هذه القصيدة أهداها لي الصديق الرائع والأخ الفاضل.. الشاعر العماني المبدع /أحمد بن هلال العبري - ولروعة القصيدة أثرت أن أنشرها نيابة عنه.. شكرا جزيلا أبا مازن
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
( بجمال يوسف شاهده )
للنيلِ ألفُ قصيدةٍ ، وقصيدتي
تنسابُ من قلبي، فكانت واحدة
خُذها، وكُنْ ربان قاربِها، فقد
نطقت لساني بالمعاني الشاردَة
موجٌ يلملمُها، وحيناً تَنتشي
والشعرُ يحلو إذ تُلاقي ماردَه
واللؤلؤ المكنون لست تناله
إلا إذا صادقتَ يوماً صائدَه
قِفْ في الحسينِ هُنا، ويَمِّمْ أزهراً
سترى القلوبَ على الطهارةِ ساجدة
فهنا مضى خيرُ الشبابِ مجاهداً
وبَقتْ بمصرَ الامهاتُ مجاهدة
وهنا صلاحُ الدينِ ساقَ جيوشَه
أكرم به جيشاً يُناصر قائدَه
والنهرُ يُحي ما يشاء، وكلما
نفخَ الحياةَ تحركت، لو هامدة
بالنيلِ ينمو بين كلِّ مسلةٍ
ومسلةٍ هرمٌ يُؤِّسسُ قاعدة
وكأن فرعون إزدهى بعروشِه
والماءُ يجري حيث مدَّ وسائدَه
لم يجده جندٌ أحاطوا عرشَه
والسيفُ يقطفُ بعضَ روحِ الوالدة
فجَرَت أساودُ سحرِه لعروشِه
وغدا يُقتِّل كي يعيش أساودَه
***
والنيلُ أيقضَ في الفؤادِ مَرابعا
وحدائقاً من قبلُ كانت راقدة
فنَمَت بمنعطفِ المودةِ وردةٌ
وكأنَّها لبريدِ قلبي واردة
وكأن شرياني إلتقى بوريدِه
حيثُ إلتقى نهرُ المحبِّ روافدَه
من أين أبتدءُ الجمالِ؟ وقد طوى
نصفي الجمالُ، ومدَّ فيه موائدَه
ولقد حسبتُ بأنَّ يوسفَ كلَّما
لمسَ الجمالَ بها يزيدُ مواقدَه
فانداحَ في كلِّ البقاعِ، وأصبحتْ
من حُسنها بجمالِ يوسفَ شاهدة
وغدوتُ أغرفُ حيرتي ما بين
أنْ أختار كيلَ حصادِه أم حاصدَه
أَلقَتْ عليَّ قميصَها، فتَشَكَّلّت
في القلب ساحرةٌ،وأضحتْ خالدة
والنيلُ إنْ شربتْ قوافلُنا به
حتماً لوادي النيلِ يوماً عائدة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بقلم الشاعر /أحمد هلال العبري
سلطنة عمان
2010م - القاهرة