سلسلة مقالات الإخوان والجيش والثوره رقم 6
توقفنا معكم فى الحلقه السابقه عند ... بصراحه مش فاكر أرجع أنت للحلقه السابقه وفكر نفسك واليوم نواصل معكم الخوض فى أعماق حقبه تاريخيه هى الأهم والأخطر فى تاريخ مصر الحديث فى سلسلة مقالات الأخوان والجيش والثوره
كانت إنتخابات نادى الضباط هى المحك الذى أظهر قوة تنظيم الضباط الأحرار إذ تكتل التنظيم حول مرشحين معينين ونجح فى جعلهم يفوزون بالعضويه فى مجلس إدارة النادى كما ساند التنظيم اللواء محمد نجيب ليفوز برئاسة مجلس إدارة النادى ولم يرشح من الضباط الأحرار سوى 5 ضباط فازوا بالعضويه فى هذا المجلس
وعلشان تعرف أهمية هذه الأنتخابات التى أسفرت عنها هذه المعركه قول محمد نجيب وكان الشخصيه الأولى فى هذه الأزمه (( إن انتخابات نادى الضباط كانت هى فعلاً الثوره وعندما يكتب التاريخ الحقيقى لثورة 23 يوليه سوف يقرر المؤرخون أن الملكيه قد أنتهت فى مصر بعد إنتخابات نادى الضباط )) والجمله دى مذكوره فى أكتر من مصدر عدا كتاب كنت رئيسا لمصر وأستبعدنا هذا الكتاب كمرجع بعد التحرى عن كاتب الكتاب وميوله وجمله من الأكاذيب التى يحتويها الكتاب
فى عصارى 16 أكتوبر 1951 عقد أجتماع الضباط فى حديقة النادى وتولى رئاسته البكباشى محمد رشاد مهنا أكبر الحاضرين رتبه ودارت المناقشات فى شأن إستئثار إدارة الجيش بشؤون النادى وتبلورت المناقشات فى صورة توصيات تدعو أولاً
إلى عقد دوره غير عاديه للجمعيه العموميه وهو حق يجيزه القانون إذا تقدم عشرون من أعضاء النادى على الأقل حسب القوانين وقتها علشان محدش يسن سنانه عليا إلى إدارة النادى بطلب مسبب لإنعقادها وعلى الفور تم إتفاق الحاضرين على توقيع هذا الطلب ورفعه إلى إدارة النادى ووافق الفريق حيدر قائد عام الجيـش على طلب دعـوة الجمعيه العموميه غير العاديه ولم يريد أن يتحدى مشاعر الضباط عسى أن يكتسب شعبيه فى الجيش تعيد إليه ثقة الملك وخلى دى معاك
وقبل أجتماع الجمعيه العموميه فى الساعة 4 من مساء 31 من ديسمبر عام 1951 أجتمع محمد رشاد مهنا مع تنظيم الضباط الأحرار فى منزل مجدى حسنين فى عابدين وحضر الأجتماع كل من زكريا محيى الدين وجمال سالم وحسن إبراهيم وعبد اللطيف البغدادى وكان محمد رشاد مهنا مستمعاً فقط والكلام على لسان زكريا محيى الدين من كتابه وفى نهاية الأجتماع أقترح عليهم أن يتضافر جميع الضباط للتركيز على عملية أنتخابات نادى الضباط وبذلك يمكن إثبات قوة تنظيم الضباط فى مواجهة الفساد الملكى وأقترح أن يتفق الجميع على إنجاح محمد نجيب ليكون رئيساً لمجلس إدارة النادى وهو المنافس لحسين سرى عامر قائد سلاح الحدود ومرشح الملك لرئاسة النادى وبذلك يظهر الضباط تحديهم لإرادة القصر
