في أول تجارب من نوعها يشهدها العالم ، نجح باحثون بريطانيون في تطوير علاج جديد ضد العمى، يمكن أن يعيد النظر إلى ملايين الناس الذين فقدوا بصرهم لأسباب مختلفة ، حيث قاموا بتطوير جراحة للخلايا الجذعية قد تقود للشفاء من عمى القرنية وأنهم يعكفون حالياً على اختبارها على البشر ، آملين أن تقود النتائج إلى شفاء أشكال أخرى من العمى.
ويعتقد العلماء أنه سيكون بمقدورهم إعادة النظر للأشخاص الذين ولدوا فاقدي البصر، في حال نجحت تجاربهم التي ستكون لها مضاعفات بالغة الأهمية على نحو 16 مليون ضرير بشكل كامل أو جزئي في مختلف أنحاء العالم، ومن بينهم 360 ألف ضرير في بريطانيا.
ومن المنتظر أن يبدأ الباحثون تجاربهم المرتقبة في يناير الحالي في اسكتلندا، وسيقومون باستبدال الخلايا المريضة في قرنية العين لدى 20 ضريراً بخلايا صحية أخذوها من متبرّعين بعد وفاتهم أو قاموا بتنميتها في المختبرات.
وأضافت أن العلماء البريطانيين يأملون أن تشجّع الخلايا الصحية في قرنية العين على تنمية خلايا صحية جديدة وتقود إلى إصلاح خلل سطح القرنية المسبّب للعمى.
إنجازات سابقة ولم تكن هذه التجربة هى الأولى في مجال علاج العمي، فقد استطاع علماء بريطانيون مؤخراً تطوير أول علاج جيني لمرض وراثي في العين يقود إلى تدهور القدرة على الرؤية، وذلك في مستشفى مورفيلد الشهير في لندن، في عملية هي الأولي من نوعها في العالم.
فقد تمكن الجراحون من حقن عين واحدة لمريض بريطاني، بجين سليم لاستبدال نسخة الجين السيئة، حيث يطلق على الجين المتوارث اسم "آر بي إي65" RPE65، ويقود العيب المتوارث فيه إلى منع الخلايا الحساسة للضوء في شبكة العين من تأدية وظيفتها المطلوبة.
من جانبه، أوضح روبن علي البروفسور في معهد العيون بجامعة يونيفرسيتي كوليدج في لندن، أن العملية هي الأولى من نوعها التي تجرى على الانسان، وأنها كانت ناجحة، وهو يأمل مع فريقه في أن ينجح العلاج الجيني في تمكين المريض روبرت جونسن الذي اختير من بين 12 متطوعا، من تحسين بصره".
ولا يزال المريض يرى بعض الخطوط العامة أثناء النهار ويميز بعضا من الأشياء الطفيفة أثناء الليل، ويأمل الأطباء في أن يتحسن بصره خلال الأشهر المقبلة.
وفي عملية ستعزز توقعات العلماء بقرب حلول اليوم الذي سيبصر فيه المصابون بالعمى الجزئي أو الكلي مرة أخرى، استعادت فئران مختبرية عمياء قدرتها على الإبصار بعد أن زرع الباحثون داخل أعينها خلايا كانت قد استخلصت من فئران أخرى.
وقد أكد فريق البحث أن دراستهم تشير لأول مرة إلى أن خلايا الشبكية الحساسة للضوء، التي استخلصت في هذه الحالة من فئران أخرى، يمكنها أن توجه بنفسها لدى حقنها في العين المصابة، بحيث تتصل بخلايا الأعصاب الأخرى وتتواصل بشكل ملائم مع مراكز الإبصار في الدماغ.
وحذر الفريق من أن هذه العملية قد تستغرق أعواماً قبل أن تطبق على المرضى خصوصاً المصابين بحالات تدهور بصرهم نتيجة الاضمحلال الشبكي في العين أو بسبب حالات أخرى من الإصابة بالعمى التي يمكنها أن تستجيب إلى الطريقة الجديدة.
من جانبه ، قال أناند سواروب البروفسور في طب العيون في مركز علوم الجينات البشرية في مركز دبليو. كي. كيلوج للعيون بكلية الطب في جامعة ميتشيجان في آن اربور "إن العملية لا تزال في مرحلة البحث، إلا إنها واعدة جداً.
وقام العلماء بعزل الخلايا من شبكيات الفئران حديثة الولادة التي تكون أعينها في أوائل أطوار النمو، وهي في أعمار تقابل عمر عدة أشهر من تطور الأجنة البشرية، وبعد تصنيف الخلايا بطريقة اعتمدها العلماء في مختبر سوارب في ميتشجان، تمكن الفريق من عزل صنف محدد منها لا يندرج ضمن الخلايا الجذعية، بل يندرج ضمن الخلايا غير المكتملة التي ستتحول الى خلايا لقضبان الشبكية.
وحقن الباحثون 1000 من هذه الخلايا داخل شبكيات الفئران التي كانت مصابة بعيوب تقودها إلى العمى بشكل مشابه لحالات تدهور الإبصار بمرض الاضمحلال الشبكي الذي يعتبر السبب الرئيسي للعمى لدى الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 55 عاماً.
أجهزة وشرائح وفي سياق متصل ، تمكن أطباء أمريكيون من تطوير جهاز يعالج بعض حالات العمى، وخاصة المصابين نتيجة لتحلل أنسجة الشبكية، وذلك من خلال شبكية صناعية ذكية يمكن ربطها بالمخ والجهاز العصبي لإعادة النظر لبعض هذه الحالات.
وأشار البروفيسور مارك هومايون بجامعة جنوب كاليفورنيا، إلى أن هذا الجهاز يمكن زرع مجموعة من أقطابه الكهربائية الدقيقة خلف الشبكية، حيث تتحول الصور إلى إشارات كهربائية ثم تنقل لاسلكياً إلى جهاز استقبال تحت العين مباشرة.
وهناك أمل أخر يبشر المكفوفين بامكانية إستعادة البصر، وذلك من خلال شريحة سليكونية كبديل للعصب البصري التالف ، فقد توصل مجموعة من الباحثين إلى تطوير شريحة إلكترونية مصنوعة من مادة السليكون التي يمكنها محاكاة العصب البصري لشبكية العين الحقيقية.
وأشار الباحث كريم زغلول من جامعة بنسلفانيا وزميله كوابينا بواهين من جامعة ستانفورد الأمريكيتين، إلى أن الشريحة الجديدة يمكن أن تزرع مباشرةً داخل العين وأن توصل بالأعصاب التي تحمل الأشارات البصرية إلى المنطقة المسؤولة عن الإبصار في المخ، بحسب جريدة الرياض.
وأوضحت الدراسة أن الشريحة تحتوي على مستشعرات ضوئية ومجموعة دوائر إلكترونية، تؤدي نفس وظيفة الأعصاب في الشبكية الحقيقية إذ تعمل على تنقية دفق البيانات البصرية التي تمر أمام العين وتمرر فقط ما يستخدمه المخ لبناء الصورة التي يراها الإنسان.