مرشح لرئاسة الجمهورية في مديرية أمن قنا
كانت مفارقة غريبة أن تجد مرشحا لرئاسة الجمهورية يعمل ضابط شرطة وخاصة في ذلك الوقت بالتحديد!
قبل
أن ألقاه بمقر عمله بمديرية أمن قنا، كنت اعتقد أن الرجل يريد يطبق سياسة
الوزارة في إعادة دمج الشرطة مع الشعب لتعمل بكل طاقتها بعد ثورة 25 يناير
وبمعنى آخر يريد أن يثبت أن الشرطي مواطن مصري مثله مثل جميع المصريين.
ولكن
العقيد خالد محمود أمين 49 عاما لا يكترث كثيرا بما كان يدور في ذهني خاصة
عندما يقول: "العمل بالشرطة ليس سبة، فالناس كانت تدفع رشاوى ليدرس
أبناؤهم فيها " .
العقيد خالد أمين ينتسب الى قبيلة "الحويطات" وهى
جزء من عربان مصر الذين يتخطى عددهم 12 مليونا ووفدوا الى مصر مع الفتح
العربي، ويبدو مرشح الرئاسة فخورا عندما يذكر لك أن جده "الشلح حسين الشلح"
شيخ عربان مصر كان مكلفا بحماية حدود مصر بناء على اتفاقية مع الخديوي
إسماعيل نظير عدم إلحاق أهله من العربان بالجيش المصري.
عن ترشحه
لانتخابات رئاسة الجمهورية يقول: قررت ترشيح نفسي من شهرين بعد أن وجدت كل
المرشحين يبحثون عن مصالح شخصية .. جلست مع أهلى من عرب "الصوالحة"
بأبوزعبل بمحافظة القليوبية وأيدونى ، لانى اعتبر شخصا معروفا لديهم واشعر
بما يعانون منه من تهميش واضطهاد في المناطق التي يعيشون فيها إضافة الى
الملاحقات الأمنية.
سألته ولكن العربان أيدوا عمرو موسى مرشحا
للرئاسة؟ قال: هناك مغالطة في ذلك الأمر فالسيد عمرو موسى قال: إن أصوله من
العربان وذلك ليس صحيحا ، وبالنسبة لحضوره المؤتمر الذي عقد مؤخرا، فإنه
حل ضيفا فقط على المؤتمر التأسيسى"للحزب العربي للعدالة والحرية" والعربان
بطبيعتهم يحتفون بضيوفهم ومن هنا جاء الخلط ، فقد صور للجميع أن "العربان"
يؤيدون "موسى" مرشحا للرئاسة.
ولكن اشعر انك مرشحا قبليا؟
يجيب:
ما العيب في القبلية مصر تسكنها القبائل والعائلات ولكنى في نفس الوقت
مرشح لكل المصريين ويضحك قائلا : " أنت عاوز مرشح ملوش أصل" .
ومع
أول رشفات القهوة بدأ مرشح الرئاسة في مديرية امن قنا يشرح خطته يقول:
انطلقت بحملة لجمع التوقيعات من المواطنين وبدأتها بأهلى وجمعت حتى الآن
حوالي 22 ألف توقيع من 10 محافظات بينها القليوبية وأسيوط والسويس
والإسماعيلية ، وبرنامجي الانتخابي يشمل
" عدالة وإصلاح وتنمية "
وينبثق منه العديد من التشريعات والمشروعات التي تضمن الحياة الكريمة
للمصريين ومنها العدالة في توزيع الرواتب والمعاشات ويتضمن البرنامج مشروعا
قوميا لزراعة مصر عن طريق تأسيس شركات زراعية من 10 آلاف فدان تطرح في
اكتتاب عام قيمة السهم فيه مائة جنيه ويعين فرد عن كل فدان ، وتقوم الشركة
بزارعة المحاصيل التي تحقق الاكتفاء الذاتي لمصر وتقسم الإيراد كالتالي 25 %
مكافآت متساوية ، و25 % لتحسين إنتاجية الفدان و50 % لإنتاج مشروعات مكملة
للزراعة وجزء كإرباح للمساهمين وعقد لقاء لرئيس الجمهورية شهريا في كل
محافظة بالتناوب للتعرف على مشاكل الجماهير وتطبيق مظلة التأمين الصحي على
جميع المواطنين دون تفرقة وتأسيس شركات أدوية بطريقة الاكتتاب ، وإبراز دور
الأزهر ووسطيته على جميع القنوات الفضائية التي تبث في مصر وموافقة مجلس
الشعب على تشكيل الوزارات وتعيين نائبين للرئيس احدهما يتولى حقيبة
الدبلوماسية والآخر يكون منوطا بتحقيق العدل وتفعيل دور مصر في أفريقيا
بمشاريع اقتصادية لإفادة الدول الأفريقية من الخبرات المصرية وغيرها ..
وأتمنى أن يكون المستشار هشام البسطويسى نائبا لي .
سألته ما رأيك
في ثورة 25 يناير؟ يقول: نحن لم نقم بثورة .. هي حركات احتجاجية عنيفة أدت
الى تغيير فكر القيادات الذين أدركوا بعدها أنهم ما عادوا يقودون قطعانا ،
في المقابل انتشرت ثقافة التخوين بسبب الفلول المدفوعة من الخارج ويمكنك أن
تلاحظ ذلك من السجناء الذين فروا الى دولهم خلال ساعات . ويضيف تلك الفلول
تنحصر في الآثار السلبية لبناء الجدار العازل والنشاط الديني المتطرف
وأطماع دول عربية تريد اضمحلال مصر لتحقق مكتسبات لها .
وماذا عن
الفتنة الطائفية؟ يندهش مرشح الرئاسة قائلا: لاتوجد فتنة طائفية في مصر ..
هو فكر متطرف مدفوع من الخارج لإحداث فتنة طائفية لزعزعة قوام مصر ولمواجهة
ذلك لابد من إعادة الانتماء الذي غاب عن المصريين خلال 30 عاما الماضية.
بعد
أن صافحته راحلا .. قال: لم تسألنى عن السلفيين؟ وأجاب هو أيضا ..لهم
دورهم في توعية الناس إن أولياء الله الصالحين ليسوا واسطة بينهم وبين الله
عز وجل.