طه حسين تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: لسنا إخوان ولكننا مسلمون! الثلاثاء يونيو 05, 2012 6:20 pm | |
| لسنا إخوان ولكننا مسلمون!
منذ أن كتبت مقالتي "اللهم فرعون والبحر وليس شمشون والمعبد" و" اقتلوهم فإنهم ابناؤكم"رأيناأن نلوذ بكهف الصمت بعيداً عن فضاء فتنة الكلام التي لا يحُد فيها حدولا أحد وإن كان فضاء العمل لا يحده إلا التوفيق والسداد من الله الذينسألهعزوجل أن يجعله نصيباً للعاملين في سبيل نشردعوة دينه الذي ارتضاهللعباد دينا شاء من شاء وأبى من أبى.
ولأن في حياة الشعوب لحظات فارقة تكون فيها كلمة الحق هي أقل ما يُفعل معذرة إلى ربنا ولعلهم يتقون. فقد رأينا أن نكتب هذه الكلمات.
لسنا إخوان ولكننا إخوان! لسنا إخوان ولكننا مسلمون! !
هذههي الحقيقة التي قد تبدو متناقضة ولكنها حقيقة. فنحن إخوان في الدين وفيالوطن ولكننا غير منتمون لجماعة الإخوان المسلمون. نحن لسنا منهمتنظيميا ولكننا مسلمون اختياراً وقناعة وتصديقا.
التيار الإسلامي والإعلام
الإخوانموجودون على الساحة منذ ما يزيد عن نصف قرن مليئة بالأحداث والمعاناةوالقصص التي لا تنتهي بل والمليئة بالتعلم من خلال الممارسة التي منالطبيعي أن يكون فيها الخطأ وارد كما هو الصواب.
ولكنقلما كانوا هم والتيار الإسلامي بصورة عامة على إختلاف أطيافه تحت الأضواءفي فضاء إعلامي مفتوح بلا ضابط ولا ميثاق ملزم .قلما كانوا تحت أضواءإعلام خاضع لهوى صاحبه الذي يدفع ليقول ما يريد ولا يملي عليه أحد أو شىءما يقول. حتى لوكان من سيملي عليه هو بقية من ضمير أو دين أو حياء.
هذاالإعلام الذي يصل للبسطاء قبل غيرهم بأضوائه المبهرة التي كما تبهرالعين تبهر العقل وتجعله في كثير من الأحيان مؤهل للتلقي أكثر منه إلىالتحليل وتصعب على الإنسان أن يفرق بين ما هو صحيح وما هو غير ذلك.
هذاالإعلام الذي في حقيقة أمره ليس حياديا كما يعتقد البعض ولكنه موجهبدرجة أو أخرى وكلما قل هذا التوجيه كلما وصف بالحيادي. فمن المعروف إذاًأن الإعلاميصنع الرأي العام ولا يعبر بالضرورة عنه إلا في حالاتنستطيع أن نطلق عليها إلا من رحم ربك.
ومنذ أن صعد نجم التيار الإسلامي بصورة عامة وفوجئ من فوجئ بأن وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يتحقق بأنلا يترك هذا الدين بيت مدراً ولا وبراً إلا دخله ليس فقط بعز عزيز بلأيضاً بذل ذليل .عزاً يعز الله به الإسلام وأهله ويكرم الكريم به حتىمحبيهم وجلسائهم كرماً منه سبحانه وذل يذل الله به أهل الكفر ومن ولاهم .
