ما هذا الذي يحدث في بلدنا؟ من أجل مباراة كرة تسفك الدماء رخيصة ويقتل أكثر من سبعين شاب من شباب مصر.
ما هذا السفه؟
هل أصبحت الدماء رخيصة يا أهل مصر إلى هذا الحد؟
هل أصبحت الدماء رخيصة إلى هذا الحد؟ أي عقل هذا الذي نحمله في رؤوسنا أن يتجرأ مسلم على دم أخيه المسلم في طريق من الطرقات أو في ملعب من الملاعب أو في ميدان من الميادين.
الدماء ليست رخيصة يا سادة.
ودت أن لو صرخت بأعلى صوتى لكل مسلم على حدى وأنا ارجه بعنف وقسوة لأقول له انتبه يا من تفكر في سفك دم أخ من إخوانك انتبه!!
فأنت معرض نفسك للعنة الله ولغضب الله ولعذاب جهنم في الآخرة بل ولخزي الدنيا وعذاب الآخرة.
نعم الدماء لها حرمة عظيمة الدماء لها حرمة كبيرة.
بكيت بالدمع ومنكم من بكى قطعا ونحن نشاهد في إستاد بورسعيد هذه الدماء التي تسفك رخيصة من أجل مباراة كرة.
وهذه الدماء التي تسفك على الطرقات على يد البلطجية الذين يريدون ألَّا تشعر بلدنا أبداً بحلاوة الأمن وطعم الاستقرار أو في الميادين.
الدماء يا إخواني حرمتها عند الله عظيمة.
لن أخرج عن كتاب ربي وعن سنة حبيبي يقول ربنا جل وتعالى:{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَو فَسَادٍ فِي الأَرْضِ (32)}المائدة
اسمع ..!
{فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (32)}المائدة.
وقال جل وعلا:{ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا (93)}النساء.
صار القتل الآن عمداً ليس عن خطأ.
هذا الذي يشق ظهر شاب نصفين بسكين أو بآلة حادة.
وهذا الذي يوجه الآلي لصدر مسلم مثله أو لرأسه وهو يقصد قتله ويتعمد إزهاق روحه وسفك دمه {ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا (93)}النساء.
اسمع إلى الوعيد الذي لا أرى نظير له في القرآن الكريم كله {ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ولَعَنَهُ وأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا(93)}النساء.
اقرأ القرآن كله من سورة الفاتحة إلى سورة الناس وائتني بوعيد يقترب من هذا الوعيد في قاتل النفس {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} يكفي والله..
والله لو قال ربنا {ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} لكفت
لكن تدبر الوعيد {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} كفي لم ينتهي الوعيد بعد {وغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ} يكفي لم ينتهي الوعيد بعد{ولَعَنَهُ} يكفي لم ينتهي الوعيد بعد {وأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}
هل تفر أيها الشاب؟ هل تفر أيها المسلم هل تفر إلا من غضب الله؟ إلا من لعنة الله إلا من جهنم إلا من عذاب الله؟
والله لا تقدر يا مسكين على نار شعلة بوتاجاز والله لا تقدر عليها فكيف تصبر على نار جهنم؟
الطعام في جهنم نار والشراب في النار نار والثياب في النار نار.
الطعام نار والشراب نار والثياب نار.
قال الواحد القهار في طعام أهل النار:{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ(62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ(63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ(64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ(65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ(66)}الصافات.
لا إله إلا الله.
فإذا ما أكل أهل النار من شجرة الزقوم اشتعلت النيران وتأججت النيران في البطون فاستغاثوا يريدون ماءا فطعامهم زقوم وطعامهم ضريع وطعامهم غسلين.
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ(1) وجُوهٌ يَومَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ(3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ(6)}الغاشية.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
قال جل وعلا:{وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ(25) ولَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ(26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ(27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ(28)}الحاقة.
يا من تثبت الناس على الطرقات
يا من تخطف الأطفال والرجال من أجل الفدية المحرمة
{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ(28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ(29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ(30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ(32) إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ(33) ولا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَومَ هَاهُنَا حَمِيمٌ(35) ولا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ(36) (1)}
الغسلين عصارة أهل النار من القيح والصديد والضريع نوع من أنواع الشوك ينبت في أرض الجزيرة
فطعام أهل النار زقوم وضريع وغسلين
فإذا تأججت النار في البطون طلبوا الماء ليطفئوا هذه النار المتأججة فيغاثوا بماء
لكن ما طبيعته؟
ماء كالمهل كالزيت الشديد الغليان {كَالْمُهْلِ يَشْوي الْوجُوهَ}الكهف.
