لتلقي لمحة في أعماق النفس
تلمسي مواطن أخطاء تراكمت
تحلي بعدها بشجاعة المؤمنة
...لتحدثي إفاقة من سكرة غفلة مزعجة
إنها انتعاشة روح
إنها حياة جديدة
إنها عهد جديد مع ربك
ولأنها في رمضان
حتما ستكون عميقة الأثر
إنها سلسلة [انعشي حياتك في رمضان]
بإشراف: أ:بلقيس الغامدي
تابعيها لتحيي الحياة بوجه جديد..
"انعشي له قلبك"
اعفي عن الزلات
اصفحي عن الخطيئات
...تجاهلي الهفوات
لتهنئي بكرامات وكرمات
تتنزل في هذا الشهر
يقول تعالى:
(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ)
النور/22
ولاتنسي أن خير ماتستجلبين به الطاعات
وتتيسر به الخيرات
أن تتهيئي لها بطاعة
(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)
الليل/7.
"انعشي أيامك "
ففي هذا العام
سيكون شهر رمضان مختلف
لا كما مضى
...خططي ورتبي أعمالك
ولا تنسى أن تكتبي أهم هدف تريدين تحقيقه وإنجازه
لأنه كما قيل:
(( من لم يكن له أهداف مكتوبة فليس له أهداف ))
هل تريدين أن أعينك بهدف؟!
تأملي:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ "لعلكم تَتَّقُون")
البقرة/183
إنه ( التقوى )
ومعناه أن لايراني الله حيث نهاني ولايفتقدني حيث أمرني
...
مارأيك خططي جيدا لتحقيقه
وانتظري هذه البشارة بحياة سعيدة هانئة
إنها ليست مني إنه بشارة الكريم سبحانه:
( فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون)
الأعراف/35
"انعشي فؤادك"
لبّي نداء الله لك
وافرحي بموسم الطاعة
...فرّغي قلبك في رمضان من كل محبوب
لاتجعلي في قلبك غير( الله )
ولتبدأي هذا الشهر
بداية مختلفة
اطلبي رضاه
تلمسي مواطن رحمته ومغفرته
اقبلي إليه بحب وصدق
أثيري كوامن الشوق له
وليكن شعارك
( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى )
طه:84
"انعشي نيتك"
لحظات وتغمضي جفنيك
وتغفين لتنامي
...إليك همسة صباحية
ماذا عن نيتك ياأخيه؟!
نعم انعشي نيتك
احتسبي هذه النومة
من أجل يوم مليئ بالنشاط
مابين بر للوالدين
والمساعدة في تفطير الصائم
والصلاة على وقتها
ولاتنسي..!
أن تنامي على وضوء
فإن لك ملكا يدعو لك بـ
(اللهم اغفر لعبدك فلان إنه بات طاهرا)
"انعشي ضميرك"
انقضت اربعة ايام
وقد أودعت فيه ما أودعت
...وهاهو شعاع شمس اليوم الخامس
وكأنه ينادي بك :
[ فرصة ثانية تبدّت
فلاتفرطي وتضيعي اللحظات
فهذه الأيام من أجلك أنت
من أجل حياة جديدة
من أجل عهد جديد مع ربك
فهل سيكون اليوم
خير من الذي مضى؟!]
قوليها : ( نعم سيكون )
فقط انتعشي ضميرك
وسيكون بإذن الله
"انعشي ذاكرتك "
بانكسار قلبك
وضعف نفسك
لتسترجعي شريط ذكرياتك سريعاً
...
لقد كانوا معك
عشتم سوياً
إنهم
أحباب تواروا تحت التراب
فبقدر حبك لهم
لاتنسي أن تخصيهم بدعوة
فإن للصائم دعوةٌ لا تُــــــرد! ...
فقد جاء في الحديث الصحيح:
((ثلاثة لا ترد دعوتهم.......وذكر منهم الصائم حتى يفطر..))
الآن الآن
"انعشي ذاكرتك"
وادعي لهم
"انعشي ذهنك "
تعلمين جيدا أنه في هذه الأيام
تصفد الشياطين
...فإياك أن تدعي إلى معصية
ولا تجاهري بها أوتعلنيها
بل حتى ولا تعيني عليها
لأنك حينها ستكونين من شياطين الإنس
وحاشاك أن تكوني
فعليك بنفسك
ألجميها بلجام الاستجابة لله
وتعوذي من شرها
وتذكري دعاء الرسول:
[نعوذ بالله من شرور أنفسنا]
وقوله تعالى:
[إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي]
"انعشي همتك "
هلم بك راجية رحمة الله ومغفرته
ها قد هُيّأت لك الأجواء
واستعد لتوبك وأوبتك وعودتك كل شئ
هاهي أبواب الجنة فُتحت
...وغُلّقت عنك أبواب النار
وأُنزلت عليك الرحمة
وأُبعدت عنك الشياطين وصُفدت
إنها فرصة لكل تائبة عائدة فلا تفرطي فيها
تأملي وتفكري في هذا الحديث:
[هذا رمضان قد جاء تفتّح فيه أبواب الجنان وتغلّق فيه أبواب النار وتغلّ فيه الشياطين
بُعداً لمن أدرك رمضان لم يغفر له فيه
إذا لم يغفر له فيه فمتى ؟]
(رواه الطبراني في الأوسط)
فقط ابدأي
" وانعشي همتك "
ولن يضيعك الله..
