حفيدة عائشة تاريخ التسجيل : 20/07/2009
| موضوع: زينة المرأة في ميزان الشرع الأربعاء ديسمبر 16, 2009 10:40 pm | |
| بقلم : أسماء الرويشد
لقد جاءت الشريعة ملبية لفطرة المرأة في حب الزينة والجمال وتحفظها في مسارها الصحيح بلا إفراط ولا تفريط، بل قد تكون في زينتها مأجورة كما في حديث: (وإذا نظر إليها سرّته).
ولهذا رخص للمرأة في موضوع الزينة أكثر مما رخص للرجل فأبيح لها الحرير والتحلي بالذهب دون الرجل.
وهذه الزينة إذا فقدت مسارها الصحيح والاتجاه المرسوم صارت من أعظم أسباب الفتنة والفساد.
فلا تفهم المرأة أنها تلام على حب الزينة أو أنها تمنع منها، بل المطلوب التعقل والاعتدال وترك الزينة الضارة المحرمة التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة وأرباب الفساد.
فالمرأة المسلمة إزاء زينتها بين حقيقة وواقع، فأما الحقيقة فالإسلام أحاطها بالستر والحفظ والعفاف ستراً في الملابس وتحريماً للخلوة بالأجنبي وغضاً للطرف، وقراراً في المنزل، وبعداً عن كل مظاهر الزينة عند خروجها من البيت لحاجتها، كل ذلك لتبقى المسلمة درة مصونة لا تطمع فيها أعين الناظرين ولا أيدي العابثين.
والواقع مؤسف جداً!! لم تعد كثير من النساء اليوم متقيدات بتعاليم الإسلام في موضوع الزينة، فهي لا تفهم إلا لغة الموضة والتقليد، سريعة التأثر بالدعايات التي تشجع على العري والملابس المثيرة، إنها مسخ للمرأة وقضاء على عفتها وهتك لحرمتها.
فقوى الشر وأعداء الإسلام فطنوا إلى أهمية دور المرأة المسلمة في المحافظة على حصانة المجتمع المسلم وأن أضمن وسيلة لإفساد أمة الإسلام يكون بإفساد المرأة فوجهوا إليها جهودهم المكثفة لهتك سترها ومسخ شخصيتها وهدم كرامتها وإخراجها إلى طريق الرجل لتفتنه وتفسد أخلاقه باسم التحرر والاستقلال ولكن هل خروجها يكفي ؟ بالطبع لا.. هم يريدونها عندما تخرج، تخرج بصورة فتنة وإغراء لأنها إن خرجت محتشمة متحفظة محافظة فلا فائدة من ذلك.
فما وجدوا ميداناً أكثر تأثيراً وأسرع على المرأة من ميدان الزينة فقامت مؤسسات كبرى لتصميم الأزياء التي هي بعيدة عن الحشمة والستر والعفاف، ثم التفنن في أدوات التجميل تلاعباً بعقل المرأة وابتزازاً لمالها، وصارت المرأة ألعوبة في أيدي مصممي الأزياء.
يقول أحد أصحاب دور النشر التي تصدر 7 مجلات نسائية تصدر بعدة لغات: (لا بأس أن تفكر في استثمار مالك ولا وسيلة أسهل من الاستيلاء على ما في يد المرأة).
فانطلقت كثير من النساء متأثرات بهذا الواقع المرير مخدوعات معجبات بما هي عليه المرأة الغربية من حالة لا تحسد عليها، كل ذلك من علم عناد ومسايرة لنساء الجاهلية المعاصرة مقتنعات قناعة تامة بأن هذا هو الرقي والتقدم والتجديد.
هذا واقع كثير من النساء اليوم، لباسهن وزينتهن لا تمت إلى الإسلام بصلة: اللباس قصير، شفاف، يصف مفاتن جسمها، نثرت شعرها، عبثت بحواجبها، بعينيها، سفرت عن وجهها، تطيبت، إذا خرجت تحسر عن ذراعيها وعن ساقيها وإن لبست عباءة فهي عباءة تحتاج إلى عباءة أخرى، تخضع بالقول ليطمع الذي في قلبه مرض.... .
ونظراً لكثرة هذه المخالفات في وسط النساء ولقوة التيار المقابل وللأخطار والمصائب التي تنتج من هذا الأمر لزم علينا أن ننبهه لهذا الواقع المخيف ونعمل جميعاً لدفع هذا الخطر ورد كيد أعداء الإسلام في نحورهم وننقذ المرأة المسلمة مما يراد بها ويحاك ضدها.