منذأن حدث ذلك لاحظنا أنه قد جن جنون هذاالإعلاموشمرت زمرة من نجومه عنسواعدهم بل عن سيقانهم والهدف هو هؤلاء الذين نمو في ظلام اصطنع عمداًكي لا يعلم أحد بما كان يصُنع بهم من تنكيل وإهدار للكرامة وفي أقصىالظروف كان الإحتواء هو الوسيلة لتحجيمهم. هذا التحجيم والظلام جعله اللهعليهم ظلة جعلت غيرهم يطمئن أنهم غير موجودين أو على الأقل غير مؤثرينأدرك هؤلاء المشمرون أن مواجهة هؤلاء بصورة مباشرة لم يعد يجدي نفعاً فقدزادهم قوة وعددا فقرروا (أو قُرر لهم) مواجهتهم بالتشويه على طريقةالطفل البلطجي الذي عندما يعجز عن مواجهة الرجل فإنه يقذفه بحمضالكبريتيك( ماء النار) فيشوه وجهه أو يقذفه بالحجارة ويجري فإن طاردهالرجل فقد هيبته وإن تركه أهدرت كرامته.
ونستطيعأن نقول أن الطفل قد أنجز جزء لا بأس به من ذلك في نفوس البسطاء فأنتتستطيع أن تسمع الآن بائعة الخضار تقول جملة "الشيوخ هيخربوها" وتسمع عاملنظافة يعلن أنه يكره الاخوان المسلمون أو الشيوخ وعندما تسأله لماذا؟يجيب لانهم لم يفعلوا شىء في مجلس الشعب. وآخر يختار شخصية اخوانية فيقريته متسائلاً من أين له ذلك؟ ونحن نعرف أهله إذًا "فالأخوان حرامية"وأحيانا يعلن أن "كل الشيوخ حرامية" على حد تعبيره وهكذا يجد المرجفونومن يريدون أن يشوهوا كل من وما هو إسلامي سبباً لما يسمونه نقداً(وأحيانا سياسة) وفي الحقيقة هو لا يتعدى أن يكون سوء أدب وقذف يعاقبعليه ليس فقط القانون بل الدين الذي يعاقب على ذلك بحد القذف إن لم يأتيبالشهداء ولعل هذاالإسقاط(الذي شجعه التشويه الإعلامي) ظناً منهم أنذلك يعفيهم أمام اللهمن عدممحاولة الإلتزام بدين الله بحجة أن من يدعونالإلتزام هم ليسوا علىخلقمسقطين الخاص على العام ومهولين من الهناتوخالطين بين الحق بالباطل والصالح بالطالح. وكان أولى بهم أن يحاولواالإلتزام ضاربين للناس مثلأعلىفي كيف يكون الملتزم على خلق.
وسيظلهذا الإعلام ممثلا في زمرته المشمرة عن كل ما يمكن أن يشمر عنه مستمرين فيحملة طويلة الأمد لتشويه كل ما هو إسلامي بعد أن غرقت سفنهم القديمة علىأمل أن تأتي الديمقراطية بما تشتهي أنفسهم لأنها أتت لهم بما لا تشتهي حتىسفنهم الجديدة فقرروا أن يطلقوا الدخان على ما أتت به الريح على أمل ألايرى المذبذبين والمرجفين الذين قد يقرروا الركوب معهم طبيعة هذهالسفنأوطبيعة ما أتى.
وما أتى إن شاء ريح طيب على كل محب للصلاح و الإصلاح ورياح عاصفة سوف تعصفبكل ما ومن هو فاسد وسوف تقد مضجع كل من كان جزء من سفينة الفساد التيغرقت إلى غير رجعة إن شاء الله.
المسلمون ومسئولية اختيار الحاكم
لسناإخوان ولكننا مسلمون ولأننا مسلمون فنحن ملزمون وملتزمون بما الزمنا بهالإسلام وليس ما الزمنا به الإخوانفلننسى الأن أمر الإخوان كجماعة وأمرالحرية والعدالة كحزب ولنرى ما يلزمنا به ديننا لأننا عندما سنقف أمامالله فردا لن يسألنا هل كان الإخوان ملائكة أم شياطين بل سيسألنا لماذاإخترت فلان رئيساً وهل كان هو الأمثل أم لا؟
ولايخدعك شياطين الإنس والجن بإلهائك عن الإختيار (الذي هو واقع) بالتنظيرلما هو مفروض وما قد يكون قد كان وما يمكن أن يكون والذي لن يغير إلانتيجة الإختيار إلى ما لا يحمد عقباه نتيجة الإنشغال بما لا ينفع فيتوقيت غير صحيح وهذا سيكون جل منال من يتمنى أن لا تكتمل الإنتخاباتبصورة أو بأخرى بل يسعى لذلك ويعلم أنه لو أكملت الإنتخابات ومهما حدث منمحاولات تزويرأوغيره فلن يجدي ذلك نفعاً في حالة حسم كل مسلم أنارالله بصيرته ورأىالحقحقاً بدون تشويش ورأى الباطل باطلاً بدون تلبيسلأمره ومعرفة واجبهوآداءأمانته.
