرار وتقديمها
إلى الناس لتظهر الحقائق ويطفو المخفي على السطح وحتى يستطيع المحللون رصد
القوانين بناء على هذه المعلومات .
ولكن في أحيان كثيرة وفي
عصرنا هذا تنهال المعلومات في بعض الموضوعات وتعاني قضايا أخرى من شح
المعلومة وفي كلتا الحالتين يكون هذا متعمدا لتضيع الحقيقة وتتوارى الأهداف
الحقيقية ولكن في النهاية حتى ولو بعد عشرات السنين فإن الحقيقة ما تلبث
أن تظهر لينكشف الخداع وتنجلي الأمور .
وفي
الحرب التي يشنها الإسرائيليون على غزة الآن كثير من زوايا هذا الحدث لا
تزال مطمورة أو أن حقائقها غير التي تبدو على السطح وهنا يأتي دور المعلومة
الخفية التي قد يكشفها تقرير صحفي أو تعليق من كاتب فتتغير التي كنا نظنها
حقيقة وفي نفس الوقت فإن بعض هذه الأسرار قد يكون تم إلقاءه طعما أو مصيدة
أو تزييفا وطمسا للحقيقة ولكن في النهاية لابد كما أسلفنا أن يتميز الغث
من السمين والحقيقة من الزيف .
وهنا
نطرح بعض من الأسرار التي كشفتها الصحافة عن حرب غزة ونترك الحكم عليها
الآن من صحتها وعدم صحتها لحكم القارئ وفطنته وللأيام التي ستتوالى فيها
كشف المزيد من الأسرار لعل الصورة تكتمل .
السر الأول:
تقول صحيفة الأخبار اللبنانية: صارحت وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني
الرئيس المصري حسني مبارك ومساعديه بأن ما تنوي إسرائيل القيام به في غزة
سيكون على شكل عقاب خاطف؛ سوف يطيح حماس خارج الملعب ويفتح الطريق أمام
عودة محمود عباس ورجاله. وفي المداولات الأمنية والعسكرية قال الإسرائيليون
للمصريين إن العملية العسكرية ستأخذ شكلاً قاسياً ولكن سريعاً جداً؛ سوف
تكون هناك عملية جويّة تقضي على كل البني التحتية وتكسر الهرمية القيادية
وتخطف أرواح غالبية القادة السياسيين وكوادر المقاومة العسكريين؛ وبعد
يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير ستتقدم القوات البرية بسرعة نحو عمق القطاع
وتجهز على ما يبقى من جيوب وتعود بعدها مع قوافل من المعتقلين بينما يتقدم
الآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية لسلطة محمود عباس نحو تسلّم القطاع.
السر الثاني: وتكشف
صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية النقاب عن أنه قبل نحو شهر من الحملة في
غزة استدعى الملك عبد الله أولمرت وباراك على عجل اللذين وصلا إلى عمان في
مروحيتين منفصلتين لاعتبارات أمنية ليحذرهما من اشتعال المشاعر الذي سيكون
غير قابل لكبح الجماح وبالأساس ليذكرهما بالهدوء على الحدود الأردنية بفضل
أجهزة الأمن التي تحبط بتشدد تهريب السلاح. في الأردن لم يحفروا حتى اليوم
الأنفاق لا توجد وسائل إطلاق للصواريخ وهي حدود تصد التسلل من يعرف ذلك
يعرف كيف يثني على منظومة فاخرة من العلاقات الشجاعة التي صمدت في اختبارات
غير بسيطة. وماذا فعل أولمرت وباراك؟ أنصتا دون أن يعدا بشيء.
