لم أدرج طوال حياتى على الخوف أو الذعر من أى شىء بفضل الله سبحانه وتعالى الذى أنعم علىّ بمكرمة الصلابة فى مواجهة المآزق والثبات عند مقابلة الخطر ، إلا كائناً واحداً يصيبنى بالقشعريرة الجسدية عند رؤيته حتى فى الصور الفوتوغرافية أو على شاشة التلفاز ، وهو الثعبان الذى يعد من وجهة نظرى أحد أكثر المخلوقات شراً ، حيث يتغذى على معظم الكائنات الحية بين حيوان وطير وبيض وحشرات ، وإذا لزم الأمر ربما يقتات على الإنسان نفسه.
والثعابين بشكل عام لاتهاجم الفريسة إلا فى حالة الجوع الشديد الذى يدفعها لتحريك لسانها والتحرك الحثيث نحوها ، ثم الإنقضاض عليها فى ثوان قليلة.
والأنواع السامة منها تغرس أنيابها التى تشبه الإبر فى لحم الضحية لبث السم فى كل أرجاء جسدها من أجل قتلها والتهامها فى هدوء وثقة.
والجدير بالذكر هنا أن المادة القاتلة تكمن فى دماغ الحية داخل مايعرف ب " خزان السم ".
أما الأنواع الأخرى غير السامة فتستخدم طريقة الإلتفاف حول رقبة وجسد الفريسة ، قبل أن تعصرها وتخنقها بعضلاتها القوية حتى تلفظ آخر أنفاسها ، لتبدأ بعدها فى إقامة مأدبة الطعام الشهى المشبع لها بين أسبوع وعام تبعاً لنوع الثعبان الذى يصغر حجمه عن حجم فريسته أحياناً ، إلا أن مرونة عضلات فكه وحلقه يجعلانه يمرر صيده إلى المعدة بكفاءة عالية.
ومن ضمن الصفات الرديئة للأفاعى أن اثنين من ذكورها دائماً مايتصارعان على أنثى ، حتى يفوز أحدهما بها فيضاجعها بشكل تحتى.
وعندما تضع بيضها تحتضنه حتى يخرج وليدها ؛ فتتركه فى جحود لافت غير موجود فى معظم مخلوقات الله.
ومن هذا المنطلق أقر معظم مفسرى الأحلام وعلى رأسهم محمد بن سيرين بالرمزية العدوانية للثعبان فى الرؤيا.
وربما لهذا الإرث تختلط مشاعرى هذه الأيام بين الثعابين والتيارات الدينية المتطرفة التى تستعد للهجوم على المجتمع المصرى كفريسة مغرية إختبأوا من أجلها فى جحورهم سنين عددا ، حتى خرجوا مع اندلاع ثورة 25 يناير ليركبوا جوادها الرابح بعد أن كانوا يحرمون الخروج على الحاكم ، ليبدأوا عملية الإفتراس تدريجياً عبر بث السم من أدمغتهم مثل الثعابين ، من خلال التحريم والتكفير والإقصاء والفتنة والتفريق بين عموم المسلمين ، إرتكاناً إلى فتاواهم المعطوبة.
أما المدهش حقاً فهو تلك المساندة المريبة من بعض السياسيين والصحفيين والمثقفين المصريين لهذه القطعان الفاشية بزعم المناهضة الجماعية لفلول النظام السابق ، ونسوا جميعاً تاريخهم الأسود الذى دشنته جماعة الإخوان المسلمين منذ إنشائها على يد الشيخ حسن البنا فى مارس عام 1928م ككيان دعوي ديني إجتماعي سياسي شامل.
وقد كان من أهم أركانها مايسمى ب " التنظيم السرى " ، ذلك الجناح المسلح المسئول عن بعض التصفيات الجسدية التى بدأت باغتيال المستشار أحمد الخازندار يوم 23 مارس 1948م أمام منزله فى حلوان برصاص عضوى الجماعة حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم ، إعتماداً على مجرد مقولة لحسن البنا ( ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله.
لو حد يخلصنا منه ).
وقد حاول البنا التبرؤ من فعلتهما ناكراً معرفته بهما ، إلا أنه ثبت أن أحدهما كان سكرتيره الخاص.
