حارس المنارة
هذه قصة حارس منارة بحرية كان يعمل على امتداد ساحل صخري و كان يحصل كل شهر على ما يكفي من زيت الوقود لكي يحافظ على ضوء المنارة متوهجاً ولأنه لم يكن يبعد كثيرا ً عن الساحل فقد كانت الزيارات إليه لا تنقطع وفي إحدى الليالي زارته امرأة من القرية المجاورة
واستجدته قليلاً من الزيت لأجل أسرتها
ومرة زاره أب وطلب منه قليلا ً من الزيت لأجل مصباحه
وزاره رجل أخر احتاج إلى شيء من الزيت كي يزيت عجلته
ولأن كل الطلبات بدت له معقولة لم يكن الحارس يرد أحداً خاوي الوفاض
لكن عندما أوشك الشهر على الانتهاء لاحظ أن مخزونه من الزيت قليلاً جدا ً
ثم ما لبث أن نفد فانطفأ فجأة ضوء المنارة
و في تلك الليلة غرقت سفن عديدة وهلك كثير من الناس
وعند التحقيق فيما حدث بدا الحارس شديد الندم على ما حدث
لكن رغم اعتذاراته المتكررة واستعطافه
فقد ظل الجواب هو :
أعطيناك الزيت لهدف المحافظة على ضوء المنارة ساطعا ً
إذا لم يكن الهدف الذي تعمل من أجله حاضراَ في ذهنك دائماً، فربما ضللت الطريق
من هذه القصة علينا أن نتعلم متى نعطي ومتى سيكون عطاءنا ضرر لنا ولغيرنا