السر الثالث:
ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية ترتيب اجتماع عاجل في طابا بين كبار
المسئولين الأمنيين في مصر وإسرائيل. كان الجانب الإسرائيلي يقول صراحة إن
الحملة الجوية لم تحقق هدف إطاحة قيادة حماس السياسية والعسكرية وإن ما
يجري على الأرض يظهر قدرات خاصة عند مقاومي حماس لكن الأهم بالنسبة لهؤلاء
هو الإشارة إلى أن المخزون الصاروخي لا يشبه البتة ما كان ينقل إليهم من
تقارير يعدّها عملاء وبعضها أتى من ضباط في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية أو
نقلتها الولايات المتحدة وعواصم غربية من خلال آلية التعاون غير المباشر
مع أجهزة أمنية عربية.
وركز الإسرائيليون في
الاجتماع المذكور على مسؤولية مصر في عدم ضبط الحدود بصورة جدية ما دفع
الضباط المصريين إلى الحديث عن إنجازات في تدمير مئات الأنفاق واعتقال
العشرات من المواطنين في جنوب سيناء وعن تبديل ظل متواصلاً للفريق الأمني
والعسكري العامل هناك وصولاً إلى الحديث عن أن التهريب يتم عبر البحر لا
عبر الحدود البرية.
السر الرابع:
ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أنه في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان
سارع عماد مغنية إلى نقل التجربة إلى فلسطين. فعقد سلسلة من الاجتماعات
التي لم تتوقف حتى مقتله وقال رضوان لرفاقه الفلسطينيين إن شبكة الاتصالات
تمثّل سلاحاً استراتيجيّاً ومعها سلاح الأماكن الخاصة. وخلال وقت قصير كانت
الخطط قد وضعت وسافر العشرات من كوادر المقاومة الفلسطينية إلى سوريا
ولبنان وإيران وأتيح لهم الاطلاع على تفاصيل كثيرة واستفادوا من خبرات
كبيرة وخلال أقل من سنة كانت غزة أمام واقع ميداني يختلف عمّا ساد هذه
المناطق لعقود خلت.
السر الخامس
لقاء وفد حماس بعمر سليمان ـ رئيس المخابرات المصرية العامة ـ الجولة
الأولى من اجتماعات القاهرة فإن ما بات محسوماً للجانب الفلسطيني هو الآتي:
أولا: رفض تام لنشر قوات دولية داخل القطاع.
ثانياً: رفض تام لفكرة التهدئة الدائمة سليمان يقترح بين 10 و15 سنة والدعوة إلى تجديد التهدئة لستة أشهر جديدة.
ثالثاً: رفض تام لفكرة تعديل الوضع داخل القطاع في ما خص وضعية المقاومة وقوتها ورفض تسليم الإدارة لسلطة محمود عباس.
وبينما شدد سليمان على
أن فكرة الانتشار الدولي لا يمكن أن تتم داخل الأراضي المصرية فإنه شدد على
أن القاهرة لن تقبل كما إسرائيل بفتح المعابر إلا في وجود أجهزة تتبع
إداريا وامنياً لسلطة رام الله.
أما الجانب التركي فهو يحاول أن يكون وسيطاً من خلال اقتراحه جملة من الأفكار بينها:
ـ أن يتولى هو الحصول على ضمانات إسرائيلية وحتى مصرية للتقيّد بتنفيذ أي تفاهم.
ـ استبدال فكرة القوات الدولية بمراقبين دوليين يقومون بدوريات على طول الحدود وتكون مقارّهم داخل غزة.
ـ أن تقود أنقرة اتصالات من أجل تسوية فلسطينية ـ فلسطينية بشأن إدارة المعابر.
ولم ينس سليمان أن يجدد
التهويل على وفد حماس بأن تحدث عن أن عدم الموافقة على المبادرة يعني دعوة
إسرائيل إلى شن هجوم نهائي يقضي باحتلال القطاع كاملاً وتقديم صورة غير
دقيقة عن الوضع الميداني ما تطلب من الجانب الفلسطيني التأكيد على قرار
الاستمرار بالمقاومة.
