طه حسين تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: تعالى اقعد هنا فهّمنى، إيه اللى بيحصل فى البلد الثلاثاء يونيو 19, 2012 11:55 am | |
| «تعالى اقعد هنا فهّمنى، إيه اللى بيحصل فى البلد؟».. عاجلنى صديقى محمد الميكانيكى بهذا الطلب حتى قبل أن ألقى عليه السلام. قلت له: «بتسأل على إيه بالضبط؟».
«دلوقتى مش إحنا وقفنا فى الطوابير وانتخبنا مجلس الشعب وقلنا هننتخب الرئيس علشان المجلس العسكرى يرجع لشغلته الأصلية، طيب إيه اللى حصل خلاهم بيقولوا هيقعدوا شوية شهور تانى؟».
قلت له: «أبدا هذه هى الطريقة الزلنطحية فى إدارة المرحلة الانتقالية».
«يعنى إيه».. سألنى. وأجبته: «فاكر الفيلم اللى فيه أنور وجدى ذهب إلى البقال وطلب منه بقرش صاغ جبنة، فلما جاء له البقال بها، قال له أعطنى بقرش صاغ حلاوة، فلما جاء له البقال بها، رجّع له الجبنة وقاله السلام عليكم. فسأله البقال: فين الفلوس، قاله أنور وجدى: فلوس إيه؟ قاله البقال: فلوس الحلاوة. قاله ما أنا أعطيتك الجبنة مكان الحلاوة. قاله البقال: هو أنت كنت دفعت فلوس الجبنة؟ فرد عليه أنور وجدى بسرعة واستهجان: هو أنا كنت أخذت الجبنة!!».
قال لى: «آه فاكر، بس مش فاهم إيه علاقة ده بالمجلس العسكرى». قلت له المجلس العسكرى عمل انتخابات حرة ونزيهة والإخوان والسلفيون فازوا بالأغلبية، ولكن وفقا للإعلان الدستورى الأولانى مش من حقهم يشكلوا الحكومة لأن المجلس العسكرى هو اللى معاه منصب الرئيس.. صح؟» قال لى: «صح».
قلت له: «أوم إيه قبل انتخابات الإعادة على الرئاسة بيومين، راح مرجّع الحلاوة عن طريق حل مجلس الشعب، وقبل ما يفوز الإخوان بالرئاسة راح عامل إعلان دستورى تانى علشان يأخذ منهم الجبنة بإنه يكتّف رئيس الجمهورية، وبكده يعطى له الجبنة ويأخذ منه الحلاوة، ولما يعطى له الحلاوة يأخذ منه الجبنة. وهذه هى الطريقة الزلنطحية فى إدارة المرحلة الانتقالية».
«وربنا صح، ده زى المثل بتاعنا اللى بيقول: من ذقنه وافتله».. قال صديقى. قلت له «والله أنا مش متأكد من معنى المثل بس شكلك فهمت يا محمد. أقوم أمشى أنا؟».
«تمشى تروح فين، لازم تفهمنى هل هم خططوا للحكاية دى من الأصل أم هى جاءت معهم كده؟».. سألنى صديقى.
قلت له «الحقيقة وفقا للحبة دول من أصدقائى فهم يعتقدون أن المجلس العسكرى شاطر وخبيث وعارف يتكتك تكاتيك، ووفقا للحبة التانيين من أصدقائى فهم يعتقدون أن خوف القوى السياسية الليبرالية من الإخوان والسلفيين بيفتح ثغرات بيعرف ينفذ منها المجلس العسكرى».
«طيب وإنت رأيك إيه؟». قلت له هأسألك سؤال الأول: «هل إنت من اللى بيدخلوا على الفيس بوك وتويتر ويشتموا فىّ؟» قال لى: «لأ، أنا بضرب على طول». قلت له: «طمنتنى، كده أقدر أتكلم براحتى بس بلاش تقول للأصدقاء على الفيس بوك وتويتر علشان كل ما أقول حاجة ما تعجبهمش يقولوا لى (لقد سقطت من نظرى والحاجات دى). والحقيقة أن المجلس العسكرى يستغل الثغرات الناتجة عن نخبة سياسية فاقدة القيادة والبوصلة والتوازن والثقة فى بعضها البعض. ولولا هذا التشرذم، لما وجد المجلس العسكرى فرصة أو قدرة على أن يصبح هو المهيمن على الحياة السياسية بهذه الطريقة».
«طيب وهنعمل إيه دلوقتى؟» سألنى، وأجبت: «لازم نكمل فى رحلة البحث عن الجبنة والحلاوة مع بعض».
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|