تدبر - [13] سورة آل عمران (6)
ورفض النصح من خلال التحجُّج بعدم الاحتياج والإعراض عن الناصحين والداعين إلى الخير عن طريق الادِّعاء بأن المدعو ليس مفتقِرًا إلى التذكير ولا محتاجًا إلى التواصي والنصح - هي ليست مسألة جديدة ولا سلوك مبتكر لأهل الباطل!
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [آل عمران:23]..
فحقيقة توليهم هو الإعراض ورفض الحق وإن غلَّفوا ذلك بصيحات رفض المزايدة وادِّعاء الاكتفاء الذاتي والذي هو في حقيقته أيضًا نوع من تزكية النفس والتقول على الله.. {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَات} [آل عمران من الآية:24]..
ومن أدراكم؟!
وأيُّ عهدٍ ذلك الذي اتخذتموه عند ربكم جعلكم أغنياء النصح مستعلين على الذكرى التي تنفع المؤمنين؟! إنه الغرور والاغترار..
بل هو الافتراء والتألِّي.. {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُون} [آل عمران من الآية:24]..
هو ذاته في كل زمانٍ ومكان..