وانتهى اللقاء إلى ترك
وفد حماس الآتي من دمشق أن يعود إليها لإجراء مشاورات على أن يعود إلى
القاهرة لاحقاً بينما يتولى الجانبان المصري والتركي إجراء اتصالات مع
إسرائيل وعواصم غربية لبلورة أفكار إضافية قابلة للحياة.
السر السادس:
حيث ينقل تقرير الديلي تلجراف عن أولمرت قوله إن الرئيس الأمريكي أمر في
اللحظة الأخيرة الوزيرة رايس ـ الوزيرة الحالية هيلاري كلينتون والتي كانت
مرشحة للرئاسة العام 2009م ـ بعدم التصويت على مشروع القرار الذي دعا إلى
الوقف الفوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة الذي
شهد مقتل أكثر من 920 شخصا وإصابة أربعة آلاف آخرين على الأقل بجروح منذ
بداية الجيش الإسرائيلي لعملية الرصاص المسكوب على القطاع في السابع
والعشرين من الشهر الماضي.
ويضيف التقرير إن ذلك
وضع رايس في موقف لا تُحسد عليه ومحرج للغاية بالنسبة لها أمام زملائها
الوزراء المشاركين في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي والتي انتهت
بتصويت 14 عضو لصالح القرار المذكور وامتناع الولايات المتحدة التي كانت
وراء الإعداد للقرار وضمان تمريره عن التصويت.
ويردف التحقيق الذي
ترفقه الصحيفة بصورة كبيرة لبوش ومن ورائه وزيرة خارجيته السمراء وقد أطرق
الاثنان أرضا وراحا يفكران مليًّا بأمر يبدو أنه يشغل بالهما كثيرا إن
التوقع المبدئي كان هو أن تصوت الولايات المتحدة لصالح القرار المذكور
مثلها مثل بقية أعضاء المجلس الأربعة عشر الآخرين لكن امتناع رايس المفاجئ
عن التصويت أدهش المجلس والعالم معه.
ونعود إلى أولمرت الذي
يروي بفخر وزهو ما فعله في تلك الليلة وأدى إلى تغيير الموقف الأمريكي بشكل
جذري إذ يقول: أثناء الليل بين الخميس والجمعة وعندما كانت وزيرة الخارجية
الأمريكية تعتزم قيادة عملية التصويت لصالح وقف إطلاق النار عبر مجلس
الأمن لم نكن نحن نرغب بأن تصوت واشنطن لصالح القرار.
ويضيف رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل قائلا: قلت: اطلبوا لي الرئيس بوش على الهاتف.
فقالوا لي إنه ـ أي بوش ـ في وسط إلقاء خطاب له في فيلادلفيا.
فقلت: هذا لا يهمني فأنا أريد أن أتحدَّث إليه الآن.
فترك الرئيس الأمريكي المنبر وتكلَّم معي.
ويتابع أولمرت بالقول:
لقد قلت له إنه ليس بوسع الولايات المتحدة أن تصوت لصالح القرار نعم لا
يمكنها أن تصوت لصالح هذا القرار. فكان أن اتصل بوش بوزيرة خارجيته في
الحال وأخبرها بأن تمتنع عن التصويت.
ولم يفت الصحيفة التذكير
بأن بوش دأب دوما على إلقاء اللوم على حركة حماس في الصراع الدائر حاليا
بينها وبين إسرائيل إذ عاد للتأكيد في آخر لقاء رسمي له مع الإعلاميين في
البيت الأبيض بقوله إنه رغب على الدوام برؤية وقف دائم لإطلاق النار قابل
للحياة والتطبيق في غزة لكن الأمر يعود لحماس بأن تختار بين إيقاف إطلاق
صواريخها على إسرائيل من عدمه.
لقد تُركت السيدة رايس
وهي تمتقع خجلا. فهي لم تستطع في نهاية المطاف أن تصوت لصالح القرار الذي
سهرت عليه وأعدته وهيَّأت له كل الترتيبات.