ثم تكررت تلك النزعة الدموية لجماعة الإخوان المسلمين بقتل محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر يوم 28 ديسمبر عام 1948م على يد طالب الطب البيطرى الإخوانى عبد المجيد أحمد حسن بعد عشرين يوماً من قرار النقراشى بحل الجماعة يوم 8 ديسمبر من نفس العام ، علاوة على ترجيح الكثيرين إغتيال الجماعة لعضو تنظيمها السرى المهندس السيد فايز عبد المطلب ( صاحب خطة قتل النقراشى ) يوم 19 نوفمبر عام 1953م لمجرد اعتراضه على أداء التنظيم ، وذلك من خلال علبة حلوى مفخخة أرسلوها إلى بيته ليلة المولد النبوى الشريف ، حيث أودت بحياته هو وأخيه الصغير وطفل كان يسير تحت البيت عندما وقع عليه أحد جدران البيت من شدة الإنفجار ( ماهذا التاريخ المشرف ؟! ).
وقد ظل وجود هذا التنظيم المتطرف يتأرجح بين الشرعية والحظر ، حتى خرجت من عبائته عدة جماعات أخرى منحرفة الفكر.
عدوانية الدماغ كالثعابين السامة ، بداية من تنظيم " الكلية الفنية العسكرية " بقيادة الفلسطينى المهووس بالإنقلابات صالح سرية المنضم فى مطالع شبابه إلى حزب التحرير الإسلامى الذى أسسه تقى الدين النبهانى بالضفة الغربية للأردن عام 1950م كرد فعل على اغتيال حسن البنا فى 12 فبراير عام 1949م تبعاً لبعض أراء المحللين ( دققوا !! ).
وقد نفذ صالح سرية إعتدائه على الكلية الفنية هو وتنظيمه يوم 18 أبريل عام 1974م لينصب نفسه أميراً على مصر ( لاحظوا مفهوم الإمارة ) ؛ فخلف 17 قتيلاً و65 جريحاً من حراس الكلية الأبرياء ، فى جريمة خسيسة أعدم على أثرها شنقاً مع أحد شركائه كارم الأناضولى ، بينما خفف السادات الحكم بالإعدام على طلال الأنصارى إلى السجن المؤبد ، فى حين تنوعت العقوبات على بقية طاقم الغدر.
ثم توالت بعد ذلك الكوارث الإجرامية بدءاً من قتل الشيخ محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف الأسبق فى يوليو 1977م على يد جماعة " التكفير والهجرة " وزعيمها الموهوم بالخلافة الإسلامية ( لاحظوا !! ) شكرى مصطفى ( المنشق عن التنظيم القطبى الإخوانى _ نسبة إلى سيد قطب ) ونائبه فيلسوف التنظيم صفوت الزينى.
والمدهش هنا أن من قتل الذهبى برصاصة فى عينه اليسرى هو ضابط الشرطة السابق الملتحق بالجماعة طارق عبد العليم ( ليتنا ننتبه ).
ثم يأتى إغتيال الرئيس السادات فى 6 أكتوبر عام 1981م على يد خالد الإسلامبولى ورفاقه من أعضاء التنظيم الجهادى المنبثق من الجماعة الإسلامية المرتكنة فى أفكارها أيضاً إلى مفهوم عودة الخلافة ، والتى تأوى بين جنباتها المباركة عبود الزمر الذى استضافه الإعلام مؤخراً كبطل وليس كقاتل وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد وصفوت عبد الغنى ( رئيس حزب البناء والتمية حالياً ) ، والأخيران هما عضوان فى مجلس شورى الجماعة ونجمان فى الفضائيات المصرية الآن ؟!.
وقد قام الجناح العسكرى للجماعة بقتل عدد كبير من ضباط وجنود مديرية أمن أسيوط يوم 8 أكتوبر عام 1981م.
وفى 25 نوفمبر عام 1993م إغتالوا الطفلة شيماء عبر تفجير مقهى وادى النيل بميدان التحرير.
وفى أكتوبر عام 1995م طعنوا الأديب الكبير نجيب محفوظ غدراً وجهلاً.
وفى 17 نوفمبر 1997م إرتكبوا مذبحة الأقصر البشعة التى راح ضحيتها 58 سائحاً أجنبياً دون ذنب اقترفوه ، وهى الواقعة التى أعلنت بعدها الجماعة الإسلامية من محابسها نبذ العنف ( ياسلااااام ).
