مرارة تلفح الذاكرة كرشفات القهوة التي أعددتها قبيل شروعي في ترجمة أطياف شاحبة مما علق بشكة ذاكرتي إلى لغة تتوارى خلف رداء الكلمات , كثيرا ما نعجز عن الوصف , ليس ضعفاً في الوصف بحد ذاته , بل لمجرد بحثنا عن رسم خاص يعبر عما يجول داخلنا دون التطرق لكشفه .
ليل تكتحل فراغات الأشياء بظلمته , لتستكين أرواح على اختلاف هيئاتها , كل بما يتناسب وترادفات ذكره وحياته , رغم استمرارية الظل المشوب بالسحر , تلتحف الذاكرة بأفكار ورصد لمجريات يومية , بعيداً عن التحاف الأجساد برداءات شكلية .
تصرفات انتقائية تحد كل شخصية في تفسير علاقات اختيارية أو مفروضة , ألزموا على التعامل معها في خضم حياة نفضوا غبار زوالها , أو ما زالوا يترنحون تحت وطأة تفسير لأسبابها , لعل السبب يكمن في اتجاهنا نحو التسلية والبساطة في أمور كان يجب أن نضمنها الجدية , واحتمالية وجود شائك من الصعوبات يعتريها .
تحصل لنا أمور تضحكنا في وقت حري بنا البكاء فيه والعكس بالعكس , أستغرب أرواحاً تكون قريبة لدرجة كافية , وما أن يعتادها من يشعرون بها , يأتي إشعار منها بالرفض في مجمل ليس بمعلوم , ليس لجرم يرتكبه قريب , بل لزج خطأ ليس لك به علاقة , ولكنك مطالب بتحمل عواقبه بل والاعتذار عليه بعد إبداء تفنيد مفصل له , حقاً هنا تكمن الحيرة بالوقوف على مفترق ذو اتجاهين , وفي كلاهما إجحاف بحق نفسك , أترنو لقبول ما لم تشترك بترجمة نتائجه في نفس غيرك وتحمل وزره ممرغاً كرامتك بطين أصلك والذي تنكرت له بترفعك مستترا بدونيته عنك !!؟؟ أم ستفضل رسم صورة لك في مخيلة أحد اتهمك بجرم له وحملك مسؤوليته قولاً أو فعلاً , لتغدو لا تستحق حتى أن ينظر لك بعين الصداقة !!؟؟
الحياة بما تحويه كأحجية نحاول ترتيب أجزائها , تتراءى لنا صداقات وأصدقاء قدمهم بلاهة وحداثتهم صرامة , لكنهم يشكلون جزءاً كبيراً من هذا اللغز , نسعى جاهدين للعثور عليهم , ربما لترتيب أبجدية هي أقرب بكثير من اعتقادنا ببعدها , لكننا لا نكاد ندرك ذلك , بسبب عصابة لففناها حول أعيننا كي لا نخوض في غمار تحد مع أرواحنا لمجابهة أخطاء اقترفناها وما زلنا .
حين تلفح عاصفة بما تحمله من رقائق ثلج دروب ما تشابك داخل رؤوسنا , نوقن أموراً ما كانت لتكون لولا مصادفات أو حتى أساسيات حياتية تجوبنا .
هي الأوراق تحوينا وما حولنا , وأقلام نذخر بها جيوب معاطفنا , ربما لنرسم صورة بالوهم لغيرنا عن شيء ربما نحن بجاهلين فحواه , حتى أذا ما لذعتنا الحياة بحقد أو أصابتنا نوائب ماضٍ أو حتى مستتر تجلى من خفائه كاشفاً لغدره ومكره , حينها فقط ندرك ماهية وجود زينة الجيوب , والتحاف الأوراق لما حولنا .
نغفل عن حقائق لأمور ربما تكون فلسفةً في نظر الكثيرين , غير أنها تبوح بواقع صدق من منظور مختلف , ندرك أن أجمل القصائد في العالم هي التي تنبع من مآسي الحياة , كما حال التعاسة التي تسهم في صنعها ذاكرة الفقدان حيناً , وأخرى هي للأحزان .
تحيينا صداقاتنا بمن حولنا , وآخرون يتعبهم فراق أو انتهاء , البعض قريب من الآخر كأنما تطوى فضاءات المسافات لطيب قلوبهم وصدق أرواحهم , وبعض من آخر غيره لا تعبر خريطة تشابك أناملهم عن قرب أو التقاء , فمن يدري أن يكون اللقاء مجدداً ؟ لأولئك أو هؤلاء , لأن ذكريات الوقت ستبقى دوماً معاً سيستمر اللقاء دون أدنى شك , على الأقل في صورة طيفٍ لهيئة حلم ,,,
فالمرء بحاجة للهواء الطلق للتحدث بقلب مفتوح
وإنت عامل إإإإإإإإإإيه دلوقت.