ويمزق الامعاء
{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوي الْوجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(29)}الكهف
ما علاقة الماء بالوجه الذي يشرب الماء يضع الماء على فمه
لكن الله جل وعلا قال في ماء لأهل النار{يَشْوي الْوجُوهَ}
ما علاقة الماء بشي الوجه؟
لأنه من شدة غليانه يشوي وجه شاربه حين يقرب الماء منه قبل أن يمزق أمعائه وأشلائه {يَشْوي الْوجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(29)}الكهف
{واسْتَفْتَحُواْ وخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ(15) مِّن ورَائِهِ جَهَنَّمُ ويُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ(16) يَتَجَرَّعُهُ ولاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ ويَأْتِيهِ الْمَوتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ ومَا هُو بِمَيِّتٍ ومِن ورَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ(17)}إبراهيم.
فالطعام نار والشراب نار حتى الثياب تفصل وتقطع لهم من النار قال الواحد القهار:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ(19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ(20) والْجُلُودُ ولَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ(21)}الحج.
لو كنت أنظر بكلام لربما تصور البعض أنني أهول الموقف وأنني أضخم المسألة لكنني ما خرجت عن كلام ربنا جل وعلا.
واسمعوا كلام نبينا صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر:[لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما]
أنت في فسحة إن شاء الله ما لم تلوث يدك بالدماء البريئة [لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما].
وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: (إن من ورطات الأمور).
ورطة كبيرة جداً.
(إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حلة).
وفي رواية النسائي بسند صحيح من حديث بريدة أنه صلى الله عليه وسلم قال:[قتل المؤمن].
يا إلهي.. يا إلهي..
[قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا].
الإنسان مكرم الذي وهبه الحياة هو الله وليس من حق أي أحد أن يسلب هذا الحق أو أن يستبيح حماه إلا في حدود شريعة الله الذي أنزلها ليضمن السعادة بها للبشرية في الدنيا والآخرة.
{ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ ورَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)}الإسراء.
[قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا]
وربما يتصور البعض أن دماء المسلمين فقط هي التي لها هذه القدسية وهذه الكرامة وهذه المكانة.
لا والله بل لقد قال الله في الدماء عامة:{ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (32)}المائدة ومن قتلها {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}المائدة..
يقول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في التاريخ الكبير والنسائي في السنن من حديث عمر بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه:[من أمَّن رجل على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا].
هل سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم في هذا التأصيل الذي أود لو أسمعته للدنيا كلها؟
:[من أمَّن(2) رجل على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا].
الدماء لها حرمة.
لذا ودت أن لو صرخت في كل شبر من أرض مصر في وجه كل مسلم لأقول له احذر الدماء لا تخطط لسفك دم مسلم وإلا ستخسر دنياك وأخراك إن مت على ذلك بلا توبة إلى الله جل وعلا.
احذروا الدماء .. احذروا الدماء.
يا أهل مصر احذروا الدماء فالدماء ليست رخيصة.
اشعر أن الدماء في بلدنا صارت ارخص من التراب وصرنا نسمع كل يوما تقريباً عن قتلى.
وإن أردت أن تنظر نظرة أوسع في سوريا في العراق في فلسطين في أفغانستان في الشيشان في كل الأرض لتيقنت من قولي أن الدماء صارت ارخص فعلا من التراب وصار الإنسان لا قيمة له وكأنه يعيش في عالم الغاب في ظل قيادة الرجل الغربي الذي يقود البشرية الآن إلى حتفها بعيدا عن منهج ربها وعن منهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
هل تعلم أن أول شيء يقضى فيه يوم القيامة في الدماء.
آه في هذه الساعة الرهيبة وفي هذا الموقف المهيب حين تدنى الشمس من الرؤوس حين يغرق الناس في عرقهم حين يؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.
والحديث في صحيح مسلم تزفر وتذمجر غضبا منها لغضب ربنا جل جلاله فربنا يغضب في هذا اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله.
في هذه اللحظات الرهيبة وفي هذه الساعة العصيبة ينادى على القتلة على الظلمة على الفجرة على المجرمين على الذين استرخصوا الدماء وسفكوها رخيصة لأي سبب من الأسباب لكرسي زائل أو لمنصب فان أو لحقد أعمى أو لمال محرم أو لعرض محرم أو لأي سبب من الأسباب يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة:[إن أول شيء يقضى فيه يوم القيامة في الدماء]
ولا تعارض بين حديث أبو هريرة في الصحيحين وبين حديثه عند أصحاب السنن[إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة] فلا تعارض بين هذا وذاك فالحق يخرج من مشكاة واحدة.