وبرصد ما جاء في كلمة
أولمرت تلك وهو يكشف تفاصيل مكالمة آخر الليل التي أجراها مع الرئيس
الأمريكي المنصرف جورج دبليو بوش وحصد بنتيجتها ضمان امتناع الولايات
المتحدة عن التصويت على مشروع القرار 1860 الذي صدر بشأن الوضع في غزة تكون
بعض الأسرار قد كشف عنها النقاب.
السر السابع:
ما كشفته صحيفة العرب القطرية نقلا عن مصادرها بخصوص معركة جبل الكاشف فقد
سمعنا جميعا عن المعارك التي حدثت هناك والضربات التي سددتها المقاومة
للجيش الإسرائيلي هناك هل تعرفون كم مقاوما كان على تلة الكاشف في إحدى تلك
المعارك؟ الرائع أن مقاوماً وحيداً كان على تلك
التلة كامنا في مكان آمن وقد تم تجهيزه بنظام تفجير آلي يطول معظم نواحي
المنطقة وهذا المقاوم الشجاع هو الذي فاجأ القوات الغازية في أكثر من ناحية
وبينما كانت قوات إسرائيل تنتفض غضبا باعتقادها أن هناك ألفاً من
المقاومين يتصدون لها فإن رجلاً واحداً قد أوجعهم وكسر غرورهم مقاوم وحيد
هزم نخبة أقوى جيوش المنطقة..
أما باقي المقاومين فكانت وظيفتهم أن يبلغوه بمناطق التقدم الإسرائيلي وإحداثياتها وكذا إشغال الجنود الإسرائيليين ومهاجمة أطرافهم.
و
تقول أيضا الصحيفة أن بعض صواريخ الجراد التي ضربت بها إسرائيل قد تم
شراؤها من المافيا الإسرائيلية نفسها! هذه واحدة والخبر السعيد أيضا أن بعض
الصواريخ التي ضربت على إسرائيل قد جرى تصنيعها محليا ففي العامين
الماضيين كان المشروع الاستراتيجي لبعض فصائل المقاومة هو صناعة صاروخ مؤذٍ
ومؤثر في سير المعركة وقد نجحت التجارب ومعنى هذا كله هو فلتحاصر الدنيا
غزة..لن يتغير أي شيء.. لأن غزة تصنع سلاحها بنفسها وليست بحاجة للتعاون مع
اليمن ـ كما قالت إسرائيل ـ للحصول على سلاح والأفضل لإسرائيل أن تفرض
حصارا على ألمافيا الخاصة بها لا على حماس.
السر الثامن والأخير: لماذا تم اختيار تاريخ الحرب أواخر ديسمبر 2008م وأوائل يناير 2009م بالذات؟؟!!!..
الإجابة ببساطة لأنهم يقرؤون تاريخ المسلمين ويتفهمون الدرس منه جيداً..كيف هذا؟.
فالدارس
للتاريخ الإسلامي يجد نفس السيناريو قد حدث عند وبعد مقتل الخليفة الثاني
عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ..وهو ما حدث عند خروج جورج بوش من
الرئاسة وقبل تولى باراك أوباما للحكم..
ولننظر فيما ذكره ابن
حزم (المحلى مسألة 2163 ج 12 ص 527) في قصة مقتل عمر بن الخطاب فيما حدّث
به عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال حين قتل عمر بن
الخطاب :
انتهيت إلى الهرمزان..
وجفينة.. وأبي لؤلؤة ..وهم مجس فتبعتهم فثارا وسقط من بينهم خنجر له رأسان ،
نصابه في وسطه ، وقال عبد الرحمن فانظروا بم قتل عمر؟.. فوجدوه خنجرا على
النعت الذي نعت عبد الرحمن ، فخرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب مشتملا على السيف
حتى أتى الهرمزان فقال اصحبني إلى فرس لي ، وكان الهرمزان خبيرا بالخيل ،
فخرج بين يديه فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حد السيف قال لا إله إلا
الله فقتله..