عقد الأجتماع فى الساعه الرابعه من مساء 31 من ديسمبر بقاعة السينما بثكنات العباسيه للنظر فى التعديلات التى طرأت على قانون النادى وكانت هذه التعديلات قد أرسلتها رئاسات الأسلحه إلى إدارة النادى التي جمعتها في صيغة مشروع بقانون مقترح أرسل إلى الأسلحه لأخذ رأى الضباط عليه قبل التصويت عليه من الجمعيه العموميه كانت هناك مادتان فى القانون المقترح أثارتا النقاش والجدال وكان يكمن فيهما أسباب النزاع
أولاهما هى الماده الثامنه وكانت تتعلق بتحديد الأسلحه التى تمثل فى مجلس إدارة النادى ومن ثم نشب نزاع فى شأن سلاح الحدود لمحاولة ضمه كسلاح مستقل لبقية أسلحة الجيش على الرغم من أن ضباطه منتدبين من أسلحه أخرى ممثلون فى مجلس إدارة النادى والواقع كما أستفناه كفريق أن أغلب الضباط فى مساندتهم للرأى الذى يقول بأن سلاح الحدود ليس سلاحاً قائماً بذاته كان يكمن فى تحدى الضباط لمدير سلاح الحدود الجديد اللواء حسين سرى عامر بتاع القصر الذى أبعد بسببه من منصبه اللواء أركان الحرب محمد نجيب مدير الحدود السابق بعد أن أصر الملك على تعيين رجل السرايه اللواء حسين عامر فى هذا المنصب وكان اللواء حسين سرى تحوم حوله الريب والشبهات طوال مدة خدمته فى سلاح الحدود فضلاً عن إتهامه فى قضية الأسلحه الفاسده والتحقيق معه من قبل النيابه العامه وحنحاول نتعرض للنقطه دى تحديدا لأهميتها أما المادة الأخرى فكانت المادة 9 وتنص على أن تقوم الجمعيه العموميه مجتمعه بإنتخاب ممثلى الأسلحه المختلفه فى مجلس إدارة النادى وهذا من شأنه أن يصبح الأنتخاب صادقاً ممثلاً لإرادة الضباط
خشى القصر وفاروق من تكتل الضباط وأتحاد كلمتهم فعمل على ترويج أتجاه آخر هو أن يقوم ضباط كل سلاح من أسلحة الجيش بإنتخاب ضباطه على أساس أن كل سلاح أدرى بضباطه ولم يكن هدفه من وراء ذلك سوى تفرقة كلمة الضباط واخدين بالكم يابتوع حملة رجوع عصر الملكيه وتاخدوا بالكم أزاى وأنتوا متعرفوش تاريخ بلدكم وحتى اللى بيعرفه بيكسل يعمل مشاركه وكأن المشاركه بتقرصه
ونرجع لكلامنا ونقول حضر الأجتماع حوالى 455 ضابطاً وهو أكثر من العدد القانونى المطلوب الذى يقتضيه إجتماع الجمعيه العموميه العاديه (( أكثر من 10% من مجموع أعضاء النادى )) وكان رئيس إدارة الجيش ورئيس هيئة أركان حرب عثمان المهدى باشا خارج قاعة الأجتماع ونبها على البكباشى محمد رشاد مهنا بعدم إعتلاء المنصه لإعطاء الفرصه للمجلس القديم بإدارة الجلسه
أفتتح رئيس اللجنه التنفيذيه للنادى الأميرلاى جلال صبرى الجلسه (( رتبه كانت موجوده فى الجيش زمان )) ولما تليت مقترحات تعديل اللائحه كما أراد محمد رشاد مهنا أختلفت الآراء وكاد الأجتماع أن يفشل لكثرة الجدل وهنا طلب رئيس هيئة أركان حرب من محمد رشاد مهنا أن يعتلى المنصه إنقاذاً للموقف وسيطر محمد رشاد مهنا على الموقف بصعوبه حيث أقترح مباشره وفى الحال عرض مشروع اللائحه الداخليه المقترحه