-انعشي آمالك -
ما أملك وأنت تصومين هذه الأيام فتجوعين؟
ما أملك ورجاؤك حين تقرأين القرآن في رمضان فتجهدين؟
حسنا تعرفي على أروع الآمال
...التي تؤنس النفس
وتقر بها العين
ويسعد بها القلب
عندما تجمعين في قربتك لربك بين الصيام وقراءة القرآن مخلصة محتسبة
تأملي الحديث:
[الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة
يقول الصيام:أي رب منعته الطعام و الشهوة فشفعني فيه
ويقول القرآن:أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه
قال:فيشفعان ]
(رواه الطبراني و أحمد في الكبير)
تعلقي بأروع الآمال وأشرفها( شفاعتين )
فقط
"انعشي آمالك "
- انعشي جوارحك -
افهمي المطلوب منك في هذا الشهر جيداً
ليس مقصود الصيام أن تجوعي أو أن تعطشي
وليس مقصود صلاة الليل والقيام أن تتعبي أو تسهري
...لا يااخيه
بل إن المحروم هو من يناله التعب والسهر والجوع فقط
جاء في الحديث الصحيح:
[رُب صائم ليس من صيامه إلا الجوع
ورُب قائم ليس له من قيامه إلا السهر]
رواه البخاري
المقصود أن يصوم البطن والقلب والجوارح كلها
نعم إنها [ التقوى ]
تأملي معي هذا الكلام الجميل من قول جابر رضي الله عنه:
[إذا صُمْت فَلْيَصُمْ سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ، ودع أذى الخادم ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء]
- فانعشي جوارحك -
واجعليها تشاركك الصيام في نهار وليل هذا الشهر.
-انعشي ظنك -
شعور رائع سينتابك
لأنها عبادة قلبية
تتعبدين بها ربك
لاتحتاج إلى جهد بدني
...ولا طاقة مبذولة
سوى إشغال لهذا القلب بها
إنها (حسن الظن بالله)
تريدين أن تعرفي متى تكونين كذلك؟
عندما تعلمين أن من إرادة الله لكِ أن يغفر لكِ ويتوب عليك؟
ثم تدعين الله أن يغفر ذنبك مهما عظم وتعدد
لأنه هو الغفور لذنبك الرحيم بحالك؟
وعندما تنطلقين في ميادين الطاعة ومدارج العبودية
إيماناً بأن العمل الصالح لا يرده شئ وخاصة في هذه الأيام.
وعندما تفقهين بأن ربك سميع لدعائك مجيب لسؤالك؟
...ثم تدعينه ليلا ونهارا ، وتلقين بحولك وقوتك جانباً
وتلحين عليه بإيمانك ثم تنتظرين إجابة إلهك؟
- انعشي ظنك -
واعملي قلبك
دعيه يقاسمك الطاعة لينتعش
"انعشي ضميرك"
هاهي ليالي الثلث الأول من رمضان
طويت صحائفها
وكتب فيها ماكتب
...وعتقت رقاب من تقبلهم الله فيها من النار
فهنيئا لهم
ولكن..
ماذا عن أحوالنا؟
هل سنراجع حساباتنا؟
ونتدراك ما فاتنا؟
ونلجم تلك الأنفس بلجام الاستجابة والطاعة
هيا يااخيه
"انعشي ضميرك "
وعاهدي ربك
لإن بلغني الله الأيام القادمة ليرين ما أصنع
"انتعاشة"
فتور انتابني بعد فورة من الحماس
فماذا أفعل؟
1. جددي نيتك جاء في الحديث :
(إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب أي كما يبلي الثوب فأسالوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم )
2. تأملي فيما مضى كيف مر سريعا وانتبهي فسيمر مابقي سريعا أيضا.
3. تعرفي على شرف الثلث الثاني أكثر
قال رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام:
(.....أُنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان ، وأُنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان.....) .
حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1575)
4. تذكري أنك مقبلة على عشر أخيرة فضيلة مباركة فإياك أن تدخل وأنت ضعيفة الهمة.
5. نوعي في العبادة في أيام الشهر صيام، قيام، قرآن، إطعام، إنفاق، زكاة وصدقة، دعاء، استغفار، وصدقات..
وهكذا تتنوع العبادة
جددي نشاطك
لتعود الحيوية
وتزول الرتابة
"انعاشة"
لا شيء يملك أن ينزع تلك ( الخناجر النائمة )
التي غرستها ( يد الزمن ) في الأعماق.
كما يفعل القرآن
و لا شيء يستطيع, أن يوقظ تلك (الجراح الغائرة)
من ( سباتها المرعب),
و يحيل هذا السبات, إلى (هجرة محققة )
و رحيل بلا عودة
كما يستطيعه القرآن
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)
(يونس : 57 )
نعم هو شفاء..
شفاء لجراحات الأقدار
وشفاء لجراحات الذنوب