بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة " سلوكيات مرفوضة في الإسلام "
1 -"" تأخير الزواج مع القدرة عليه ""
من الصور السيئة التي بدأت تظهر في العصر الحاضر والتي كثيراً ما تنفر منها النفس ويضجر منها أصحاب الطباع السوية تعامل البعض مع أمر الزواج وكأنه من معضلات الدهر .
الأغرب من هذا أن تجد الشاب في ريعان شبابه يشتهي الأمر – النساء – ظناً منه أن الأمر شهوة عابرة أو امرأة عاهرة أو لحظات تمر ولا فائدة منها. وإذا ما حدثته عن الزواج تجده يتعجب وكأنك تأمره أن يغزو الفضاء على جمل .
لو يدري الشاب ما معنى الزواج وما قيمة الحياة الزوجية كما بينها الله تعالى ووصفها الرسول صلى الله عليه وسلم ما توانى لحظة واحدة بعد توافر إمكانيات الزواج التي حددتها الشريعة الغراء
أخي الشاب :
الأمر بالزواج المبكر عند توافر الإمكانيات هو أمر حث عليه نبي الأمة حين قال : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "
إن الزواج إصلاح لدين العبد بوقايته من الوقوع الأخطاء التي قد تصل به إلى حد الكبيرة _ أعاذنا الله منها _ .
كذلك يُصلح الزواج حال العبد في دنياه أيضاً ، فإذا نظرت في سجلات الحياة تجد الإنسان بعد أن أتم شعائر الزواج وركن إلى شريك حياته قد بدأ ينظر إلى أمور لا يكون قد ألقى إليها بالاً من قبل ومنها مثلاً :
- العمل على ادخار ما كان يسرف فيه من غير فائدة ، فقد أدرك أن عليه مسؤوليات لابد أن يوفيها .
- الاعتياد على الإقامة في مسكنه بين أهله وزوجه بعد أن كانت نوادي الأصدقاء له مرتعاً ليلاً نهاراً دون الاهتمام بالمكان والزمان .
- أخذ يشعر وكأنه أمير أمة رعاياه فيها هم زوجه وولده وعليه أن يوفر لهم سبل الحياة الكريمة، دافعه إلى ذلك قول النبي الكريم:" كلكم راعٍ ، وكل راعٍ مسؤول عن رعيته "
- الشعور بقيمة المال فيحافظ عليه ، بعد أن كان بالنسبة له سبيل سعادة لحظة أو نيل لقمة أو شراء متعة تحول فأصبح سبيلاً لتحقيق رغبة زوجة أو شراء بسمة إذا حقق لولده أو زوجه أمنية أو حلماً راودهم .
إن تأخير الزواج بعد بيان هذه الفضائل كلها يَحرم الإنسان – فضلاً عما ذكرناه – من متع عديدة منها :
أولاً : يُحرم متعة أن يكون ممن أنعم الله عليهم كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" ما أنعم الله على عبد بعد الإيمان بالله خيرٌ من زوجة صالحة إذا نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإذا غاب عنها في نفسها وماله حفظته " .
ثانياً : يَحرم نفسه من المتعة وإفراغ الشهوة التي يصحبها الأجر كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :" وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا يا رسول الله : أيأتي أحدنا شهوته ويكون له بها أجر ؟ قال : بلى ، أرأيت لو وضعها في حرام أكان عليه وزر "
ثالثاً : يَحرم نفسه من متعة أن يرى ابتسامة ولدٍ أو أن يرى أول أحرف الكلام تخرج من بين شفتيه ، وأشهد بالله أن الدنيا أضيق من أن تسعك عند سماع حرف منها .
رابعاً : يَحرم نفسه من أن يكون تابعاً للرسول صلى الله عليه وسلم في سنته كما قال : " وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " .
آخر كلامنا هنا :
أوصي شباب الأمة أن يحاولوا اللحاق بركب الصالحين في إحدى السلوكيات المطلوبة والسنن المحمودة ألا وهي ( الزواج عند الاستطاعة ) .
وأن يتركوا السلوك المعوج المرفوض المتمثل في التأخر والتخاذل والتأخر مع وجود نعم الله تعالى عنده وقدرته على الزواج.
وألا يستغنوا بالحرام عن الحلال ، ،وألا تكون الصداقة عوضاً عن الزواج ، فهذا مما لم يأمر به الله .
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا إقبالاً على طاعته ، وأن يرزق نساءنا العفاف ، وأن يبارك في أولادنا ، وأن يجعلهم جميعاً قرة عين لنا .
أمين ... والحمد لله رب العالمين
نلتقي قريباً إن شاء الله
أخوكم / أبو أميرة