ثم أتى جفينة وكان
نصرانيا، فلما أشرف له علاه بالسيف فضربه ضربة فصلت ما بين عينيه، ثم أتى
ابنة أبي لؤلؤة جارية صغيرة تدعي الإسلام فقتلها ثم أقبل بالسيف صلتا في
يده وهو يقول والله لا اترك سبيا في المدينة إلا قتلته وغيرهم ، كأنه يعرض
بناس من المهاجرين، فجعلوا يقولون له : ألق السيف فأبى ويهابونه أن يقربوا منه
حتى أتاه عمرو بن العاص فقال له: أعطي السيف يا بن أخي ، فأعطاه إياه. ثم
سار إليه عثمان فأخذ برأسه فتناحبا حتى حجز الناس بينهما.. فلما ولى عثمان
قال : أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق ، يعني عبيد لله
بن عمر، فأشار عليه المهاجرون أن يقتله.
وقال جماعة من الناس : عمر بالأمس وتريدون أن تتبعوه ابنه اليوم ؟ أبعد الله الهرمزان وجفينه.
فقام عمرو بن العاص فقال: يا
أمير المؤمنين إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر ولك على الناس من
سلطان، إنما كان هذا الأمر ولا سلطان لك، فاصفح عنه يا أمير المؤمنين. قال
فتفرق الناس عن خطبة عمرو وورى عثمان الرجلين والجارية ..
ووجه الدلالة على ما نحن بصدده من هذه الواقعة أن عبيد الله بن عمر (إسرائيل) قتل ولم يقتص منه ولم يغرم ديه (امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على مشروع القرار 1860 والذي يدين إسرائيل) حيث لم تكن يد الإمام (جورج بوش يخرج من البيت الأبيض)، إذ لم يكن عثمان رضي الله عنه قد ولي الخلافة بعد (ولم يتول أوباما مقاليد الحكم بعد)،
كما أن عبيد الله بن عمر لم يكن باغيا حين قتل من قتل ولا في وقت كان فيه
باغ من المسلمين على وجه الأرض، فلم يكن عثمان قد ولي الخلافة بعد ولم يكن
هناك حاكم في المدينة خرج عليه عبيد الله فوصف البغي منتف أصلا عن عبيد
الله ..(وإسرائيل لم تكن باغية على الإطلاق وإنما هي في حالة دفاع مشروع عن النفس!!!؟؟..).إذ أن الإدارة الأمريكية كانت على علم مسبقا بالحرب على غزة ليس إدارة بوش فقط ولكن أيضا الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما .. لاحظ معي جيدا أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس هو تقريبا الوزير الوحيد الذي استمر من إدارة بوش إلي إدارة أوباما
وهو يتابع العمليات إذ أن هذه الخطط تم دراستها في وزارة الدفاع الأمريكية
وعلي كل المستويات في أمريكا مؤسسات الفعل المباشر العسكري والمخابراتي
والإدارة موافقة ثم إن الإسرائيليين قد اتصلوا بإدارة الرئيس المنتخب
والصلة واضحة وهي جيتس وقبل سفر أوباما في إجازته إلي هونولولو فإنه أحيط
علما بذلك فقد ذهبت إليه مجموعة أحاطته بالمعلومات ممثلة فيها وزارة الدفاع
والمخابرات المركزية والخارجية وأحيط علما بما هو جار لأن
المسرح يهيأ لشيء أكبر مما نراه أمامنا فالخطة الأمريكية التي كانت
إسرائيل عنصرا فاعلا فيها تستهدف في المنطقة أولا بحل دائم ينهي الصراع
العربي الإسرائيلي وثانيا التحرك لمواجهة مع إيران وهذا ما أعلنه أوباما
صراحة.