طه حسين تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في العيدين الجمعة سبتمبر 10, 2010 8:18 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ------ هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في العيدين هاهي الأيام تمضي سراعاً، وهاهو شهر رمضان قد آذن بالرحيل، نستقبل مع وداعه عيد الفطر المبارك، عيد أهلالإيمان والسعادة، عيد من عمروا أيام رمضان ولياليه بالطاعة، فحق لهم أنيفرحوا بنعمة الله عليهم بإتمام العدة، ويكبروا الله على ما هداهم،ويشكروه على ما تفضل به عليهم وأولاهم ووفقهم.لقد شرع الله سبحانه عيدينللمسلمين في كل عام، كل منهما قد أتى بعد عبادة عظيمة جليلة، فعيد الفطرالمبارك جاء بعد عبادة جليلة هي الركن الرابع من أركان الإسلام وهي إكمالعدة رمضان فشرع العيد فرحة للصائمبن لإكمال صيامهم وإتمام الشهر الكريم،وعيد الأضحى جاء بعد عبادة عظيمة أخرى هي الركن الخامس من أركان الإسلاموهي حج بيت الله الحرام..هذا العيد الذي يفرح بهالمسلمون في أقطار الأرض كلها قد شرع الله تعالى له سننا وآداباً تمثلهاالنبي صلى الله عليه وسلم في يوم العيد، فكان يحافظ عليها ويؤديها شكراًلله على ما أتم من نعمة وعلى ما أرشد الأمة إلى الصراط المستقيم. تكبيرات العيد:ويبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد إلى خروج الإمام لقوله تعالى: { وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }،وفي الأضحى من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، وقد ثبت عند الدارقطنيبسند صحيح ”أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحىيجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي الإمام، وقد ورد عن أصحابالنبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ في التكبير، من ذلك ما ثبت في مصنف ابنأبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يكبر أيامالتشريق (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد ). وفي سنن البيهقي بإسناد صحيح أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يكبر ” الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد”.ويسن الجهر به للرجال في الطرقات والمساجد والبيوت. وأما النساء فيخفضن أصواتهن به. التجمل في العيد:كان صلى الله عليه وسلم يلبسفي يومي العيد أفضل ما يجده من الثياب وكان يتجمل ويدهن ويضع العطر فكانلا يشم إلا طيبا طاهراً عليه الصلاة والسلام.قال ابن القيم: وكان صلى الله عليه وسلم يلبس لهما (أي للعيدين) أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة.وكان ابن عمر رضي الله عنهمايغتسل للعيدين. أخرجه ابن أبي شيبة بأسانيد صحيحة. وابن عمر من أشد الناستحرياً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الأكل صباح العيد:وكان صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يَطعَم، ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح.1وكان صلى الله عليه وسلم يأكلقبل أن يخرج إلى المصلى في عيد الفطر تمرات كما قال أنس رضي الله عنه: كانالنبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهنوتراً. رواه البخاري.ويأكلهن وتراً: أي واحدة أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً.. وهكذا. الخروج لصلاة العيد:كان صلى الله عليه وسلم يأمر بإخراج الزكاة قبل الغدو للصلاة يوم الفطر.ومن هدي النبي صلى الله عليهوسلم وسنته أنه كان يخرج إلى المصلى ليصلي العيد ولم يرد عنه أنه صلىالعيد في المسجد، كما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: ”كان الرسول صلىالله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى” رواه البخاري. ومن السنة الخروج إلى المصلىماشياً فإن عاد ندب له أن يسير من طريق آخر غير التي أتى منها فعن جابررضي الله عنه قال: ”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم العيدخالف الطريق” رواه البخاري.وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع ماشيا.2وكان صلى الله عليه وسلم يخرج إلى العيد مكبراً مهللاً شاكراً الله على أنعمه، ممتثلاً قول ربه تبارك وتعالى: { وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (185) سورة البقرة. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلىالله عليه وسلم كان يخرج من العيدين رافعاً صوته بالتهليل والتكبير، فيأخذطريق الحدادين حتى يأتي المصلى، فإذا فرغ رجع على الحذائين حتى يأتيمنزله.3 خروج النساء والصبيان:يشرع خروج الصبيان والنساء فيالعيدين للمصلى من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض،لحديث أم عطية قالت: ”أمرنا أن نخرج العواتق -أي الجارية البالغة-والحُيَّض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيّض المصلى”متفق عليه. 4 صفة الصلاة والخطبة:وكان صلى الله عليه وسلم يبدأبالصلاة قبل الخطبة كما في الصحيحين من حديث ابن عمر. وكان يصليها ركعتينيجهر فيهما بالقراءة يقرأ في الأولى بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وفي الثانية بـ(هل أتاك حديث الغاشية)كما في صحيح مسلم من حديث النعمان بن بشير رضى الله عنهما، وفي صحيح مسلمأيضاً من حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه أنه قرأ في الأولى بـ (ق) وفي الثانية (اقتربت الساعة وانشق القمر). وكان يكبر قبل القراءة فيالأولى سبعاً منهن تكبيرة الإحرام، وفي الثانية ستاً منهن تكبيرةالانتقال، يرفع يديه مع كل تكبيرة، كما ثبت في سنن أبي داود من حديث عمروبن شعيب عن أبيه عن جده وهو حديث حسن، وفي مصنف ابن أبي شيبة بإسناد صحيحعن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفاً: أنه كان يكبر في العيد سبع تكبيراتفي الأولى مع تكبيرة الافتتاح وفي الثانية ست تكبيرات مع تكبيرة الركعة”. وصح عن ابن مسعود رضي الله عنهكما في سنن البيهقي وغيره ”أنه يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليهوسلم بين كل تكبيرتين، ونحوه عند الطبراني، واحتج به الإمام أحمد بن حنبلرحمه الله.وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد من غير أذان ولا إقامة، فعن جابر بن سمرة قال:لم يكن يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقام له في العيدين.5وعن ابن عباس وعن جابر بن عبد الله قالا: لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى. رواه البخاري.وعن جابر بن عبد الله قال:شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبلالخطبة بغير أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئاً على بلال فأمر بتقوى الله وحثعلى طاعته ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن، فقالتصدقن فإن أكثركن حطب جهنم) فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت: لِمَ يا رسول الله؟ قال: (لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير)6 قال: فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن.7من سنن العيد: الاغتسال:فيسن أن يغتسل قبل الخروج إلىالصلاة، وفي الموطأ أن ابن عمر رضي الله عنهما ”كان يغتسل يوم الفطر قبلأن يغدو إلى المصلى” وإسناده صحيح.التهنئة:يسن التهنئة بلفظ ” تقبل الله منا ومنكم” ونحوها، مما تعارف عليه الناس، فقد صح عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ”تقبل الله منا ومنكم” قال الإمام أحمد عنه: إسناده إسناد جيد. التنفل بعد صلاة العيد:من السنة أن يصلي ركعتين بعدصلاة العيد في بيته، كما ثبت في سنن ابن ماجه من حديث أبي سعيد رضي اللهعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي قبل العيد شيئاً فإذا رجعإلى منزله صلى ركعتين، قال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن.ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه أنه صلى قبل صلاة العيد شيئاً لكن إن كان الصلاة في مسجد فيشرع له أن يصلي ركعتين تحية المسجد. قال ابن القيم رحمه الله: ”وكان صلى الله عليه وسلم إذاأكمل الصلاة انصرف فقام مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهمويوصيهم ويأمرهم وينهاهم وإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه، أو يأمر بشيءأمر به. ولم يكن هنالك منبر يرقى عليه ولم يكن يخرج منبر المدينة وإنماكان يخطبهم قائماً على الأرض. قال جابر: شهدت مع رسول الله صلى الله عليهوسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة، ثمقام متوكئاً على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثممضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن. متفق عليه. وقال أبو سعيد الخدري: كانالنبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول ما يبدأبه الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم... الحديث.رواه مسلم. وذكر أبو سعيد الخدري: أنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج يومالعيد فيصلي بالناس ركعتين ثم يسلم فيقف على راحلته مستقبل الناس وهم صفوفجلوس فيقول ”تصدقوا” فأكثر من يتصدق النساء بالقرط والخاتم والشيء. فإن كانت له حاجة يريد أن يبعث بعثا يذكره لهم وإلا انصرف.. إلى أن قال ابن القيم:وكان يفتتح خطبه كلها بالحمدلله ولم يحفظ عنه في حديث واحد أنه كان يفتتح خطبتي العيدين بالتكبيروإنما روى ابن ماجه في ” سننه ” عن سعد القرظ مؤذن النبي صلى الله عليهوسلم أنه كان يكثر التكبير بين أضعاف الخطبة ويكثر التكبير في خطبتيالعيدين.8 وهذا لا يدل على أنه كان يفتتحها به. وقد اختلف الناس في افتتاحخطبة العيدين والاستسقاء، فقيل: يفتتحان بالتكبير، وقيل: تفتتح خطبةالاستسقاء بالاستغفار، وقيل: يفتتحان بالحمد. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:وهو الصواب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم)9،وكان يفتتح خطبه كلها بالحمد لله. ورخص صلى الله عليه وسلم لمن شهد العيدأن يجلس للخطبة وأن يذهب، ورخص لهم إذا وقع العيد يوم الجمعة أن يجتزئوابصلاة العيد عن حضور الجمعة”إ.هـ10 هذا بعض ما تيسر جمعه في هديالنبي صلى الله عليه وسلم يومي العيدين، فينبغي للمسلم الذي يرجو اللهواليوم الآخر التأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيدهوأيامه كلها,,نسأل الله بمنه وكرمه أنيرزقنا حبه وحب من يحبه وحب العمل الذي يقرب إليه، وأن يرزقنا حسن العبادةومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم والإخلاص لله رب العالمين..وأن يتقبل منا أعمالنا ، ويجعلأعيادنا عامرة بالطاعة والمودة، ويتوج فرحتنا بعز الإسلام والمسلمين. وصلىالله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. --------------------------------------- 1 رواه أحمد والترمذي و صححه الألباني.2 رواه ابن ماجه والبيهقي وصححه الألباني.3 رواه البيهقي في شعب الإيمان، وهو حديث حسن، كما في صحيح الجامع (4934). 4 رواه أحمد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2115).5 رواه أحمد، وروى نحوه البخاري ومسلم.6 الشكاة أي الشكاوى، وتكفرن العشير، أي تنكرن معروف الزوج، يقال للزوج عشير، من المعاشرة.7 رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم.8 - الحديث ضعفه الألباني في ضعيفالجامع (4597) وفي تمام المنة (ص351) وقال: (لا يجوز الاحتجاج به على سنيةالتكبير في أثناء الخطبة).9 رواه أبو داود وغيره، وقد ضعفه الألباني في مواضع عدة من كتبه.10 زاد المعاد (1/ 425). 11 رواه البخاري.12 رواه البخاري.13 رواه البخاري.14 رواه البخاري.
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
عدل سابقا من قبل طه حسين في الأحد أغسطس 12, 2012 5:13 pm عدل 2 مرات |
|