ولننستفيض في صفات الحاكم ولا القواعد التي نختار على أساسها لأن ذلك الامرتفصيلاً موضعه الكتب الماتعة وألسنة الشيوخ الربانيين ولأن هذه مجردتذكرة فسوف نثير عدة نقاط نتوقف فقط عندها لنعلم أمام أي مسئولية نحن وهلهي مجرد لعبة سياسية أو إرادة شخصية تخضع للهوى أو الراحة أو مجرد اعتقاد؟ وهل هذا الاختيارسيخدمهدف شخصي أو سيرفع مستوى الدخل وما إلى ذلك ؟ أم نحن أمام قرار مصيريليس فقط للأمة بل لشخصي أنا كناخب ولمستقبلي أنا كشخص. ليس المستقبلالقريبفقطبل للمستقبل البعيد بعد أن يُفتح باب الموت الذي هو مجرد معبرلحياة طويلة.. وطويلة جدا لا تنتهي فهل مثل هذا المستقبل لا يستحقالتأمين؟ ولكن كيف يكون اختيار الحاكم بمثابة تأمين لمستقبل ما بعدالموت؟ أليست هذه الولاية خاصة بالحياة الدنيوية فقط؟
كثيراًما نسمع جملة مثل " لماذا تدخلون الدين في السياسة ؟ " أو "لماذا تستخدمونالدين في كل موضع ؟ " ولعل من يقول ذلك وإن كان محق في مواقف يستغل فيهاالبعض الدين كعباءة يغطي بها على مآربه وأخطاءهلكنهمغير محقين في كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بأداء أمانة أو خلق أوعبادة فإن لم يكن هذا مجال الدين فأين يكون إذًا؟ ولهذا فإن اختيارالحاكم هو دين من حيث هو أداء للأمانة.
فمنالمعروف أن اختيار الحاكم أمانة في عنق الذي يختاره سواء كان من أهلالحل والعقد كما في النظام الإسلامي أو من الشعب كما في النظامالديمقراطي ولا يعذر بالجهل لأنه يكون بمثابة القاضي الذي يحكم بين إثنينكما قال بنتيميةفي كتابه الماتع السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية "والقاضياسم لكل من قضى بين إثنين وحكم بينهما. فأنت عندما تختار بين إثنين لولايةالمسلمين فأنت قاضي ولن يخرج مصيرك عن ثلاث كما أخبرنا الصادق المصدوق صلىالله عليه وسلم القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة فرجل علمالحق وقضى بخلافه فهو في النار ورجل قضى بين الناس على جهل فهو في النارورجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة" رواه أهل السنن
فهلأنت ستعلم الحق ثم تقضي بخلافه أم ستقضي على جهل وتغامر بأن يكون حالكومستقرك هو حال أهل النار ومستقرهم ؟ هل تتحمل شرب الصديد وماء الحميموأكل الزقوم وهل تتحمل حرها وصراخها والخلود في ذلك والعياذ بالله؟ أمأنك ستعلم الحق وتقضي به فيكون لك الجنة التي يكفي فيها قوله تعإلى "ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُم مَّايَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ".