ومع ذلك إستمرت الهجمات على المنتجعات السياحية فى ذهب وشرم الشيخ بين عامى 2005م و2006م ، والقائمة الإجرامية القذرة طويلة وممتدة على جسر الإنحراف الفكرى من الثعابين الجائعة.
حتى قامت ثورة 25 يناير لتخرج الأفاعى من جحورها زاحفة على رمال التنطع ، عائدة إلى المجتمع بمخلفاتها العقائدية العطنة ، بين الأذان فى مجلس الشعب وجماع الوداع وإلغاء مادة اللغة الإنجليزية من التعليم ، إلى أن كانت خاتمتا الكوارث بازدراء السلام الجمهورى من السلفيين أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور ، ثم التحدى السافر لسيادة القانون والدستور من محمد مرسى نفسه الذى قرر إعادة مجلس الشعب المنحل للإنعقاد بمنهج فتوات الحارة الشعبية.
وأعتقد أن هذه المصائب الأخيرة فى مجملها لاتقل جرماً عما عرضناه من تاريخ شديد الظلمة لهذه التيارات الدينية الضالة ، فلماذا إذاً ينبرى بعض المثقفين المزايدين الآن لتلميعهم عبر إبعاد شبهة قتل شهيد السويس أحمد حسين وموسيقيى الشرقية عن هذه الطائفة من خوارج العصر ، علاوة على إنكارهم لوجود جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
لذا فإننى أقول لهؤلاء المداحين وسدنة عروش السلاطين.
ستكونون فى مقدمة صفوف الضحايا أمام محاكم التفتيش ، فاتقوا الله فى مصر ولا تقدموها وليمة للثعابين الجائعة.
الثعابين دائماً لايؤمن جانبها ، حيث تبث سمها فى فرائسها أو تعصرها بعضلاتها ، والطريقتان تؤديان للموت الحتمى.
مجموعة من الإخوان المسلمين المتهمين فى قتل المستشار أحمد الخازندار فى 23 مارس 1948م وهم داخل القفص وبينهم حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم القاتلان المنفذان للجريمة
محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر الأسبق الذى اغتاله الإخوان المسلمون فى 28 ديسمبر 1948م بيد عضو جماعتهم عبد المجيد أحمد حسن
عبد المجيد أحمد حسن الإخوانى المتنكر فى زى ضابط شرطة ، و الذى قتل محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر الأسبق فى 28 ديسمبر 1948م
الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين فى مارس عام 1928م ، والتى خرجت من عبائتها كل التيارات الدينية المتطرفة فيما بعد حتى الآن
الثعابين تحوط بيضها حتى خروج الأجنة ثم تتركها فى جحود لافت
صالح سرية زعيم تنظيم الكلية الفنية العسكرية الإرهابى الذى قتل به 17 فرداً من حراس الكلية ، علاوة على 65 جريحاً فى 18 أبريل 1974م
الشيخ تقى الدين النبهانى مؤسس حزب التحرير الإسلامى فى الضفة الغربية عام 1953م
طلال الأنصارى أحد أقطاب تنظيم الكلية الفنية العسكرية الإرهابى الذى قتل 17 فرداً من حراس الكلية ، علاوة على 65 جريحاً فى 18 أبريل 1974م ، ويبدو هنا وهو يقبل صالح سرية زعيم التنظيم عقب الحكم عليه بالإعدام
صورة حديثة لطلال الأنصارى أحد أقطاب تنظيم الكلية الفنية العسكرية الإرهابى الذى قتل 17 فرداً من حراس الكلية ، علاوة على 65 جريحاً فى 18 أبريل 1974م
كارم الأناضولى أحد أقطاب تنظيم الكلية الفنية العسكرية الإرهابى الذى قتل 17 فرداً من حراس الكلية ، علاوة على 65 جريحاً فى 18 أبريل 1974م.