فالدماء أول حق للعباد والصلاة أول حق يقضى فيه من حقوق الله جل جلاله.
هل تعلم أنه سينادى على القاتل يوم القيامة على رؤوس الأشهاد.
يا إلهي! في يوم الفضيحة..
اللهم استرنا في الدنيا والآخرة.
أين فلان بن فلان؟..
من هذا اسمي ماذا تريدون يا ملائكة الله؟
اقبل للعرض على الملك.
فيقرع النداء قلبك بل فيخلع النداء قلبك فترتعد فرائصك وتضطرب جوارحك.
وفجأة..!
اسمع وانتبه.
فجأة ترى كل من قتلتهم في الدنيا يحيطون بك من كل جانب يدفعونك دفعا ويجرونك جراً ليوقفوك بين يدِ الله جل وعلا وكل مقتول تشخب أوداجه أي عروق رقبته دماً تتفجر عروق رقبة كل من قتل دماً وهو يجر قاتله ويدفع قاتله ليوقفه بين يدي الملك الحق ثم يقول كل مقتول لله سبحانه يا رب سل هذا أي سل هذا القاتل الظالم المجرم فيما قتلني الحديث رواه أحمد وغيره بسند حسنه شيخنا الألباني من حديث ابن العباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[يجيء المقتول يوم القيامة وأوداجه أي عروق رقبته تشخب دما أي تتفجر بالدم في وجه القاتل يدفع القاتل ليوقفه بين يدي الله وهو يقول يا رب سل هذا فيما قتلني].
ماذا سيكون جوابك أيها القاتل؟
ماذا سيكون جواب القتلة الذين يسترخصون الدماء الآن في الميادين؟
الذين يصوبون الأسلحة البيضاء إلى الرؤوس والصدور والأبدان؟
ماذا سيكون جواب الظلمة من المجرمين القتلة الذين صارت الدماء عندهم الآن أحقر وأرخص من التراب والوحل والطين ماذا سيكون جوابهم؟
والله يكاد قلبي ينزف دم ويبكي دما حينما أرى قطرة دم واحدة تسفك على أرض مصر.
مصر ليست محتملة لأي محنة جديدة أو لأي فتنة جديدة.
أنا أقول فيجب أن تسير الحياة عادية وطبيعية من أجل أن نقطع الطريق على هؤلاء الخونة الذين لا يردون لمصر أن تقف على رجليها الذين لا يريدون لأهل مصر أن يتذوقوا حلاوة الحرية ونعمة الأمن والاستقرار.
لكن إذا كانت الكرة تكون سببا في سفك دماء أولادنا وشبابنا فلتلغى الكرة. ما قيمة الكرة التي تتعطل من أجلها كل المصالح وتتوقف من أجلها كل الأعمال؟
وكنا نتألم لكن صار الأمر الآن أفظع وأخطر وصار جماهير كل فريق يتوعدون جماهير الفريق الآخر وكأننا ندخل في معركة حربية بين المسلمين ومسلمين وكأنها بين المسلمين اليهود وكأننا لسنا أهل بلد واحد وأهل دين واحد وأهل ملة واحدة وأهل هدف واحد وأهل غاية واحدة.
فالتلغى الكرة إذا كانت الكرة ستسبب سفك دماء شبابنا وأولادنا.
ما الحرج في أن يفيق شبابنا وأولادنا لنصرة دين الله ثم للعمل من أجل مصلحة مصر ومن أجل بناء هذا الوطن.
نعم لن نبني أوطاننا بالكرة ولن نبني أوطاننا بالغناء ولن نبني أوطاننا بمثل هذا إنما سنبني أمتنا وأوطاننا بالعمل بالبناء بوقف الجدال والمراء برفع راية العمل الصادق والبناء الخالص.
الدماء يا إخواني ولا أريد أن أطيل الحديث فالدماء لها حرمة وكذلك الأموال لها حرمة.
انظروا إلى بلاغة محمد بن عبد الله:[إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم]
خلاص انتهت المشاكل
لو أمن كل إنسان على دمه على حياته على نفسه ولم تزهق روحه ولم يقتل إلا في حدود الشرع {ولَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)}البقرة.
والله ثم والله لو طبقت الأمة شرع ربها لسعدت في دنياها وأخراها.
