إنها قصة علاقة وطيدة نشأت بين بطل قصتنا لهذا اليوم وبين صفحة من صفحات الوب، لكنها ليست مثل أي صفحة، فهي مليئة بالخلاصات والحكايات السريعة والأخبار الطازجة، وهي ليست صفحة ثابتة لا يتغير محتواها إلا في المناسبات، بل المحتوى متجدد على مدار الدقيقة الواحدة، ولذلك فبطل قصتنا مأسور محاصر داخل تلك الصفحة في كثير من أوقاته ( أو بعضها ) يرمق إلى تلك التغريدات القادمة إليه عبر سلك الانترنت بشغف وشوق لكل ماهو جديد ومفيد وما يأتي تباعاً من تحديثات وإضافات.
أولاً، وقبل أن نسترسل في الكلام، يجب أن تكون لغة التواصل بيني وبينكم سليمة، لذلك يجب علي أن اوضح لكم بعض المصطلحات الدارجة في سياق الكلام. <المتوتر> هو الشخص الذي يستخدم خدمة تويتر Twitter.com، وهو ليس مستخدم مبتدئ أو غير مهتم، هو شخص مدمن على استخدام هذا الموقع, مهتم بالتواجد فيه يومياً وفي أوقات مختلفة، يعتمد عليه في التزود بالأخبار وكل ماهو جديد ومفيد، يتواصل مع اصدقائه عبره أو ينشر من خلاله الكثير من التغريدات. <التغريدة> هي العبارة الموجزة المقيدة بـ 140 حرف التي ترسل عن طريق موقع تويتر فتصل إلى كل المتابعين للشخص الذي كتب تلك التغريدة.
فتح صديقنا موقع تويتر في الصباح الباكر، وبدأ في قراءة ما تحتويه صفحته من جديد وفي يده فنجان القهوة الساخن، قائمة متابعته تحتوي على قرابة الخمسمائة متوتر، لذلك؛ فصفحته الآن ممتلئة بالمتغريدات القادمة من أولائك الذين يتابعهم، بعضها لم يمضي على كتباتها سوى دقائق معدودة، يتصفح سريعاً ويقرأ الجديد، ويفتح بعض الروابط ( عناوين الصفحات ) التي شدت انتباهه.
* فائدة: موقع تويتر مفيد لمتابعة جديد العالم من حولنا، وللحصول على الأخبار السريعة.
أثناء مشوار تصفحه، يجد أحد المقالات المفيدة والمميزة في إحدا المواقع، يقوم مباشرة بأخذ رابطها ثم الانتقال إلى مواقع اختصار الروابط ( لأن عنوان الصفحة طويل ويحتوي على عشرات الأحرف ) فيلتهم ذلك الموقع العنوان الطويل ويعطيه عنواناً قصيراً، فيأخذه ويطلق تغريدته عبر حسابه في تويتر. تنطلق تلك التغريدة عبر الأسلاك الضوئية من تحت البحار فتصل إلى صفحات متابعيه الذين تجاوزوا الألف متابع ويقرأها كل من كان متواجداً في ذلك الوقت.
* فائدة: موقع تويتر يعتبر أداةً هامة لنشر الصفحات الجيدة والمواد المميزة على شبكة الانترنت.
لأن لديه الكثير من الأشخاص في قائمة متابعته، فإن التحديث في صفحتة مستمر ومتسارع ولا تمضي دقيقة واحدة إلا وقد وصله عدد من التغريدات الموجزة والتي يحمل بعضها روابط صفحات وصور ومقاطع فيديو وأشياء مميزة كثيرة تتطلب كل واحدة إمضاء وقت غير قليل لمطالعتها واستعراضها، لذلك؛ هو يمضي وقت لا يستهان به كل يوم في تلك الصفحة المليئة بالفوائد والعجائب.
* سلبية: تويتر يسرق الوقت بشكل احترافي.
في كثر من الأحيان ؛ يقوم صديقنا بعصر مخه عندما يريد أن يرسل تغريده حتى يختصرها لتصبح أقل من 140 حرف، فتكون حينها تغريدة موجزة مختصرة تعطي الفائدة المركزة، وذلك بسبب أن موقع تويتر وضع شرط إلزامي لأي نص جديد يتم ارساله عبر الموقع، وهو أن لا يزيد عدد حروف النص عن 140 حرف.
* فائدة: موقع تيوتر أفضل مكان لتلقي المعرفة المركزة والبعد عن كثرة الكلام والإسهاب الممل.
عندما يقوم الأخ المتوتر بفتح صفحته يجد أمامه آخر ما كتبه الأشخاص الذين يتابعهم، أما التغريدات السابقة فتنزل في اسفل الصفحة تدريجياً كلما مر الوقت، وأحياناً كثيرة ؛ تفوته الكثير من الفوائد والروابط المميزة التي كتبت قبل ساعات من دخوله إلى حسابه. وهكذا؛ كلما كثر عدد الذين يتابعهم المستخدم كثرت التغريدات وتسارعت التحديثات.
* سلبية: الفوائد التي تأتي عبر التغريدات تضيع سريعاً إن لم يكن المستخدم متواجد في تلك اللحظة.
بسبب المشكلة السابقة؛ قرر صديقنا أن يستخدم برنامج TweetDeck الذي يغنيه عن استخدام الموقع الرسمي لتويتر لكي يتابع التحديثات مباشرة من سطح مكتبه، هذا البرنامج يقوم بإظهار كل تحديثة جديدة بواسطة مربع تنبيهات يظهر فجأة على الشاشة في احد زوايها ثم يختفي ليعاود الظهور بعد ثوانٍ معدودة محملاً بتغريدة جديدة، لكن المشكلة أن هذه التغريدات القادمة تشتت تركيزه وأصبحت انتاجيته أقل من السابق بسبب التغريدات التي تقتحم عليه شاشته بين الحين والآخر.
* سلبية: موقع تويتر من أفضل المشتتات الذهنية على شبكة الانترنت.
بسبب تطبيقات تيوتر المنتشرة وحلوله الكثيرة، يمكن للمستخدمين البقاء متصلين بحساباتهم عبر تلفوناتهم المحمولة، وقد قرر صديقنا أن يضيف أحد البرامج إلى تلفونة كي يتابع الجديد والمفيد والطازج من الأخبار، فيستفيد من أوقات الانتظار في المكاتب والعيادات، ومن الأوقات الضائعة في المواصلات والتنقلات.
* فائدة: يساعد موقع تويتر على استثمار الأوقات الضائعة بشكل كبير.