ومن هنا كانت أهمية إثارة موضوع زينة المرأة المسلمة.
توجيهات ووصايا حول الزينة
1- مراعاة الضوابط التي حددها الإسلام:
فالإسلام حدد شرطاً وضوابطاً في زينة المسلمة كاللباس والطيب والحجاب وغير ذلك.
فلا بد للمرأة المسلمة أن تكون وقافة عن حدود الشرع وهذا من مقتضيات الإيمان ومن علامة استقامة القلب والجوارح ودليل على سعادتها في الدنيا والآخرة.
وسنأتي إن شاء الله على بيان بعض هذه الضوابط:
2-عدم الإسراف في مطالب الزينة:
وهذا ضابط مهم وأهمية تكمن في خطورة عاقبة التفريط فيه إذ لا يخفي علينا عاقبة الإسراف والبطر وهو كفر النعمة وكيف أنه سبب لسلبها والنقمة بأصلها وسبب لخراب الديار.
قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل:112).
وقال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (لأعراف: من الآية31). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة).
وقيل في تعريف السرف هو الزيادة على مقدار الجاجة والضرورة وما أذن فيه من التكملة، والإسراف سوء تصرف ينبئ عن الأثرة والأنانية، فلا يبالي صاحبه إن اجتاحت المجتمع فاقة ما دام هو يمرح في الثروة والغنى، ولا يتألم إن هلك المجتمع جوعاً ما دام هو قد أغفلته التخمة، ولا يحس إن عُري الناس ما دام متابعاً للجديد والموضة من اللباس والدثور.
ويكفي في ذم الإسراف والتبذير والتنفير منها قول الله عز وجل: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) (الإسراء:27).
فعلى المرأة المسلمة أن تقوم بحق المال الذي وهبه الله إياها فتلتزم بشكر المنعم به جل وعلا ولا تصرفه في غير ما أذن له وعليها بالالتزام بالاقتصاد وحسن التدبير ولكن خلاف ذلك، فلقد توافرت الأموال بأيدي النساء حيث أن كثيراً من الرجال تخلوا عن مسؤوليتهم في القيام بالصرف وقضاء حوائج الأسرة فآتوا النساء أموالهم، وكثيراً منهن من لا تحسن التصرف فتبدد هذه الأموال بلا روية ولا تفكير، اهتمامها في تنويع اللباس والحلي ووسائل التجميل وشراء التوافه من الزينة سواء لنفسها أو لبيتها فأصبح كثير من النساء الضعيفات العقل المقلدات يزينَّ حتى الحمام بسائر أنواع الزينة والتحف، والواقع أن هذه الأموال التي تبددها كثير من النساء هو عون لأصحاب المقاصد الفاسدة ممن يقف وراء معامل الأقمشة الأجنبية وبيوت الأزياء العالمية ووسائل التجميل والزينة الذين يضعون في حسابهم إفساد المرأة قبل نهب مالها.
3-عدم إضاعة الوقت في الزينة: الوقت هو الحياة وهو سريع الانقضاء، والمسلم مطالب بحفظ وقته كما يحفظ ماله بل أشد، وكثير من النساء اليوم من شغلها الشاغل زينتها وجمالها فتمضي الساعة تلو الساعة أمام المرآة لتجميل البشرة وتسريح الشعر وتعديل القوام فيضيع عليها وقتها ويفرط عمرها وهي لا تشعر فكم من فائدة فاتت على أمثال هؤلاء النسوة من فعل طاعة وعمل صالح وحفظ حق ورعاية واجب تجد ذخره عند الله تعالى – إذا خلصت النية – في حياة لا تفني أبداً وفي شباب لا شيخوخة بعده ونعومة لا بأس بعدها وخلود لا فناء بعده.
4- أن لا تكون هذه الزينة فيها تغيير لخلق الله.
وللأسف فإن الخدعة الكبيرة التي تعيشها الكثير من نساء الإسلام اليوم المسماة (الموضة) لم يقف أثرها على الثياب والحلي وأدوات الزينة الخارجية إنما تعدى تأثيرها حتى على خلقة الله التي خلق الناس عليها. ومن المعلوم أن هذا التغيير لخلق الله يعد من كبائر الذنوب الموجبة للعن.