يبدو كارم مهللاً بعد الحكم عليه بالإعدام
الثعابين تتغذى أحياناً على بيض الطيور والزواحف
شكرى مصطفى ( المنشق عن التنظيم القطبى الإخوانى _ نسبة إلى سيد قطب ) زعيم تنظيم التكفير والهجرة الإجرامى الذى اغتال الشيخ محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف المصرى الأسبق فى يوليو 1977م بيد ضابط الشرطة السابق طارق عبد العليم المنضم للتنظيم
الشيخ محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف المصرى الأسبق الذى اغتيل فى يوليو عام 1977م بيد جماعة التكفير والهجرة من خلال رصاصة فى عينه اليسرى من مسدس ضابط الشرطة السابق طارق عبد العليم المنضم للتنظيم
الشيخ محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف المصرى الأسبق ، والمجرم شكرى مصطفى زعيم جماعة التكفير والهجرة التى اغتالت الشيخ الذهبى
سيد قطب أحد أعمدة الإخوان المسلمين الذى ذهب بفكرها إلى أقصى حدود التطرف ، حتى بات هناك جناح فكرى بإسمه هو ( الجناح القطبى ) الذى انشق عنه شكرى مصطفى ليؤسس جماعة التكفير والهجرة.
الثعابين تكون بالغة الشراسة فى حالة جوعها الشديد
الرئيس أنور السادات قبل اغتياله على منصة العرض العسكرى بدقائق ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1981م
عملية اغتيال السادات على منصة العرض العسكرى ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1981م
خالد الإسلامبولى بعدما تحول إلى قاتل خلف القضبان عقب مشاركته فى اغتيال الرئيس أنور السادات على منصة العرض العسكرى ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1981م.
خالد الإسلامبولى يهلل بحمأة كاذبة بعدما تحول إلى قاتل خلف القضبان عقب مشاركته فى اغتيال الرئيس أنور السادات على منصة العرض العسكرى ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1981م.
صورة حديثة لطارق الزمر أحد الذين شاركوا فى اغتيال الرئيس أنور السادات على منصة العرض العسكرى ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1981م.
عبود الزمر أحد الذين شاركوا فى اغتيال الرئيس أنور السادات على منصة العرض العسكرى ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1981م.
صورة حديثة لعبود الزمر أحد الذين شاركوا فى اغتيال الرئيس أنور السادات على منصة العرض العسكرى ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1981م.
عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية التى كانت مسئولة عن قتل السادات فى 6 أكتوبر عام 1981م ، ومذبحة مديرية أمن أسيوط فى 8 أكتوبر عام 1981م ، والتى كان عاصم قائداً لها.
صورة نادرة لخالد الإسلامبولى أحد قتلة أنور السادات على منصة العرض العسكرى ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1981م.
الصورة للإسلامبولى وهو طالب فى الكلية الحربية
صفوت عبد الغنى عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية التى كانت مسئولة عن قتل السادات فى 6 أكتوبر عام 1981م ، ومذبحة مديرية أمن أسيوط فى 8 أكتوبر عام 1981م
صورة السادات فى مشرحة المستشفى بعد اغتياله
الثعابين السامة تختزن السم فى أدمغتها داخل مايعرف ب " خزان السم " ، والذى تقتل به ضحاياها قبل التهامها
صورة لتفجير مقهى وادى النيل بميدان التحرير فى 25 نوفمبر 1993م من قبل الجماعات الدينية المتطرفة ، والذى راح ضحيته الطفلة شيماء
الأديب العالمى الكبير نجيب محفوظ الذى طعنه شخص جاهل بتحريض دينى متطرف فى أكتوبر 1995م
بعض جنود القوات المسلحة ينقلون جثث السائحين من ضحايا مذبحة الأقصر فى نوفمبر 1997م
النائب ممدوح اسماعيل يؤذن فى مجلس الشعب
إزدراء السلفيين للسلام الجمهورى المصرى واقعة شديدة الخطورة على كيان الدولة.
الرئيس محمد مرسى جاء لحكم مصر رافداً من جماعة الإخوان المسلمين
طالب الهندسة شهيد السويس أحمد حسين آخر ضحايا التطرف الدينى والجهل
الثعابين تختبىء فى الجحور والمستنقعات وبين الصخور وعلى أفرع الأشجار تربصاً بفرائسها
الثعبان يكون غالباً فى حالة تأهب للإنقضاض على الفريسة
الموسيقيان المقتولان بمحافظة الشرقية على المتطرفين دينياً من الغارقين فى الجهل
الثعابين تقضى على فرائسها بالسم أو بالعصر حتى الموت
وحسبنا الله ونعم الوكيل
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك