تحليل مظاهرات ٢٦ نوفمبر
--------------------
خسرت المجموعات اليساريه ، أو الخليط المنتمي الي حزبي الدستور والمصري الديموقراطي وحركة ٦ ابريل ، الذي يطلق علي نفسه وصف القوي الثوريه ، والذي يسميه آخريون ( اليناريجيه) .. خسرت محصلة مشهد مظاهرات ٢٦ نوفمبر الذي اثار جدلا كبيرا لمده ساعات .. سرعان ماتلاشي. فيما يلي عدد من الملاحظات التحليليه علي هذا المشهد:
١- تركيبة المعترضين والمعترض عليهم والمساندين للمعترضين افقدت المشهد مصداقيته .. المعترضون ينتمون الي نفس التيار السياسي والحزبي الذي تنتمي اليه الحكومه التي اصدرت قانون التظاهر .. وهؤلاء وتلك ينتمون لذات التيار السياسي والحزبي الذي ينتمي اليه المساندين المهددين بتجميد عضويتهم في لجنة الخمسين احتجاجا .. هذا كله الق بظلال كثيفه حول الموقف .. فاما انه مرتب لاغراض غير معلنه او انه تعبير عن صراع داخلي لاناقه ولاجمل فيه للراي العام .
٢- لم يتمكن المتظاهرون من ان يقنعوا الراي العام بسلمية تظاهرهم كما لم يتمكنوا من اقناعه بانهم كانوا يتظاهرون احتجاجا علي نص خاص بالمحاكمات العسكريه في الدستور .. والانطباع الراسخ هو أن المظاهره كانت نوع من التحدي لتطبيق قانون تنظيم التظاهر الصادر قبل ايام قليله. هذا الانطباع جعل الراي العام يصف في جانب قوة تنفيذ القانون - الشرطه - التي يطالبها بان تفرض هيمنتها علي الشارع.
٣- كاد المشهد ان يتسبب في ازمة سياسيه ..تصل حد تهديد وزير الداخليه بان يترك منصبه .. وشيوع رأي عام في الشرطه بانه اذا لم يطبق القانون فانها غير مسئوله عن اي خلل او فوضي اذا لم تساندها الحكومه في اداء مهمتها.
٤- الازمه السياسيه الداخليه لرئيس الوزراء في تيارة السياسي والحزبي تم التعامل معها بنوع من الخديعه والتكتيك .. الذي انطلي علي المحتجين .. والايهام بانه يمكن تعديل قانون التظاهر او انه يمكن الافراج عن المتهمين قبل عرضهم علي النيابه .. فقد رئيس الوزراء مزيدا من مصداقيته المتراجعه ، ولم يكسب انصارا في فريقه ولم يتمكن من الحفاظ علي مستوي خسائر محدد ..وظهر الفريق برمته بانه غير قادر علي التصدي لمسئولية مهام الدوله.
٥- القي المشهد بظلال كثيفه حول مستقبل الحكم في مصر اذا مامر الدستور الحالي بصيغته الحاليه التي تمنح الاحزاب نفوذا لاتستحقه ولايمكنها ان تديره في نظام برلماني مختلط .. ومن ثم ادي المشهد الي خسائر علي مستوي امكانيه الحشد لمسانده هذا المشروع في التصويت .. وفقدت بالمره لجنه الخمسين جزءا اضافيا من مصداقيتها بين القوي التي يمكنها ان تحشد للتصويت علي الدستور.
٦- تلاحظ ان الساحه تم اخلائها في هذا اليوم من قبل جماعة الاخوان وتركت للقوي المحتجه .. ماقد يعني تنسيقا .. او يعني وجود اختراق يؤدي الي ذلك الاخلاء .. أو ان لدي الاخوان استفاده من المعلومات المعلنه حول الاحتجاج وقرروا ان يتركوا المشهد للاخرين لكي يعرفوا محصلته . في هذا السياق كانت قوي الامن تتعامل مع مظاهرات يوم الثلاثاء وهي تنظر الي ماسوف تقوم به في مظاهرات يوم الجمعه.
٧- لم يجد المشهد اي تأييد اعلامي ملموس ، ولايوجد سوي برنامج واحد فقط تقريبا هو الذي وقف مساندا للمحتجين لاسباب ايديولوجيه وانتمائيه لمقدمه ..
٨- الصحافه الغربيه انجرفت بشكل مسبق في اتجاه مسانده المشهد .. بطريقه اوحت بوجود تنسيق اعلامي مع المراسلين ودفع لغه التقارير المكتوبه الي القفز فوق المشهد بطريقه تتجاوز حجمه .. وحين انتهي المشهد وصدرت التقارير كانت هناك مسافه واسعه جدا بين المكتوب والواقع .
٩- بدلا من ان يتم تحدي الشرطه ، وتحدي قانون التظاهر، اصبح الهدف الان للقوي التي احتجت يوم الثلاثاء هو ان يتم الافراج عن المقبوض عليهم والذين قررت النيابه حبسهم اربعة ايام علي ذمة التحقيق علي الرغم من وعود السيد رئيس الوزراء