والآن سيقول البعض إننانقولأن من سينتخب فلان سيدخل الجنة ومن سينتخب فلان سيدخل النار وهذا غير صحيحفأنت تقول أن الكافر في النار والمؤمن في الجنة إن خُتم لهما بذلك وهكذانحن نقول أن من أدى أمانة الاختيار كما في الحديث كقاضي فهو في الجنة ولانقول أن من سينتخب فلان هو في الجنة والفرق كبير لأن مدار الحكم هنا هوالفعل وليس الشخص. ومعنى ذلك أننا نقول لتدخل الجنة أدي الامانة لأنك بعدمأدائها تغامراً بدخول النار ولا نقول أن بأيدينا الجنة أوالنار والعياذبالله..فقد علمنا ربنا سبحانه أن لا نزكي أحد قال تعالى " ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾ ولا نحكم لأحد بالنار ولكن نذكر ونحذر الناس مما حذرنا منه الله ورسوله صلى الله عليه و سلم .
عزيزي الناخب أو قل عزيزي القاضي
فلنكنأكثر صراحة ووضوح رغم أنني لا أحبذ دائما أن اتكلم عن أشخاص بأسمائهمولكنني سوف استثني هذه المرة لأن الأمر يستحق وهو شأن عام لأمة الإسلاموكما نحن دائما سنكتب بدون تجريح أو إساءة.
فيإنتخابات الإعادة الرئاسية سوف تكون الأمانة في عنقك أنت شخصياً أمام اللههي أن تختار من هو الأمثل (الأصلح) للولاية العامة الدكتور/ محمد مرسي أمالفريق أحمد شفيق.
وليستالأمانة إن كنت ستختار الإخوان أم لا.. ولا هل هم يصلحون أم لا.. ولاالامانة أن تجتر أخطائهم ولا أن تساومهم على مستقبل هذه البلد كأنها بلادهمهم وحدهم وكأنك تقول لهم إن لم تعطوني ما أريد فسوف أبيع هذه البلد لمننهبوها!
أوكأنك تقول لنفسك هذه فرصتي مع هؤلاء كي أصفي حساباتي معهملأني لاأحبهم أو اختلف معهم وفي الحقيقة أنت ترتكب في حق نفسك خطأ لا يحمد عقباهفأنتلاتؤدي الأمانة التي سوف تسأل عنها فردا ذليلا لا يقف ساعتهابجانبك لا إخوان ولا غيرهم. تقف وحيداً تسأل عما كنت تعتبره مجرد حريةشخصية أو مجرد رأي وهو في الحقيقة أمانة كبرى تستحق التأمل والتفكير.
ولكن كيف تختار الأمثل منهما؟
إن كنت لا تعرف فتعلم من هذه الفتاة الحكيمة التي قالت لأباها عن نبي الله موسى ونُقل لنا قولها في قرآن يتلى إلى يوم القيامة (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُإِنَّ خَيْرَمَنِاسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ)وأصبحت هذه صفات أساسية فيمن يتولى الولاية فهو يجب أن يكون قوي والقوةتشمل كل انواع القوة كالعلم والقدرة الصحية وغيرها وأيضاً الأمانة وتشملكل أنواع الأمانات التي يجب أن تؤدى ومنها بل وأهمها تطبيق شرع ربالعالمين العالم بالأصلح لعباده في دنياهم وآخرتهم.