فعلى سبيل المثال: النمص: الذي هو إزالة ما في الوجه من شعر بما في ذلك شعر الحاجبين والأحاديث في ذلك عامة ليس فيها تخصيص، وكثير من علماء اللغة والشرع فسروا النمص بنتف شعر الوجه، وقال ابن الأثير في النهاية: (النامصة هي التي تنتف الشعر من وجهها والمتنمصة هي التي تأمر من يفعل بها ذلك) وكذلك قال الزمخشري والفراء.
والعلة في ذلك تغيير خلق الله.
فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت كيت وكيت، فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته قال: لئن كنت لقد وجدتيه قال الله عز وجل: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) فقالت المرأة: فإني أرى شيئاً من هذا على امرأتك الآن، قال: اذهبي فانظري، قال: فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئاً فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئاً فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها) قال النووي: (أي لم نصاحبها ولم نجتمع نحن وهي بل كنا نطلقها ونفارقها).
قال الطبري: (لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقص التماساً للحسن لا للخروج ولا لغيره).
وللدعاية والموضة في ذلك دور كبير فأحياناً تكون الموضة الحواجب الكثيفة وأحياناً تكون الموضة الحواجب الرقيقة المقوسة التي تجعل المرأة تبدو كالمندهشة. واستمعي إلى حوار هاتين المرأتين الساذجتين وهما تقلبان صفحات مجلة الأزياء وقد توقفت إحداهما عن التقليب فجأة وهي تقول لزميلتها:
ألم يلفت نظرك شكل حواجب العارضات؟ إنها متروكة كما هي لابد أن الموضة الآن هو الحواجب الطبيعية.
فأخذت الأخرى تحدق في الصور بشدة وإعجاب وهي تقول: هذا صحيح ما أجملها!! في الحقيقة قالت ما أجملها. ليس لأنه موافق للفطرة والشرع وإنما ما أجملها لأن الذي فعلتها عارضة الأزياء الكافرة.. هذه هي التبعية والتأثر المقيت وداء الإعجاب بالغرب.
• ومن مظاهر تغيير خلق الله التي انتشرت بين النساء في هذه الأيام:
تقشير الوجه: وذلك يتم بمسح الوجه بدواء معين تنسلخ به الطبقة الخارجية من الجلد فيصفر لونها.
وهو أمر معروف من قديم الزمان بدليل على أن ورد فيه حديث عن النهي عن فعله.
وقد كانت عائشة رضي الله عنها تنهى النساء عن معالجة الوجه بطلاء يتخذ من زعفران ونحوه كي ينسحق أعلى الجلد ويبدو ما تحته من البشرة ويصفو اللون.
فقد روي الإمام أحمد عن كريمة بنت همام قالت: أنها شهدت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة والمقشورة والواشمة والمتوشمة والواصلة والموصلة.
والحكم يدور مع العلة فحيث وجدت العلة وجد الحكم فإذا كانت الزينة فيها تغيير لخلق الله كان النهي عن فعلها ولعن من فعلها.
ومن ذلك ما أحدث أيضاً من:
• لبس العدسات الملونة: وهي نوعان:
1- طبية فلا بأس باستعمالها باستشارة طبيبة مع الحذر من الأنواع التجارية الرديئة.
2- عدسات تجميلية ملونة: ففيها تغيير لخلق الله وتمويه وتدليس حيث تظهر المرأة في غير الصورة التي خلقها الله عليها. وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم عن إبليس الرجيم وقوله: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}(النساء: من الآية119). وقد أثنى الله عز وجل على نساء الجنة بسواد أعينهن ولكن لما انتكست الفطرة أبينَ إلا أن يصبحن كالقطط تشبهاً وتقليداً وتزيناً ممقوتاً.
5- ومن ضوابط وتوجيهات الشرع في الزينة أن لا يكون فيها مشابهة بالكفار.
وقد ورد عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو منهم). وكما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}(المائدة: من الآية51). ويقول ابن تيمية: (إن المشاركة في الهدي الظاهر يورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال وهذا أمر محسوس). ومن التشبه بهم التقليد لهم في اللباس والزينة وانتشرت هذه الظاهرة في ديار المسلمين وبين المسلمات باسم الموضة والموديلات التي تتغير كل يوم من سيء إلى أسوأ.
والعجيب أن ترضى امرأة - شرفها الله بالإسلام ورفع قدرها –أن يحدد لها صفة لباسها وزينتها من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، ومن قال الله فيهم: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}(النساء: من الآية89)؟
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|