كانت المقترحات تنص صراحةً على ضرورة إجراء الأنتخابات وعرضها للتصويت من دون مناقشه وكانت نتيجة التصويت الموافقه بأغلبية الأصوات وبالتصفيق المتواصل من أغلبية الحاضرين وطالب أحد ضباط سلاح الحدود من أعوان حسين سرى عامر ضرورة تمثيل سلاح الحدود بعضو فى مجلس الإداره الذى سينتخب فوراً وعارض محمد رشاد مهنا بالحجه القويه بأن سلاح الحدود لا يعتبر سلاحاً قائماً بذاته لأن جميع ضباطه منتدبين من أسلحه مختلفه وأن لكل منها مكان فى مجلس الإداره والمقترح أنتخابهم فى الجلسه نفسها وأنتقل محمد رشاد مهنا مباشرةً إلى طلب إجراء عملية الأنتخابات التى تمت على الفور
تقدم لأنتخابات الرياسه مدير سلاح المشاة اللواء أركان حرب محمد نجيب واللواء حافظ بكرى مدير سلاح المدفعيه واللواء إبراهيم الأرناؤوطى مدير سلاح المهمات واللواء سيد محمد مدير سلاح الصيانه ولم يكن لأحد من هؤلاء مشكله أو قضيه بخلاف اللواء حسين سرى عامر مدير سلاح الحدود زى ماوضحت قبل كده الذى تطورت قصته مع أنتخابات النادى وإصرار الملك على فرضه على القوات المسلحه إلى محاولة إغتياله
يقول اللواء محمد نجيب في مذكراته أستقر رأيى على أن أرشح نفسى رئيساً لمجلس إدارة النادى لجس نبض الحاله فى الجيش وتحدياً للملك الذى نقلنى من سلاح الحدود وخلى دى كمان معاك
فى نص الليل ومع أستقبال فجر أول يوم من يناير من عام 1952 أعلنت النتيجه على النحو التالى
أنتخب اللواء أركان حرب محمد نجيب مدير سلاح المشاه بأغلبيه شبه إجماعيه إذ لم يحصل منافسوه الثلاثه إلا على 58 صوتاً من مجموع خمسمائة صوتاً تقريباً
فاز بمنصب رئيس مجلس الإداره اللواء محمد نجيب وأنتخب عضوان فقط من الضباط الذين شكلوا فيما بعد مجلس قيادة الثوره وهما بكباشى زكريا محيى الدين من المشاه وقائد أسراب حسن إبراهيم من سلاح الطيران وأنتخب ثلاثه من الضباط الأحرار من غير أعضاء مجلس القياده وهم بكباشى محمد رشاد مهنا من المدفعيه والصاغ أحمد حمدى عبيد والصاغ جمال الدين حماد من المشاه وممن خانهم الحظ فى الأنتخاب من أعضاء مجلس قيادة الثوره فيما بعد قائد الجناح جمال سالم ومن الشخصيات التى لمعت بعد ذلك البكباشى محمد فوزى وزير الحربيه فيما بعد أيام عبدالناصر وحصل على 37 صوتاً وبذلك كانت نتيجة الأنتخاب فوزاً ساحقاً للضباط الأحرار إذا تبين مدى إنضمام الضباط ذوى الرتب الصغيره والمتوسطه إلى جانب التيار الوطنى كما كان إبعاد ممثل سلاح الحدود من الأنتخاب تحدياً سافراً من الضباط للملك على حد بيان لقصر وقتها وكان هذا دليلاً على تأثير ونفوذ تنظيم الضباط الأحرار بين ضباط الجيش كما كان دليلاً كذلك على شعبية محمد نجيب
صوابعى ورب الكعبه هنجت وهنا ينتهى لقائنا على وعد بلقاء فى أقرب فرصه وأتمنى ان تلقى هذه السلسله الدعم والتأييد لأن أهدافنا منها كثيره غير كشف الحقيقه وأستقصاء التاريخ أن نرد على حملة عودة عصر الملكيه والتسبيح بأمجاد الملك فاروق وعلى حملة آيات عرابى ونشر علم مصر القديم واللى مايعرفوش أن الملك فاروق كان مشغول بصراعه على الراقصات والفنانات الجميلات مع الفنان رشدى أباظه
#جنرال_بهاء_الشامى في أغسطس 29, 2017