أ-القوة : 1-قوة الشخصية: بالطبع القوة لا تعنى الشدة في غير موضعها ولا عدم القدرة على التحكم في النفس وقد رأينا جميعا كيف أن الفريق شفيق يفقد أعصابه ويهين من يحاوره بدون داعي بل يهدد ويتوعد على عكس الدكتور محمد مرسي الذي وجدناه سريع البديهة يتحكم في أعصابه حازم في كلماته واضح في معانيه بل حتى في لغة جسده غير متوتر على عكس الفريق شفيق. 2-قوة أتباعه:في الحقيقة فإن الرئيس القادم أياً كان سوف يعاني كثيراً في تنفيذ سياساتهإن لم يكن له قاعده متفانية تساعده في تنفيذ هذه السياسات وهذه الصعوبة هينتيجة تفرق الفرق وتحزب الأحزاب بعد الثورة وعدم الإنضباط أو إحترام سيادةالقانون مما سيجعل هناك فرق كثيرة من مصلحتها إعاقة تنفيذ السياسات التيسوف يحاول تنفيذها الرئيس أياً كان ولذلك فالرئيس الذي تدعمه مؤسسة منظمةسوف يستطيع إخراج هذا الوطن من هذه الفترة الإنتقالية والتي سيكون مدتهاأربع سنوات على الأقل إن لم تمتد في فترة رئاسة غيره.ولذلك فالدكتور محمد مرسي أقدر من الفريق شفيق ولنتذكر أنه عندما تتولى منصب فسوف تفكر دائما في من تثق في كفاءتهم لتوليهم أماكن المسئولية فمن أين سيأتي الفريق أحمد شفيق بمن يوليهم مناصب إلا من نفس المعين الذي ظل فيه لفترة طويلة ينهل منه وله؟
والعليم بالأمور يعلم جيدا أن من يحب الإخوان يجب أن يختار محمد مرسي لأن الإخوان سوف يكسبون رضا الرحمن إن فعلوا لدينهم وأمتهم ما يرضي رب العالمين. ومن يكره الإخوان يجب أن يختار محمد مرسي لأن الإخوان سيخسرون كثيراً من شعبيتهم ومصداقيتهم في الشارع مهما فعلوا لصالح هذه البلد بطبيعة المرحلة التي لن يرضى فيها أحد عن أحد أو محكوم عن حاكمه.
ب-الأمانة : الأمانة كما يقول بن تيمية رحمه الله ترجع إلى خشية الله وألا يشتري بآياته ثمناً قليلا وترك خشية الناس.
فمن تحسبه على خير من ناحية خشية الله ؟
- هلهو رجلاً يقول سأؤدي أمانة تطبيق شرع الله وإن كان كاذباً ( وهو ليس بكاذببل نحسبه على خير والله حسيبه)أم رجل لا يهتم كثيراً بالأمر برمته ولايعتبره أمانة؟ - هل هو رجل عزل بمليونية أم هو رجل ائتمنه الغرب على تعليم أبنائهم بل وحتى مشروعات هامة لديهم؟ - هل هو رجل ائتمنه خائن أم رجل ائتمنته أُمة ورجال متوضئون؟ - هلهو رجل يحاسب الآن على فساد وإهدار مال عام أم رجل طاهر اليد باع أبيهماشيته حتى يساعده أن يسافر لتحصيل العلم كي يعود به ليخدم وطنه؟
مرة أخرى عزيزى الناخب أو قل عزيزي القاضي
- هل ستؤدي أمانتك؟ - أم ستشغل نفسك بكره وحب الإخوان وهل سيتأثرون بالسلطة أم لا ؟ - وهل ستزور الانتخابات لصالح الفريق شفيق بطريقة أو بأخرى أم لا ؟
- وهل ستظل تضرب الظنون في الظنون لعلها تنتج يقيناً؟ أمستحسم أمرك قائلاً إن كان الإختيار بين أحد رموز النظام السابق الذي فعلما فعل بهذه البلد وبين أي أحد فأي أحد هو أمثل منه بدون مساومات ولامماحكات ولا إجترارات؟ وبعدأن نؤدي دورنا في إنقاذ هذه البلد ساعتها سيحين الوقت لننتقد من نرى أنهمخطئ وما نرى أنه خطأ بكل حرية ولوجه الله ولن نتملق أحد إن شاء اللهحتى لو كان من التيار الإسلامي نفسه.
وتأمل معي ما يقوله شيخ الإسلام معلماً ايانا كيف يختار من ولي الامر ولياً مبوباً الباب بعنوان اختيار الأمثل فالأمثل "إذاعرف هذا فليس عليه أن يستعمل إلا الأصلح الموجود وقد لا يكون في وجودهمن هو صالح لتلك الولاية فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب وإذا فعل ذلكبعد الإجتهاد التام وأخذه للولاية بحقها فقد أدى الأمانة وقام بالواجب فيهذا وصار في هذا الموضع من أئمة العدل والمقسطين عند الله وإن اختل بعض الاموربسبب من غيره وإذا لم يكن إلا ذلك فإن الله يقول " فاتقوا الله ما استطعتم "ويقول " لا يكلف الله نفسا الا وسعها" إنتهى. وهكذاكل من ولي أمر تولية ولي فهو مسئول عن ذلك فالناخب قد تولى امانة توليةولي الأمر فإن تقيد بأن يختار الأمثل أي الافضل قدر الإمكان فقد أدىأمانته وأما إن اختار بالهوى فقد ضيع أمانته. ولمن لم يدرك بعد حجم مسئولية الإنتخاب فليسمع ما يقوله المصطفى صلى الله عليه وسلم"من ولى من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله" وفي روايه "من قلد رجلاً عملاً على عصابه وهو يجد في تلك العصابة أرضى منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين" رواه الحاكم في صحيحه.
فإنكانت خيانة الوطن تسمى خيانه عظمى ويحكم فيها بالاعدام فما هي عقوبة منخان الله ورسوله والمؤمنين؟ وهل تقبل أن تخون الله وتخون حبيبك محمد صلىالله عليه وسلم ويأتي المؤمنون جميعا يوم القيامة ليقتصوا لخيانتك أياهمجميعاً؟
أمامن ينتظر فقط مصلحة شخصية أو مبلغ من المال فعليه أن يتأمل ما قالهالمصطفى صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة –رضي اللهعنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثةلا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم:رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من إبن السبيل ورجل بايع رجلا سلعة بعدالعصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غير ذلك ورجل بايع إماماًلا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفا وإن لم يعطه منها لم يف"
عزيزي الناخب أو قل عزيزي القاضي الآن علمت فالزم
الثقة والبشرى والعمل
رغمكل ما ذكرناه سابقاً عن محاولة تشويه الإسلاميين بل كل ما هو إسلاميفنحن على ثقة أن من نصر ناصريه - ممن تبنوا الإسلام طريقة للحياة علىاختلاف مناهجهم- وهم مضطهدون مقهورون قادر أن ينصرهم بعد أن قهر مضطهديهموقاهريهم فهو القاهر القادر الحكيم العليم بكونه وعباده ولكن سبحانهيدفع الناس بالناس ليهلك من هلك عن بينه ويحيى من حيا عن بينه.
وهذه الثقة تعلمناها من النبي صلى الله عليه وسلم فقد كتبنا خلال محنة غزة مقالة بعنوان "البشريات تولد من مخاض المحن"وهي مقالة توضح منهجنا النبوي الذي لا يثبط الهمم ولا يعلم الكسل بليدفع إلى العمل والأخذ بالأسباب بغض النظر عن النتيجة التي هي بيد ربالأسباب . فرب العزة سبحانه لم يطلب منا النتيجة بل طلب منا العمل وتكفلسبحانه بالنتيجة التي قد نرضى عنها فيكون لنا الرضى أو نسخط عليها فيكونلنا السخط فبحكمته يقضي ويؤقت والحكمة الإنسانية كما يخبرنا الإمام بنالقيم هي"قولما ينبغي أو فعل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي على الوجهالذيينبغي"فمابالنا بالحكمة الإلهية التي لا يحدها حدود ولا يعوقهاقيود وللهالمثلالاعلى.