صرخت في الأيام الأولى بعد الخامس والعشرين من يناير وقلت لو طبقت الأمة حد الحرابة فقط على أول بلطجي أصاب أهلنا بالذعر والرعب وسفك دما محرما ونهب مالا محرما وتعدى على عرض محرم لو طبق عليه حد الله في ميدان التحرير والله الذي لا إله غيره لعاش أهل مصر كلهم من المسلمين والنصارى في أمن وأمان {ولا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}فاطر.
فهو الذي خلق وهو وحده الذي يعلم من خلق:{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُو اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)}الملك.
آه لو قُتل بلطجي واحد{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ ويَسْعَونَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَو يُصَلَّبُواْ أَو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَو يُنفَوا مِنَ الأَرْضِ (33)}المائدة.
أقم حكم الله في واحد فقط ولتأتي الفضائيات التي لا تجيد إلا الجعجعة لتنقل هذه الصورة ليراها كل أهل الأرض لتكون رادعا لكل من تسول له نفسه أن يتطاول على الدماء المحرمة والأموال المحرمة والأعراض المحرمة.
ثم لو أقيم حكم الله في أولئك القتلة لانتهت المشكلة من قتل يقتل {ولَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}
بلا تسويف ولا مماطلة ولا تفريط في حقوق ودماء شبابنا وأولادنا وأبنائنا التي تسفك.
فالدماء ليست رخيصة..
لو علم كل قاتل انه سيقتل لفكر ألف مرة قبل أن يقدم مرة في إزهاق روح بغير حق وفي سفك دم حرمه الله تبارك وتعالى.
دين الله محكم
{وأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ولاَ تَتَّبِعْ أَهْواءهُمْ واحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ(49)}المائدة
يقولك همجية وحشية بربرية
يُقتل؟.. إعدام..! تقطع ايد السارق!!
نعم هذا حكم الملك.. هذا حكم الخالق الذي يعلم من خلق.
وراجعوا إجراءات العقوبات في الدنيا كلها وانظروا إلى نتائجها وثمارها
وراجعوا العقوبات التي حددها خالق الإنسان وهو وحده الذي يعلم ما يصلحه وما يسعده وما يشقيه{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُو اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)}الملك. {وأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ولاَ تَتَّبِعْ أَهْواءهُمْ واحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَولَّوا(49)}المائدة.أي فإن تولوا عن ما أنزل الله إليك {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ(49)}المائدة
والله الذي لا إله غيره..
أن ما نعانيه الآن بسبب ذنوبنا..
قد اتهم من البعض بالدروشة.
لكنني أؤكد أن ما نعانيه الآن بسبب ذنوبنا وإعراضنا عن ربنا وابتعادنا عن نبينا وأسوتنا وقائدنا ومعلمنا ومصطفانا ورسولنا
قال ربنا جل وعلا:{ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ (3) (164)}الأنعام
قال الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة جدا
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ(41)}الروم.
ليه يا رب؟
{بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ(41)}الروم.
بذنوبنا نحن بمعاصينا
نحن لم نشكر ربنا إلى هذه اللحظة على ما تفضل به علينا
لم نشكره الشكر الذي يزيدنا به من فضله ونعمه {وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ(7)}إبراهيم.
ما شكرنا الله بل ربما نسينا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
منا من نسي ربه فعلا وصار يردد
انا فعلت.. أنا صنعت.. وأنا عملت.. وأنا.. وأنا.
أنت لا شيء.. وأنا لا شيء
لا أملك لنفسي من أمر نفسي أنا أي شيء وأنت لا تملك لنفسك من أمر نفسك أي شيء.
فكيف تدعي يا مسكين أنك تملك للأمة أو لمصر أي شيء؟
{قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ(154)}آل عمران.
مش لبشر على وجه الأرض أنت ما صنعت شيئاً ولا تستطيع أن تصنع أي شيء.
وأنا لا أصنع شيئا ولا أملك أن أصنع أي شيء.
إنما الأمر ابتداء وانتهاء لمن يملك الأمر كله لمن يدبر الكون.
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وتُعِزُّ مَن تَشَاء وتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(26)} آل عمران.
(1) الغسلين: عصارة أهل النار من القيح والصديد والضريع نوع من أنواع الشوك ينبت في أرض الجزيرة.
(2) من أمَّن يعني :أعطى الأمانة.
(3) ببغيهم: أي بظلمهم فيما بينهم.
يتبع إن شاء الله