وثقة في الله وحسن ظن فيه سبحانه نبشر أن من أهلك فرعون وجنوده سوف يهلك هامان وجنوده إنهم كانوا خاطئين “إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ”. لقد سُئلت قبل الإنتخابات ماذا تتوقع فقلت اتوقع إعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق فضحكسائلي قائلا لم تجد إلا شفيق فقلت له هذا ما اتوقع ولو سُئلت الآن سأقولأبشروا خيراً فالله متم نوره ولو كره الكافرون والمنافقون والمرجفون " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " وسيفوز الدكتور محمد مرسي إن شاء الله وسيفوز معه كل من أحب الإسلام وأهله. وحتىلا يعتقد البعض أن هذه نظرة ايمانية أو مجرد ظنون فقط وليست نظرةعقلانية أو منطقية دعونا نستعرض الكتل التصويتية واحتمالات انتقالها منمرشحلآخر:
كما نرى في الشكل أن الصوت المقتنع بالإسلام كمنهج حياة والذي نسميه الصوت الإسلامي مجازاً وهو عبارة عن كتلتين. الكتلة الأولى قد يكونوا ثوريين ولكنهم محافظين أما الثانية فهي تمثل الصوت الإسلامي الثورىوهم أُناس مقتنعين بالإسلام كمنهج حياة ولكنهم متحررين ويغلب عليهم الطابعالثورى وهاتان الكتلتان صوتتا بصورة رئيسية للدكتور محمد مرسي والدكتورأبو الفتوح وتبادل جزء من كلاً منهما ( فى الشكل باللون الأحمر)لنفسالمرشحين.
أما ما نسميه الصوت الثوريفهم أناس ثوريون لا يريدون إعادة انتاج النظام القديم ولكنهم ايضاًليسوا مقتنعين بالإسلام كمنهج حياة ولا يثقون فيمن يقدم المشروع الإسلامي كأشخاصويفضلون أن يكون الدين بعيداً عن أسلوب الحياة التي يتمنوا أنتكونحياةحديثة بدون قيود إلا من الأعراف وما يُتفق عليه أنه خلق طيبوهؤلاءصوتواللأستاذ حمدين الصباحي ليس فقط كمرشح ثوري يذكر بالرئيسالراحل عبدالناصروجرأته واهتمامه بالفقراء بل أيضاً كحل بديلللإسلاميين والنظامالسابق. أما الصوت المتخوف أو المُخَوف (وينضم تحت لوائه معظم نصارى مصر وكثيراً من رجال الأعمال) والصوت المضلل سواء بالإعلام أو بغيره (وينضم تحت لوائه الكثير من البسطاء) والصوت المتسلقالذي تعود أن يمشي في ظل الحكومة وأن يكون في حمى الحاكم (ويضم كثيراً ممنارتبطت مصالحهم بالنظام السابق سواء من رجال الأعمال أو الموظفين) . كلهؤلاء صوتوا جميعاً للفريق شفيق لعله يكون حلاً للتخلص من خوفهم من فصيلديني يعتقدون أنه متشدد وأنه سوف يعكر صفو حياتهم ويعقدها أو من فصيلثوري يعتقد البعض أنه سوف يقضي على آمالهم في اكمال رحلة كنز السلطةوالثروة وهؤلاء هم من كانوا يستفيدون من النظام القديم ويأملون في إعادةانتاجه ولو بصورة أقل وطأة على الشعب أو بالأحرى صورة أكثر قبولاً. وأما الكتلة المزاجية التي أعطت صوتها للمرشحين الآخرين مجتمعين فتنقسم بصورة رئيسية إلى جزأين. الجزءالأول أكثر من اثنين مليون صوت للسيد عمرو موسي وهي ليست كتلة مزاجيةبالكلية بل موجهة بطريقة خاطئة أو قل على أمل أُكتشف لاحقاً وسريعاً أنه لنيفيد أما الجزء الثاني حوالى نصف مليون والذي أعطى صوته للمرشحينمجتمعين وهي كتلة مزاجية بالكلية. بالطبعيجب ملاحظة أن هذه الكتل الأساسية وهي متداخلة بدرجة أو أخرى ولكننا فقطنحاول توضيح الكتل الأساسية والتي تؤثر في النتيجة بصورة عامة بدونتفصيل مربك. أماالشكل التالي فيوضح احتمالات تحرك هذه الكتل في مرحلة الإعادة ولكل واحدأن يضع الاحتمالات التي يتوقعها وأعتقد أن النتيجة النهائية ستكونواحدة:
كما نرى في الشكل الصوت الإسلامي (المحافظ) بكاملة سيتوجه للدكتور مرسي بما فيه الجزء الذي أعطى سابقا للدكتور أبو الفتوح ( الجزء باللون الأحمر) أما الصوت الإسلامي الثوري فسيقاطع منه جزء نقدره بحوالى 25% ( باللون الأسود) أما الباقي منه سيعطي للدكتور مرسي بما فيه الجزء الذي أعطاه سابقاً ( الجزء باللون الأحمر). وسيقاطع ما يعادل 45% من الصوت الثوري ( باللون الأسود) والباقي سيعطي للكتور مرسي بما فيه ايضاً الجزء الذي أعطاه سابقاً( الجزء باللون الأحمر). أما الصوت المزاجيفسيتحول معظم الذين اعطوا صوتهم للأستاذ عمرو موسي وهم ما يزيد عن اثنينمليون صوت للفريق شفيق وجزء منهم سيقاطع وهذه الكتلة سوف تضاف للأصوات المتخوفة والمُضًللة والمتسلقةالتي حصل عليه سابقاً ( ما يزيد عن خمسة مليون صوت) وما يزيد عن نصف مليونصوت باقي الكتلة المزاجية سوف يصوت للدكتور مرسي وجزء من الكتلة المزاجيةبصورة عامة سيقاطع نقدرة ب 15 %. وكمانرى في الشكل الكتل التي ستقاطع سوف تخصم من نصيب المرشح الإسلامي بصورةرئيسية وليس من نصيب الفريق شفيق ولذلك فمن يفعل ذلك فما أدى أمانته بلهو في الحقيقة أعطى صوته للفريق شفيق والنظام السابق ولم يختار الأمثل بلاختار خياراً سلبياً عكسياً. بالطبعكل هذه تقديرات ليست بالغة الدقة ولكنها صورة مختصرة نرجو أن لا تكون مخلةلما نتوقع أن يكون وكما نرى فالنتيجة في كل الأحوال واضحة ولذلك فإن خلطالأوراق هي المحاولة الوحيدة الممكنة لتجنب هذه النتيجة ونستطيع أن نقول أنخلط الأوراق يكون بتفريق الفرقاء وإن أمكن الندماء وإلهاء كل فرقة بماتهوى فهذا نشغله بقضية التزوير وذاك نشغله في إظهار الرفضللإنتخابات بالكلية في صورة صاخبة ويا حبذا عنيفة والآخر نشجعه علىالمساومة التي يعتبرها فرصه لن تعوض فيضيع الوقت ولا يستطيع أحد حشدهؤلاء الساخطين على الأقل حتى تنتهي الإعادة ويحدث المراد وساعتها لكلحادث حديث فكثيراً هم من يُتَوقع منهم قبول الذهب الرنان أو الكراسي المذهبة وبعضهم يُتَوقع منهأنيقبل حتى فتات الكلاب.
فيا ليت الجميع يعلم أن الوقت وقت توافق وليس إختلاف. وقت إنقاذ وليس وقت مساومات. وقت حسم وليس وقت تذبذب وإرجاف.
اطمئنوا فحاكم هذا البلد مكتوب في اللوح المحفوظ ولكن الله سبحانه وتعالى يدفعالناس بالناس لكي يؤدي كل منا دوره فيكون عمله حجة له أو عليه فلا تشغلبالك بمن سيتولى مقاليد الحكم ولكن اشغل بالك بهل ستؤدي أمانتك لتكون ممنأدى دوره فكان حجة له أم ستضيع أمانتك فيكون ذلك حجة عليك؟
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعله لنا لا علينا اللهم آمين.
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|